الْفَصْلُ العَاشِر|عَاطِفَةُ وِدَاعٍ

7.4K 501 160
                                    

هنَاك شَعور لا يَسَهل للمرءَ أن يَصنع توازنًا واضِحًا تجاهه بَل و نحو قَدرته ليِدفع بعاطفةٌ متأججةٌ إلى فَؤاده..

شَعور يلقَبه البَعض برفرفةٌ الفَراشات اللامِعةٌ، تِلك التِي تَبدو رفرفةٌ أسَفل أزهَار ربيِعيةٌ فِي صَباح متشبع بالذَهب و الدفَئ..

تِلك العاطِفةٌ مَن تحَجب محِي المرء فِي حيِاء يسَارع بِها ليضَبط وتيرتَه القَلبيةٌ المضَطربة..

شَيء بَدى بَعيد المنَال لامرأةٌ متَزمته لا تَبحث عَن شَيء فِي هذه الحيِاةٌ القَصيرةٌ سَوى أن تشَبع فَضولها المتعطَش للمَزيد..

إِلا أن مَكوثَها حَول هَذه الطاولة بيِن زملاء عَملها بَرهن لَها بأن هنَاك شَيء معطَوب فِي فؤادها،و ذَلك لفَرط تِلك النبَضات المتسارعةٌ مَن كانت تخترق ثباتها فِي كل ثانيةٌ يلوح بِها محيِاه إلى وعيِها..

يَجول تفكيِرها آنذاك شَيء رعديِد مِن شأنه إِضعاف تِلك الصَلابة فِي إِنعكاسات ذِهنها و مَدى جِديتَها إلى ذَاتها..

شَيء كأن تبَحث عن تذكرةٌ إلى جزيِرةٌ نائيِة لا تشَارك أحد بِها صخب الشَعور هذا..

تجَد ذَاتها آنذاك تزفر بِوضوح لا تَصغي إلى ما يِناقشَه آرثر لطِيف المزَاج على غَير العادة فيما يوجه جل تركيِزه نَحو سوزان..

يستوقَفهما زفِيرها ما حَفزهما لمطَالعتها فِي شَيء بَدى لَها امرًا يَستدعي الجَدل..

يَترقبان فِي هدوء ما قَد تضعه أعلى محيِها العَالق نحو كَوب القهوةٌ البَاردة أمَام بَصرها حتى نَبست سَوزان..

-لا تتعجب،نحن لا نثيِر إِهتمامها كما يِفعل فيرتهايِمر..

كَان لَها قدرة لتشَفن سوزان وقولَها اللاذِع فِي متعة خالصة مَن تمكَن مِن خَلق اِبتِسَامة هادئة حول شَفتا آرثر إلا أنها فَضلت تَجنب ذَلك..

تلتقَط أنفاسَها لا تطالعَهما بَل تعبث بِملعقتها الصَغيرةٌ حَول كوبَها ثم تتأمل المارةٌ بشتى أهواءهِم و هيئتهم الخريِفية قائِلة..

-والآن يَجدر بِي الحَذر مِن شركاء روكشَاير ايضًا..

عيِنيها الداكِنتين عبَرت محيِهما الساخِر فِي فَضول كَانت لتشَبعه إِن لم يَكن محَوره ذَلك الرجَل الديِجوري الفاتِن..

تفَضل وضَع تساؤلاَتها فِي كثِير مِن الأوقات بِهيئةٌ ساذجةٌ من شَأنها أن تستقَطب ما تشَاء مِن المَرء لكِن مِن الأفضل لها أن لا تفعل هَذه المرة..

مكيدة عشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن