الْفَصْلُ الثَالِث|جَميِلةٌ فِيرتهَايِمر

10.4K 708 306
                                    

ما لا يَدركه الرَجل على نَحو يتشَبع بالتجَاهل، كَون هناك شَعور داكِن خفِي فِي المرأة، يخبرها دومًا بأَنها ليست على القَدر الكافِي مِن الفتنة والرغبَة..

ذلك التوجَس، إن لم يسقى بقدر كافًا مِن الأهتمام؛ فلا شَيء يَمكنه أن يَنتزعه عدا حقيقة أنهَا امرأة قوية..

تِلك المرأة التِي لا يَسهل الحصَول عليها دَون ثَمن في المقابل، ودومًا ما يَكون ذَلك الثَمن باهِض مقيد بألف عَاطِفة ولهَفة..

عينيها البحرية الزرقاوين لا تَزالان عالقتين إليهما، تتأمل بحرص ذَلك المشَهد على نَحو حمل مسافة أمَان كافية كي لا تفَضح أمر وجودها..

شَيء بَها بَدى متشبعًا بالفَضول منه بالمفَاجأة، كما لو أَنها تتأمل لغزًا عصيًا يترخ، فيصبح مِن السَهل حَله..

لغز فيرتهايمر، وتَجنبه للنِساء أمر بَدى لَها أعجوبة، ما كَان لخيالها الخَصب أن يتكمن مِن خلق هذه الصَورة عنه..

تفكِر حينها بأنه لا يَزال رَجل فِي نهاية الأمر، وكَونه يمتلك تِلك الهالة الاغوائية؛ فهذا شيء لا ينفي أمر استِسلام امرأة له..

كان لا يَزال مَحياه صارمًا رغم محاولة تِلك الفاتِنة أن تَصل إلسه بقامَتها، تلاحِظ الجفاء والفتَور وهو يتَمكن مِنه على نَحو بدى اغوائيًا ، لا يعكس حقيقة كَونه يتجاهل امرأة بالغة الجمال أمامه..

تشهد محياه الهَادئ، وعينيه الثابتة لا تتحرك مِقدار أنملة بعيدًا عن تِلك المرأة التِي وجدت ذاتها فِي مواجهه مع سيجارتَه المتشَعلة..

لا يَبدو وكأنه يكترث لها، وإن أحرقت ذَاتها كما هو الحَال مع أفعال تلك المرأة التي تجاهلت حقيقة لا مبالاته بما تَفعل..

بَدى لهَا بأن فيرتهَايمر يَخوض مأزقًا يَفوق سَلطته، وأن مشهد كهذا ليسَ امرًا جدِيدًا يواجهه للمرة الأولى..

لم يَبدو لَها بأن ما يَحدث شيء يَروق لَه، بل حافظ على إحدى يَديه فِي جيب بنطَاله، بينما ارتفَعت الأخرى لتزيح سيجارته، ويد المرأة الضئِيلة معًا..

ترى بأن تِلك القسوة، والصَلابة شَيء لم تعتقِد يومًا بأنه يَمتلكها، ليس للحد الذِي يَدفعه لالتقاط رِسغ المرأة فجأةً ما أن حاولت الوصول إليه مجددًا، يثير بفعله شعور المفاجأة فِي داخِلها..

راقَبته دون تأثر، يَلقي بِكلماته الهادئة إلى الماثلة أمامه قبل أن تراقبها وهي تنتشِل يدها مِن قبضته بشيء مِن الحنق..

تتَنبه حينها لمَا تقوم به، يثير سُخريتها أمر تَلصصهَا على خصوصيته..

تخفض بَصرها وقتئذ، ترمِي برأسها نحو جانبيها لتتأكد مِن أن لا شَاهِد قد يَوثق أمر فَضولها؛ فتفقِد بذَلك جَزءً مِن متَعتها، إلا أن أمر أمانها لم يَدم طويلاً حيِن فاجئها آنذاك ذَلك الصوت القَوي موجهًا حديثه إليها..

مكيدة عشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن