الفَصْلٌ الخَامِس عَشْر| صَفْقَةُ مَنْفَعَةٍ

6.2K 475 244
                                    

لا يؤلمَ المرَء شيئًا عدا عاطِفة الحُبَّ..

تِلك العاطِفة من تبدو فِي لحظاتِها الأول كلهيب يجتاح كيَانُك، ويُحرقك شعورًا، يُعيد ترتيب روحَك وعالمَك، يُشكلك عَلَى أهواء مَن طاب له فؤادك..

الحُبَّ، ذَلك الشَعور الذِي نخَوض حيَاتنا طلبًا إياه، وبحثًا عنه فِي جَمِيع الأزقات القلبية للأخرين، ذَلك الحُبَّ من يُضعفنا ويُهَشمُنَا ثَم يعيد تجميعنا بطريقة مشوهة عند لحظة خُذلان..

لا تزال صَغيرة لتدرك الحُبَّ، لكِن يمكنَها أن تلبي حاجة الأخريَن للعاطِفة لطَالما تستطيِع ذلك  لطالما هِي كاتيانا روستشِيلد..

الفتاة الصاخِبة بِنضج عقَلي وأنفة تُعلنها رمزًا لمواجهة معتقدات المجتمِع، والعالم تجاة ما هِي عَليه مِن فتاة متشبَعة بالمرح والوِد..

لا يَمكن لفتاة لا تحصَل على قَدر كافًا مِن الحُبَّ، وخوض التشَتت الأسَري أن تواجه الحَيَاة بِتلك الطَريقة أو هذا ما يعتقده مَن يحيطونَها ما أن تتسارع إلى مدارِكهم فوضى حيَاتها العائلية ..

تفكِر بشأن شَقيقتها وهذه الأحداث الصاخبة على نَحو يَدفع بوعكة إلى روحهَا، إِنْ الأمَر غوغائِي رغم بُعدِه مئات الأمتَار عن حَيَاتِها..

لقَد طرق العَديد مِن الصحفيون، بعض مِن الجيَران، رفاق مدرسة لا تذكرَهم، باب منزِلهم إبتغاء معرفة معلومات خاصة قَد تشفِي رغبته المتعطِشة للفضائِح..

كان النفاذ مِن بَين كلماتِهم اللزجة أمر عصيًا حَتى شقيقها إيثَان بهيئته القاسية ومحياه الملتحف بالصَلابة الذِي تمكَن خنَق فضولهِم بنظرة واحِدة مِنه..

تنفَض ذَلك الشَعور الداكِن مَن علق أعلى فؤادها وهي تزيِح جولة الذكريَات تِلك، بينما تسير نَحو مؤسَسة كروڤا حِينمَا وجَدت معلِمها السابِق جونَاثان، يطلبها أن تشارك فعالية كانت تُقِيمها هذه المُؤسسة..

كَانت شَرِكة كَروڤا أو تِلك العَائِلة شَيء عِدائِي لم تَرغب فِي أنَّ تَشترِك مَعه يَومًا، والِدتهَا لطَالما بَغضت هَذه العَائِلة ومَا تَحمِله مِن صِفات..

فِي وضَع كهذا كان يَجدر بِها الرفَض إلا أن جوناثان بَدا مُصرًا بِشدة، يخبرهَا عن أمر المِنح الدِراسية التِي قَد تُقَدِمها المؤسسة فِي هذه الفعَالية..

تحتاج منحة دِراسية، لا يَمكنها إنكَار ذَلك، لقَد توقَف هَارلن روستشِيلد عن دَفع نفقة الطَلاق في عِيد ميلادها الثامِن عشَر، وهِي الآن تحتاج مصدر دَخل يُمكِنه السماح لهَا بإِكمال تعلِيمهَا ..

مكيدة عشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن