يُقالُ إِنَّ نَتيجَةَ الضَعفِ لِضَعفِ المَرأةِ، فَإِنَّ عَلَيها دومًا مُمَارسَةَ الإِغواءِ لِتَحصُلَ بِهِ عَلى القُوةِ عَن طَريقِ رَجُلٍ.
ذَلكَ الإِغواءُ السَاحِرُ بِهَيئةٍ تَخلُقُ بِهَا مِئةَ شُعورٍ فِي عالَمِهِ المُعتِمِ بِغَمامَةِ الرُجولَةِ، مَا يَجعَلُه يَثِق دومًا بِأنَّها كَائن وجِدَ فَقط لِذةً.
إِلَّا أَنَّ ذَلكَ لَم يَكُن مَا كَانت عَليهِ، فَلَها كَانَ رَجُل الإِغواءِ، وَلَهُ كَانَت سَيدَةَ القُوةِ، وبَينَهُما وُجِدَت طَريقَتُهُما فِي خَلقِ ظَاهِرَةٍ جَديدَةٍ مِنَ العَبَثِ والفَوضَى.
تَبدو لَها الحَياةُ مُتَقَلِّبَةً بِمَزاجِيَّةٍ عَكِرَةٍ، تَخلُقُ مِئاتِ الإِرتِباكاتِ فِي حَواسِّ المَرءِ لِتَدفَعَهُ نَحوَ أَلفِ دَهرٍ مِن العُزلَةِ.
عِزلَة كَانَت طَريقَتَها الوَحيِدَةَ لِلنَجاةِ مِن عَواصِفِ الحَياةِ بَحثًا عَن الطمأنِينَةِ، تِلكَ التِي وَثِقَت بِأَنها لَن تَجِدَها يَومًا مَا دَامَت تَعلَنُ نَفسَها سَدَةَ حُروبِ الفَضُولِ.
كَانَ عَلَيها أَن تُوقِظَ ذَاتَها مِن شَهقَةِ المُفاجَأَةِ، إِلَّا أَنَّ شُعورَ التَرَقبِ بَدا أَشَد قُوةً لِيَضَعَ إِبتِسامةً سَاخِرَةً عَلى شَفَتَيها.
تَتأمَّلُهُما فِي صُورَةٍ مُظَللَةٍ أَعَلى شَاشَتِها المُضِيئَةِ؛ فِيما يَلتَحِفُهُما الدَيجور عَلى نَحوٍ لا يَسهُل لِلمَرءِ تَمْيِيز هَوِيَّتِهِما بِهِ، لَكِنَّها فَعلَت.
تَشَهَدُ ذَاتَها نَجمَةَ الفَضَائِحِ فِي قَنَاةٍ وَطَنِيَّةٍ؛ فيَبدو ذَلكَ الخَبَرُ أَشَدَّ أَهمِيَّةً مِن وَضْعِ حُروبِ العَالَمِ.
كَيْفَ لا وتِلكَ أَهمُّ الحُروبِ صَخبًا مُنذُ أَن عَرَفَت المَملَكَةَ عَائِلَةَ فِيرتْهايمَرَ التِي تَحترفُ الجَدَلَ.
كَانَ عَلَيها أَن تَضَعَ هَاتِفَها جَانبًا دُونَ إِصغَاءٍ حَقِيقِي لِمَا تَتَحدثُ بِهِ شَقيقَتها، تَكتفِي حِينها بِأَن تَتأمَّلَ مِقدَارَ الفِتنَةِ الَّتِي يَبدُوَانِ عَلَيها كَمَا أَحدَاثِ القِصَصِ الخَيَالِيَّةِ فِي الكُتُبِ.
تَقضِي بِضعَ دَقَائِقَ فِي عُزلَةِ صَمتٍ، تِلكَ التِي داهَمَت وَعيَها رَغمَ الفَوضَى العابِثةِ فِي أَرجَاءِ المَكَانِ الذِي تَستَقِر فِيهِ.
نَشرَةُ الأَخبَارِ الصَاخِبَةُ، إِلحَاحُ الصَحافَةِ فِي مداهمَةِ صَفوِ مِزَاجِها، وَقرعُهم الثقبِ جَرَسَ بَابِها، شَتائِمُ كَاتيِا عَبر الهَاتِفِ، والغَمَامَة العَالِقَة إِلى نَافِذَتِها.
أنت تقرأ
مكيدة عشق
Lãng mạnقيلَ بأنَّ هناكَ نوعًا منَ الرجالِ، إن كانَ سيرغبُ بامرأةٍ، ولو للحظةٍ قصيرةٍ، فإنَّهُ سيذهبُ إلى أقاصي الأرضِ من أجلِها، بأنَّهُ سيخلقُ مئةَ قصةٍ، ومئةَ صدفةٍ للقائِها. قيل بأنَّه سيحيكُ الكلماتَ والمواقفَ، وسيُخضعَ العالمَ أسفلَ قدميها، بأنَّه سيت...