الفَصْلٌ الرَابِعٌ عَشْر|غَرِيْبةٌ أَرَضَّ

6.9K 472 220
                                    

مَن يعبث النَيران لاَبد أن تطَاله الحرائِق..

بتِلك الطريقة، وعلى تِلك الهيئة كانَت تُلقِي بالتحذيِرات المستترة إلى ذَاتها، بينما تشَهد حرائِق الآخريِن وهِي تلتهِمهم..

تثِق بأنه ما كَان للحرائَق أن تصيبها يومًا، ليَس إن كَانت تصَب يقظة المنطِق عِند أول شرارة تعِلن لها مخاطِر الإحتِراق..

رغَم ذَلك فقَد تَمكن بِعذوبة، وعبثية مِن أن يدفع بإِنهمار الآمن إلى وعيِها؛ فَلا تَدرك حَجم النيران التِي كانت تحيطها ..

لقَد أخبَرها أحَدهم بأنه فِي لحظة قصيِرة مِن الغَفلة، عندمَا تَكون شخصًا ممتلئًا بالحَذر قَد تجِد ذَاتك رمادًا أَسفل كومة الحرائِق المشتعِلة لما كنت تقِي ذَاتك مِنه طويلًا ..

وهِي كانت تقِي ذَاتها مِن إي شَعور يِخضعها للضَعف أو المحبَة، كان عليها دومًا أن تَكون العمود الثابت حيث للجميع أن يستند عليه دون أن يميل ..

المَرء هو عَمود بيِن الميَلان إلى جانِبين، جانِب الخِير وجانِب الشَر حَتى تأتِي الحياة و نِزاعاتها لتطرقَه عنيفًا،تطَرقه بالمواقِف و الكلمات لتثبِته قاع ما لَه أن يِختاره بميَلانه..

و هِي قَد اختَارت الحيِادية منذ أمد لا تَذكره،أن لا تُفَرط و أن لا تخوض الشِحة فِي الشَعور بِتلك الهيئة كانت ترجو ذَاتها حتى وجَدته فِي غمرة خوضِها مطارق الحيِاة..

تشَهد له سلطَته فِي وعيِها حيِنما رأته آنذاك محاطًا بإرتخاء يُزيح عنَه هالة الشِدة المتشبثة بِه فيِما يِعتدل وقوفه ليِتأملها ثوانًا ثم يتجه إليِه بكامِل حواسَه و ذاته..

يكاد يصِلها بِضع خطوات فاصِلة بينهمَا حتى صَوت السيِف الضارِب مَن هوى إلى طَرف خَوذِته يَنتزَعها عَنه؛ فتهبط عنيفًا على مقربة مِنها..

تفقِد جزءً مِن اللحظة فِي تأمَل محياه المنغمِس إلى هذه المباغتة، بينمَا تتناثَر خصَلاته الغرابية فِي الهواء تِبعًا لسَقوط الخوذة عن رأَسه..

تلتقِي أعينهما، إلى ذَلِك الرَجُل مَن حملت عَينيه جزءً مِن المفاجئة، وإلى الآخر مَن بَدت عَينيه تشحَذ سيوف العِداء أعلى عقدة متسَارعة نَمت إلى حَاجبيه المتقدان بالغضَب..

-القاعِدة الأولى، لا تلقِي بِظهرك إلى عدوكَ ابدًا..

عدَو!، بَدت تِلك الكلمة شيئًا ثقيلًا، يَنطَقه الرَجُل ذو الخوذة رغم المتعَة الخفيَة فِي صَوته المتزِن باللهو..

تتأمل مِقدار الشِدة التِي تلتهِم رَجُل فَضولها ما أن عاد ببصره ليُلقِي بتحذِيرات مبطنة، تكاد لا تدركِها حَتى نبَس ذَلك الرجُل ..

مكيدة عشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن