قيلَ بأنَّ هناكَ نوعًا منَ الرجالِ، إن كانَ سيرغبُ بامرأةٍ، ولو للحظةٍ قصيرةٍ، فإنَّهُ سيذهبُ إلى أقاصي الأرضِ من أجلِها، بأنَّهُ سيخلقُ مئةَ قصةٍ، ومئةَ صُدفةٍ للِقائِها.
قيل بأنَّه سيحيكُ الكلماتَ والمواقِفَ، وسيُخضِعَ العالمَ أسفلَ قدميها، بأنَّه سيتلوى ويتلونُ ليتماشى مع مطالبِها..
ذلك النوعُ منَ الرجالِ، من كانَ يبدو لها خياليًّا أثيريًّا في الكُتُبِ التي تكتُبُها النساءُ وحدهُنّ، وجدتهُ يومَها يقفُ على بُعدِ خطواتٍ منها.
بِهالَتِه الفاتِنَةِ الديجوريةِ وعَينَيهِ الماكِرَتَينِ كالثّعالِب، بصَوتِه الشُّجنِ الهادِئِ وسِيماءِه المُبهِرَةِ كالتِماثِيل الإغريقيّةِ..
تلكَ اليَدُ القويّةُ وهي تُوضعُ برفقٍ على كفِّها الضئيلةِ، أثارتْ في حواسِها مئةَ شعورٍ ورَغبةٍ..
تَرنُو ببَصرِها إليْهِ ما أنْ عَلِقَتْ بين يَديْهِما الملتحِمةِ لِمُدّةٍ، تتأملُه؛ فتشْهدُ صِدقَ كلماتِه وخلوَّها من الإغراء أو الإغواءِ الفَاضِح.
الإغواءُ، تلك القُدرةُ التي كانتْ شيئًا يتأصّلُ في حديثِه دائمًا..
-مَرحبًا بكِ في روكشاير، آنِسة روستشيلد، إنّهُ لشرفٌ أنْ تُصبِحي أحدَ شركائِنا..
فاتِنٌ هو، شديدُ النُبلِ وخاطِفٌ للأنفاسِ كما تتداولُه الصُحُفُ والجَرائِدُ، وكما يُقالُ عنه خلفَ هذه الحفلةِ..
شيءٌ بهِ آفْيونيٌّ يدفعُها للرغبةِ بالمزيد، يُحفِّزُها صوتُها لِتَرُدَّ بِذاتِ نَبرتِه الهادِئة..
-الشرفُ لي، سيّد فِرِتهَايمَر..
بقيَ مَحياها هادئًا رغمَ صوتِ فؤادِها المُتَسارِع بجنونٍ، تَزفَّرَ آنذاك مستشعِرَةً بحواسِها دفءَ كفِّه وهو يعبُرُها بشعورٍ بالِغٍ بالامتلاء حتى تَذَكّرتْ ما هي عليه الآن..
إيفلِين روستشيلد، المُهندِسةُ المِعمارِيَّة التي حصلتْ على اِنضمَامِها الأهمِّ في مسيرتِها المِهنِيَّة لدى شركةِ روكشاير..
مضى عامٌ واحدٌ منذ غادرتْ مَوطِنَها إسبانيا رَغبةً في المجدِ، وهربًا من ماضٍ كان يلتهمُها، إلا أنها وأخيرًا ترى اليومَ ثَمَنَ قرارِها وثَمَرةَ مَشقَّتِها..
ها هي تحصُلُ على تَرْحيبِها من المُدِير العَام لِلفَرع شركةِ، والمِعمارِيّ الأكثر جَلبًا في البلاد..
إيرِيك فِرتهَايمَر..
فَردٌ من عائلةِ فِرتهَايمَر الأكثر تَمَيُّزًا في المملكةِ إلى جانبِ عائلةِ فولكوف وباستيلّي، رغم اختلافِ تلك العائلاتِ وضَجَّتِها إلا أنَّ فِرتهَايمَر تُعرَفُ بكونِها عائلةً بالِغَةَ الرَّقِيِّ والجَلَبَة..
أنت تقرأ
مكيدة عشق
Romanceقيلَ بأنَّ هناكَ نوعًا منَ الرجالِ، إن كانَ سيرغبُ بامرأةٍ، ولو للحظةٍ قصيرةٍ، فإنَّهُ سيذهبُ إلى أقاصي الأرضِ من أجلِها، بأنَّهُ سيخلقُ مئةَ قصةٍ، ومئةَ صدفةٍ للقائِها. قيل بأنَّه سيحيكُ الكلماتَ والمواقفَ، وسيُخضعَ العالمَ أسفلَ قدميها، بأنَّه سيت...