الفَصْلٌ الحَادِي عَشْر| فَوْضَى الفُضُولِ

6.8K 538 146
                                    

لِلهَفةِ والعَاطِفةِ عَواقِبُ وخِيمة، عَواقِبُ قَد لا يَدْرِكُ صَاحِبُها مِقدَارَ الأذَى الَّذِي تُلحِقُهُ فِي وَعْيِهِ حَتَّى يُواجِهَ صَفعَةَ المَنطِقِ.

مَنطِقٌ لَطالَمَا كَانَ حَائِلًا بَينَ حَالِمٍ أَثِيرِيٍّ يَعيشُ الكُتُبَ وَوَاقِعٍ لا يُحترِفُ شَيئًا عَدَا اللَّكَمَاتِ.

وَاقِعٌ لَهُ القُدرَةُ عَلَى أَن يُلَطِّخَكَ بِحَقِيقَتِهِ المُرَّةِ دَافِعًا بِكَ إِلَى أَسفَلِ هَاوِيَةٍ تَتَحَطَّمُ فِيهَا حَوَاسُّكَ وَقَلبُكَ.

رُبَّمَا فِي مَكَانٍ مَا حَولَ شُعُورِهَا المُزمِنِ بِهِ كَانَت تَدرِكُ مِقدَارَ الأذَى الَّذِي قَد تَلحَقُهُ بِهَا عَاطِفَةٌ تَتَخمَّرُ فَضُولًا نَحوَه.

إِن شَهِدَت عَينَاهَا مَا آلَت إِلَيهِ الأُمُور فِي مَاضٍ كَانَت تحترِف فِيهِ الثَّبَات، تُؤمِن بِأَن شَيئًا مِنَ السُّخرِيع قَد يُحِيط شَفَتَيها وَأَفكَارَهَا المُتَأَزمَةِ بِهِ.

حِينَما كَانَت تَدْفَعُ شُعُورًا بَالِغًا يَلفه العَبَث، وَجَدَت ذَاتَها تُحَاط بِمِئةِ شُعُورٍ يَلفها بِلهَفَةٍ.

تَثِقُ بِأَنَّهُ فِي خِضَمِّ مُحَاولَتِكَ لِأَن تَنجُو مِن هَذِهِ العَاطِفَةِ مُتَسَتِّرًا آنَذَاكَ بِصَرَامَةِ الرَّفضِ كَانَ هُنَاكَ تَسَرُّبٌ لا يَصِلُ إِلَيهِ حَوَاسُّكَ يَجُولُ عَابِثًا فِي مَنطِقِكَ.

تَتَسَاءَلُ فِي لَحظَةٍ عَلِقَت عَينَاهَا أَسفَلَ الدِّيجُورِ إِن كَانَ هُنَاكَ شَيءٌ قَادِرٌ عَلَى أَن يَجمَعَ بَينَ الحَرَارَةِ وَالبُرُودَةِ كَمَا هُوَ وَضَعَهُمَا هَا هُنَا.

لَا تُتِيحُ لِذَاتِهَا أَن تَلتَقِطَ دِيجُورِيَّتِهِ الدَّاكِنَةَ كَمَا لَو أَنَّهَا تَخشَى شُعُورًا مِن شَأنِهِ أَن يُدَاهِمَ تِلكَ الوَتِيرَةَ المُلتَهِبَةَ فِي فُؤَادِهَا.

سَتَتْرُكُ لِلدَّقَائِقِ فُرصَةَ التَّبرِيرِ أَثنَاءَ صَمتٍ لَامَسَ مَوقِفَهُمَا، بَينَمَا يَعبُرُ مَحَيَّاهُ دِفْءَ تَفَاصِيلِهَا دُونَ قَولٍ وَاحِدٍ.

لَا شَيءَ لِتَجتَذِبَهُ إِلَى ذِهنِهَا عَدَا خَصلَاتِهِ اللَّاسِعَةِ مِمَّا عَبَثَت أَعلَى بَشَرَتِهَا، تَخدِشُ جُزءًا مِن ثَبَاتِهَا فِي لَحظَتِهَا تِلكَ.

تَتَسَاءَلُ! أَكَانَ عَلَى ذَلكَ القَدرِ مِنَ الشَّغَفِ وَاللَّهفَةِ حَدَّ التِهَامِهِ أَشيَاءَهَا كَمَا لَو أَنَّهُ يَحفَظُهَا، يَدرُسُهَا وَيُخلِّدُهَا جَمِيعًا فِي الذَاكِرَة؟!.

مكيدة عشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن