العَلاقاتُ لا تَدومُ بالحُبِّ، إِنَّ الحُبَّ كافٍ لِبِناء عَلاقةٍ، لكِنَّه لَيَسَ كافِيًا لإستِمراريتِها، لَيسَ إِن كانت عَواطِف البَشَر شَيئًا دائِم التأرجُح..
يَحدُث أن نَنسى لِما أحبَبنا شَخصًا نَتيجةَ العادَة، لا تَعود تِلكَ الكلِمات تَحمِل ذاتَ البَريق الذي شَهِدَته أعيُنُنا، وَلا تَعود تَحمِل تِلكَ الأفعَال تأثيرًا على أفئِدتِنا..
يَحدُث أن تَتراكَم جَميع عَواطِفنا بِطريقةٍ لا نُدرِكها، فَلا نَحمِل ذِكرى واحِدة تَحمِلُنا لِلبَقاء في أرضٍ لَم نَعُد نَفقهُ مَعالِمها..
مَكثت تُطَالِع وَجهه، تَنتظِر مِنه تَصحيح وإجَابة، بَدا إِليهَا كمَا لو أنَّه يَخوض غُمرَة التَعجُب، يَخوض أَلف فِكرةٍ فِي رأسِه وهُو يُبَادِلهَا ذَات النَظرة المُتسائِلة..
سَنوات هِي طَريقة جَيدة لتَقدِير مَا تَشعُره حِيَال ذَلِك الرَجُل، سَنوات مِن عَاطِفة رُبمَا، سَنوات مِن شَجن وسَنوات مِن رَغبة..
تَشعُر إِزَاءه كمَا لو أنَّهَا تَعتجِن مِئَة عَاطِفة مِن مِئَة عَالم وَكوكب فِي حُضُوره..
خِلَاف مَا حَدث اليَوم وخِلاف مَا كَان يَحدِث مُنذ أسبُوع، لا تَزال تَرتجِف مشَاعِرهَا إلَيه وتَختنِق أنفَاسهُا أسَفل اِسمه، وإن كَانت غَاضِبة.
أتُشير إِلى أن ذَلِك يَعود إلى شُعُورهَا تجاه عَينيه التِي تَنظُر لهَا كمَا لو أنَّه يَحفظُهَا أم تُشير إِلى كَونِه بأفعَالِه حَقًا يَحفظُهَا؟.
يُعيدهَا عَالمهَا آنذاك قَول سيزار بِحَاجب مَعقُد وذِهن يُقَلِب الكَلِمَات مِرارًا..
-كَانت أَشهُرًا، المَعذِرة..
وَثِقت أنَّه لَم يُضرَب رَأسه ليَجهل هَذِه الإِجَابة، لَكِن تقَاسِيم وَجهه المُحتَدة بَدت تَهِز تِلك الثِقة فِي دَاخِلهَا، لعَله قَد ضَرب رَأسه حَقًا!..
لا تَعلم مَا قِصته وفِي وَضع كَهذا لا تَرغب حَقًا أنَّ تَعلم شَيئًا وإن كَانت تَصفعهَا الأسئِلَة، يَكفيهَا كَيد لليَوم، وهِي لا تَرجو مِزحةً أُخرَى مِن صَدِيق آخَر لَه..
تَرَاه يَعُود لِتَأمُلِهَا قَبل أن يَسأَل وَهُو يَضَع مَشرُوبَه جَانِبًا..
-أَلا يَزَال ذَلِك المَعْرُوف قَائِمًا؟.
تَبَسَمت فِي وَجهِه بَعد لَحظَة صَمَّت دَارت بَينهُمَا رَجَت خِلَالهَا أنَّهُ لا يَمزح مَعَها، فِي وَضعِ كَهَذا إن كَانت تَطلُب المَزِيد مِن الفَوضَى فهِي سَتُخبره نَعَم، لَكِنهَا لا تَمتلِك رَفَاهِية الصَبر هَا هُنَا..
أنت تقرأ
مكيدة عشق
Romanceقيلَ بأنَّ هناكَ نوعًا منَ الرجالِ، إن كانَ سيرغبُ بامرأةٍ، ولو للحظةٍ قصيرةٍ، فإنَّهُ سيذهبُ إلى أقاصي الأرضِ من أجلِها، بأنَّهُ سيخلقُ مئةَ قصةٍ، ومئةَ صدفةٍ للقائِها. قيل بأنَّه سيحيكُ الكلماتَ والمواقفَ، وسيُخضعَ العالمَ أسفلَ قدميها، بأنَّه سيت...