لستُ سوى لعنة

30.8K 1.2K 95
                                    

حبيسة بين تلك الجدران.....

لا أعلم كيف سأواجهه؟!! او ماذا اقول له؟! كيف ابرر تلك السموم التي ألقيتها عليه!

انني حمقاء بحق! ولكني لا اريد ان اكون خطراً عليه...

اريد ان اكون بجانبه.... ولكن لا اريد ان اؤذيه....

انني ضائعة في متاهة من الحروف......

كيف ارتبها لا أعلم..... انتشلني من تلك الدوامة صوت قرع الباب....

اهتز كياني... ونبض قلبي بجنون..... هل من الممكن ان يكون هو؟! اردت ان انقش على ثغري بأبتسامة!

ولكن ما ان دخلت باتي تبددت ملامحي.... حل الظلام على فؤادي وجسدي.... وعدت إلى تلك المتاهة....

نطقت بهدوء: الغداء جاهز!

لم اكن اريد ان انهض ولكن اريد رؤيته ولو مجرد نظرات.... اريد ان ارى ملامحه.... اشتقتُ له....

قمت عن السرير وانتقيت ثوباً جميلاً..... وضعت قليلاً من الزينة..... صحيح انني لا اريد ان اظهر له انني احبه.... ولكن يوجد احساس بداخلي يقول لي ان افعل هذا.....

انتهيت واتخذت خطواتي إلى طاولة الطعام....

عندما دخلت نظرت له.... اتسعت مقلتاي.....

شاحب اللون.... هالات سوداء تحت جفناه... انه في حالة يرثى لها.... التعب يأكل ملامحه..... يبدو كعجوز هرم..... رغم انه لم يمضي على قولي لتلك الكلمات يوم فقط... يبدو انني جرحته بقوة... أجل... اعتدتُ على ذلك... ان اطعن من امامي بكلماتي او نظرات ولا ادري انني سأقتله بها...

جلست على الكرسي المقابلة له..... لم أتجرأ على النظر له.... لم تستطع مقلتي ان تقترب لناحيته......

شعرت به يحدق بي.... احسست بكومة من المشاعر تجتاح كياني..... لم يتفوه فمي بأي شيء.... ولم اضع به أي شيء...... اردت النهوض ولكن لم استطع....

لن تدركوا كم الاحاسيس التي اصبحت بداخلي.... انا عاجزة عن كل شيء.... اعتقد اني شللت عن النطق بالكلام او النهوض.... لا أدري ما بي؟!

ايقظني من كل تلك الافكار التي قادتني للحضيض صوت ارجاع كرسيه لمكانه..... وصوت ابتعاده عن هنا!... اردت النظر ولكن ترددت..... استجمعت شجاعتي ونظرت ولكن بعد فوات الاوان.... فهو لم يكن هنا... لقد رحل....

نسمة خيبة مرت بسمائي قلبي... كسرت اشجار نبضاتي.... لم اعد قاردة على وصف شعوري في هذه اللحظة.... تجمدت كلياً... لمدة نصف ساعة وانا نظر لطبقي فقط.... جرني من خيبتي صوتها الحنون....

قالت باتي: كارمن... عزيزتي.. ما بكِ؟!...

اردت التفوه... النطق... التكلم.... ولكن لم يخرج اي حرف من شفتاي.... كل ما فعله جسدي هو انه ارتمى بين احضانها..... وعيناي بدأتا بأسقاط الدموع.... وثغري بالتكلم بجنون ونطق جملة غير منظمة:

ملاك بين يدي شيطانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن