لن تهربي... سأبقى جحيمك للابد...

54.4K 1.8K 46
                                    

تلك الليلة كانت مزيج من المشاعر.....
دموع وألآلآم... وحزن وفراق......
تسلل الفرح الى قلب مايك قليلاً عندما اصبحت له....
ولكنه سرعان ما طرد عندما وجدها بهذا الحال....
كئيبة... محطمة.... جريحة....
هو من فعل بها هذا!!
لم يدعها تودع اغلى ما تملك!!
منعها من عناقه!!
وفي الصباح الباكر....
بدأت الشمس بالخروج وخيوطها الذهبية تحمل بيت طياتها المفاجئات....
تتقلب كارمن في الفراش....
دخل احدهم الغرفة.....
ازيحت تلك الستائر الكبيرة...
لتدخل تلك الخيوط الشمسية....
وتزعج نوم كارمن واحلامها الوردية.....
اطلقت اصوات تعبر عن غضبها....
ولكنها سرعان ما تذكرت اين هي!!!
نهضت بسرعة.. خائفة من أن يكون هو!!
احمرا وجنتها وصبغ وجهها بشتى الالوان...
ولكن عندما لامس ذلك الصوت مقدمة اذنها: سيدتيً هلا ابدلتي ملابسك ونزلتي للافطار....
نظرت لها.... اطلقت تنهيدة راحة تامة...
نزلت من على السرير ودخلت الحمام.....
ارادت ان تنزع الثوب....
وقع نظرها على تلك الدماء....
لامست تلك الذكريات عقلها....
حركت رأسها وكأنها تبعثرها لا تريد ان تتسلل إليها....
ولكن مهما حاولت ومنعت....
لن تستطيع.... انزلقت دموعها من عينيها....
وأجهشت بالبكاء...

....كارمن.....
بعد ان انتهت من كل شيء....
نزلت الى الطابق السفلي.....
مائدة كبيرة...
وضع عليها كل اصناف الطعام.....
ويوجد كرسيان فقط.....
جلست على احدهم ولكن لا يوجد لدي غبة في الاكل...
تناولت القليل....
ولكن هو لم يأتي!!
اين هو للان !!
نهش الفضول قلبي!!
قلت بصوت منخفض: باتي....
ردت علي: تفضلي....
همست لها: اين هو السيد؟!
أجابت بهدوء: انه لا يريد ان يتناول الافطار... وايضا مشغول ببعض الامور!!
اتخذت الحيرة من وجهي مكاناً للإقامة!!
بأمور؟! ما هي؟!
اسئلة تدور حولي....
ولكن رد عقلي بقوة مسكتاً كل تلك الاسئلة: وما شأنكِ انتِ... فليذهب للجحيم هو واموره!!
لم ألقى بالاً له كثيراً...
وعدت الى غرفتي وانا اخطط كيفيفة الهرب من هذا الشؤم....
جلست ونظرت من النافذة....
شاهدت حديقة خلفية للقصر....
ارتديت ملابس مناسبة...
وخرجت.... استقبلتني باتي بتلك الابتسامة والسؤال الدائم: إلى اين سيدتي؟!
قلت بها والعلامات الضجر استحلت وجهي: اريد ان استنشق بعض الهواء في حديقة الورد.... وايضا لا تقولي سيدتي... ناديني كارمن.... ولا تدعي من تلك الالقاب تخرج امامي... فانا اكرهها....
انحنت بتواضع وقالت مع لمعة في مقلتها: امركِ... كارمن....
رافقتني الى الحديقة....
شممت الزهور المتنوعة...
احسست بنظرات صوبت نحوي....
نظرت للقصر.....
رأيت نافذتين تطلان على الفناء....
واحدة لغرفتي والاخرى لا أعلم لمن؟؟؟
لم اهتم لذلك الامر كثيراً...
وتابعت تفقدني واكتشافي للمكان....
شربت الشاي في تلك الحديقة...
وانا محاطة بالورود....
قاربت الشمس على المغيب....
هذا ما احبه في اليوم...
ان ارى خيوطها وهي تحتفي....
كان يوماً مملاً جداً.....
دلفت الى القصر واردت ان ادخل غرفتي...
ولكن صوت احدهم الغير واضحة شد فضولي للاكتشاف....
تركت قبضة الباب واردت معرفة ذلك الصوت....
اصوات تتألم....
اقتربت من تلك الغرفة...
انها مصدر الاصوات.....
كان شقاً صغيراً في الباب....
دنوتُ قليلاً لارى....
وجدت مايك ويحمل بين يديه سيفاً.....
قتل اثنان ظننت انهما بشريان....
ولكن ما ان قتلا حتى خرجت منهما روح سوداء مخيفة....
صرخت برعب.....
إلتقت مقلتي بعينه التي لوث تحتها بالدماء....
شرارة احسست بها خرجت من بؤرتها المحمرتان....
واتى هو....
ولم أعلم كيف نهضت وبدأت اكرض وانزل الدرجات بسرعة قصوى....
لا اعرف كيف تحركت ولم أتجمد مكاني....
كيف لم أصبح جماداً عندما نظر لي؟!
لم ألتفت إلى الوراء ابداً...
كل ما وضعته امامي هو ان اخرج من هذا الجحيم....
دفعت باب القصر الكبير بيديّ....
وصلت للباب الحديدي الضخم.....
نقش على ثغري مقدمة الابتسامة ولكنها اختفت ما ان جذبني احدهم إليه....
امسكني من معصمي بقوة شعرت وكأني عظامي ستتحطم....
اصبحت اضرب بيدي الهزيلة صدره القوي واقول بين لهاثي المتقطع: ابتعد... ارجوك... لا اريد العيش هنا... انني اموت.. انها ستكون نهايتي...
امسكني من خصلات شعري وشدني إليه....
شعؤت بأنفاسه الغاضبة....
قال وكانه بركان يثور: لن تهربي.... سأبقى جحيمك للابد... لن تستطيعي الافلات مني ومن جهنمي... سترين.. كارمن....
ورجني الى الداخل وكأنني حيوانه الأليف.....
ودموعي على ضفة مقلتاي....
حاولت التحرر من اغلاله ولكن هيهات...
لذلك الجسد الضغيف ان يحرك إنشاً واحد من ذلك الجبل الضخم.....
تلك اسوء ليلة في حياتي......
تمنيت الموت في كل لحظة....
شعرت بالاشمئزاز من كل شيء حولي....
لم اتخيل ان سيقترب مني رغماً عني....
تلك ليلة نهايتي وبداية معيشتي بين عالم الشياطين.....

ملاك بين يدي شيطانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن