الْفَصْلُ الثَاني| اِمْرَأَةُ رُوكْشَايَرَ

13.1K 750 166
                                    

أَخطَرُ النَّساءِ هِيَ تِلكَ الَتَّي تَتمكَّنُ وبِطَرِيقةٍ مَا، مِن إِيَقاعِك فِي شِرَاك أَلعَابِهَا المُلتّوِيَة، تِلكَ التَّي تَتَلاعَبُ بِكَ كَمَا لَو أَنَّكَ دُميَةُ مَاريونيت فِي مَسرَحِهَا، دُونَ أن تُدرِكَ حَقِيقَة امتِلَاكِهَا السُلطة الكَامِلة عَلَى أفعَالِك.

لِلعَالَم كَانَت تِلكَ هِي إيڤلين روستشِيلد، اِمرَأة عَلَى الرَغم مِن هُدُوئِهَا إلّا أنَّهَا تَمتَلِكُ القُدرَة عَلَى إِخضَاعِكَ أَمَام رَغَباتِهَا إن شَعرتْ بِذَلِك.

لَكِن، ولِأَول مَرةٍ فِي تِلكَ الحَيَاة القَصِيرَة لإيڤلين، فَقَدت بِهَا سُلطتُهَا عَلَى ذَاتِهَا كَطِفلَة هّوجَاء لَا تَفقَهُ الإِنضِبَاط القَلبِيَّ.

تَلتَقِي حِينهَا نَظَراتُهمَا لِثَوانٍ شَهِدّت خِلالُهَا شُعُورًا مُلتهِبًا لَا تَكاد تُدرِك حَقِيقَته، إِلّا أنَّهَا وَثِقَت فِي شَيِء وَاحِد..

تِلكَ العَينَين الدَاكِننَتين كَانَتا تَحمِلَان لُغَةً لا صَوت لهَا، لَكِنهَا تَمتَلِك تَأثِيرًا قَويًا كَمَادةٍ أَفنيونِيَه تُدخِلُكَ فُي غَيبُوبَةٍ حِسِيَة..

تِلكَ العَينين وعَلَى نَحو غّرِيب لهَا بّدتَا كمَا لَو أنَّه سَبَق لهَا وأن شَهِدتهمَا مِن هَذَا القُرب، بِهَذِه الحَمِميَة إِلّا أنَّه لّم يَسبق لهَا تَذكر شَيء كَهَذا..

تَشعُر ذلكَ الاهتزازُ المُحترقُ في صدرِها تجاهَ قربِهما، إلى جانبِ صوتِ الرعدِ الثاقبِ، دفعَ بها أن تعودَ إلى واقعِها، تخفضُ بصرَها آنذاك إلى كفِّه القويِّ، فتتسارعُ الكلماتُ إلى شفتيها قائلةً..

-المعذرةُ، لم أشأْ إفزاعَك..

تتساءل، أكانتْ تلكَ ابتسامةً عذبةً ساخرةً تتصاعدُ إلى محياهُ، بينما يُراقبُ عينَيها المرتجفتينِ في ترقبٍ، أم هيَ تصنعُ في ذهنِها خيالًا لرجلٍ متلاعبٍ؟.

لم تتأكدْ من ذلكَ حتى ارتخى كفُّه، يعتدلُ في جلوسِه ثمَّ شاهدها تسعى إلى الاستفاقةِ من تلكَ المُفاجأةِ، وهي ترفعُ رأسَها نسبيًا لتتمكنَ من رؤيةِ وجههِ..

-لقدْ رأيتُ أنَّه من الأفضلِ أن تمكثَ في غرفةِ الضيوفِ لهذهِ الليلة؛ فلا يبدو أنَّ الأجواءَ ستُصبحُ أفضلَ..

كرمٌ آخرُ تُضيفهُ إلى قائمةِ قراراتِها الجنونيةِ، ولا يمكنُها أن تُنكرَ أنَّ ما قامتْ بهِ هو ضربٌ من الفضولِ..

تتجنبُ التعريفاتِ التشريفيةَ كي لا تخضعَ لفكرةِ إزاحةِ الرسميةِ بينهما، لا يمكنُها ببساطةٍ فعلُ ذلك، ليسَ في وضعِها ومكانتها الاجتماعيةِ..

مكيدة عشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن