-1-
حنان قاس
دست مفتاح فضي اللون في باب خشبي توشم بزخرفة علي حوافه, اوفدت داخله علي مهل, تطلعت بعيون متفحصة في كل ركن في المنزل, تقدمت نحو المطبخ و جثمت علي ركبتيها تتأكد من تواجد كل شيء في موضعه, تفحصت الادراج و الرفوف و الثلاجة و الفرن الكهربي..
و هكذا بدأت رحلتها في التجول بين غرفات القصر, صعدت علي الدرج و سارت راحتها علي قضيب السلالام الخشبي, تنكس رأسها في الارض, هذا البيت الواسع الفخم سيكون لها غدا, عش زوجي بينها و بين عشق طفولتها, جارها مذ نعومة ظفارئرهما تتذكر كل لحظة قضياها و كل بسمة تبسمها و كل حزن تشاركاة سويا بلا كلل او ملل..
هذا القصر هو تدخيرهما, حين كانت في مرحلتها الثانوية و طرق في بالها ان تبني بيتها معه و يكون كل اثاث في المنزل من عرق ايديهما بلا تدخل من الاهو نجاحا في الامر رغم اصرار والدها لمساعدتهما في شراء بعض الاثاث لكن القصر هو فخر عمرهما..
ترجلت الي غرفة النوم, فراشا وثيرا توسط غرفة واسعة لها بابا اخر يقودها لدورة مياة اقل حجما من الغرفة, نافذة صغيرة تطل علي حديقة خضراء و مسبح صغير تابعا لقصر..
تقدمت الي المرآة الطويلة التي اتخذت ركن خاص في الغرفة, أنثي علي مشارف الثلاثين, ذات جسدا مدملج عريضة الارداف و يقابله عرض المنكبين الذي انسدل عليهما شعرها البني المموج بنعومة, رغم جمال ملامحها و بريق عينيها الزرقاء اسفل ضوء الشمس لكل احتل قسمات وجهها السقم و عجز و كأن سنها مائة و ثلاثون, هالات سوداء اسفل عينيها وجهها شاحب عيون جاحضة مغمورة يطل من فوقهما حاجبها الرفيع قليل الكثافة, شفتاة وردية حد البياض..
مشطت شعرها بأنمال يدها و اعادت ترتيبه في هدوء لتتأكد من جمال مظهرها, و بين السكون اضطراب عيونها في تفحص كل ما حولها سمعت رنين هاتفها, لتتناوله و ترد في صوت متهدج :
-وائل..انت وصلت و لا لسة
-لا يا حبيبتي لسة و احتمال اتأخر شوية ممكن ارجع الساعة 5..
اتسعت حدقتيها و قالت مندشة :
-انت بتهرز يا وائل..
و واصلت هازئة :
-حبيبي هل تعلم ان فرحنا بكرة و اننا مشتريناش بدلتك
ليطلق ضحكة مجلجلة صاخبة و اخذ يقول ساخرا :
-يا حنين متكبريش الموضوع شوية و هاجي مفرقتش 4 ساعات تأخير يعني..
لتزفر حانقا :
-بكرهك يا وائل...انت هتجبلي الضغط والله
فعادلها رده الخبيث :
-بكرهك اكتر يا اسوء بنت اعرفها
-والله ! هو انت عمرك عرفت بنت غيري اصلا
-انتي مش فاكرة دينا بتاعت تالتة ابتدائي ولا اية
فردت ساخرة :
-لا مش فاكرة..بس فاكرة لما ضربتها الحمام فاكر يا وائل..
ليقول بمكر :
-ايوة فاكر يا شرس..
و تساءل مسستفهما :
-انتي قدمتي استقالتك ؟
- مضوا علي الاستقالة انهاردة,
ليقول في غبطة :
-تمام كدة هتفضيلي انا لوحدي..انتِ في البيت دلوقتي
اجابته بالنفي قائلة :
-لا انا قولت اشوف بيتنا لو ناقص فيه حاجة بس هروح دلوقتي..
الصحفية الشهيرة "حنين حسين عبدالغني" اشتهرت بحسن مقالتها و عذوبة حديثها, في بداية عملها في الصحافة صممت علي خوض قسم الاحداث, لكن عارضها وائل فعملها يتعارض مع عمله في المباحث الامنية, و مع زعيق من هذا الطرف و صراخ من الطرف الاخر..اضطرت لموافقة ارضاءا فقط له, لم تشعر بضعف و هي تنفذ رغبته بل احست بأنها زادت جمالا في اعينه, و هذا ما كان..وعدها انها ستعمل معه في الخفاء و انها يمكنها مساعدته..و انتقلت حنين من قسم الاحداث الي قسم الرياضة..لم تكن بنفس المهارة لكن ادت عملها علي احسن وجه..
تمت خطوبتهما و بعدها بدأ وائل في اصراره لترك عملها عانفته في شدة و قالت لوالدها عما يريده, فقال لوائل في هدوء "مش هيحصل حاجة لو اتجوزت و هي بتشتغل, انت عارف حنين نشيطة في واجبتها" قاطعه وائل معللا انه لا يشك في قدرة حنين علي القيام باعمال عدة لكن معارضته لضغط علي حياتها, و اصر والدها لأيام في اقناعه حتي وافق علي مضض..و بعد كتب الكتاب بأسبوع و قبل سفر وائل للأسيوط, رأها تتقدم علي مهل تجاهه و تقول انها ستترك العمل مع نهاية الشهر, كانت مثيرة لجدل من الكل, هي من صممت و اقامت ضجة قوية من اجل التمسك بعملها هي الان تتخلي عنه بكل بساطة, حاول وائل الاستفسار و شعر بندم بأن تكون قد فعلت هذا من اجله مرة اخري لكن قابل اجابتها "لا يا وائل مش عشانك, انا مش عاوزة اكمل في الشغل"..و انتهي الموضوع عن العمل في هذه النقطة.
انتعلت نعلها الابيض و اطفأت انوار الغرفة بعدما اطمئنت بترتيب الثياب في الخزانة و نظافة الغرفة و تعطرها برائحة الياسمين.
فتحت باب المنزل و قبل ان تخطو للامام لخروج, تفاجئت به امامها, الوجه ذو سمرة ناعمة, و طول لا يفوقها الا بقليل و عرض يفوقها بكثير, صدها الي الداخل بخفة, و قبضة يده ممسكة بباقة ورد بيضاء, وضعت يدها علي وجهها و شهقت بقوة :
-وائل ! انت جيت ازاي؟
عانقها بقوة و تهامس في اذنها :
-مش وقته اسئلة..
بادلته العناق القوي و دفست رأسها علي كتفه و هي تردد :
-اخيرا جيت وحشتني اوي, دول مكانوش 3 اسابيع دول كانوا 3 سنين..متغبش عني تاني يا وائل..
ابعدها عنه قليلا و امسك كلتا يديها قائلا في حنو :
-اخر مرة يا حبيبتي..
اخذت منه الزهور في سعادة و وضعتها بجانبها علي الطاولة المستديرة الصغيرة, مسح علي شعرها و هو يقول مستغربا :
-ماما سعاد عندها حق ! انتي وشك مصفر كدة لية..ماما قالتلي انك بقالك فترة حابسة نفسك في الاوضة و بتخرجي كتير و مش بتكلمي مع حد..لية كل دة يا حبيبتي
هزت رأسها ناهيا و قالت بلهجة اطمئنان :
-متاخدش في بالك..شوية برد بس خفيت خلاص
لم تقنعه الاجابة و رغم ذلك قال ببسمة ماكرة :
-بس انتي وحشتيني
كانت ستجيب لولا تلك القبلة التي اجتاحت شفاتيها, قبلها و قبلته في نهم و بين احضان قوية عنيفة, لم يسلم خصرها من قبضة يده..كان يسير بيده فوق شعرها و يغرس اصابعه بين جدائلها.حتي شعر بكفها فوق صدره و صوتها الناعم يقول :
-بس كفاية شقاوة بقي و يلا نروح نشتري البدلة
ليغمز بعينيه و يقول :
-بكرة الفرح فمفرقتش انهاردة عن بكرة...
لتقول مشاكسة :
-و بابا ساعتها يقطعك
ليمئ رأسه ايجابا قائلا :
-لا مادام وصلت لبابا يبقي كفاية لحد كدة, الصبر حلو برضه..تعالِ بقي نروح نتغدي برة و بعدين نشوف موضوع البدلة..
***
في احدي المطاعم مبهرة المنظر, يعمها موسيقي هادئة علي الآذان, كان الهدوء سيد الجميع و خاصا طاولتهما, فقد طال شرودها و صمتها و النظر الي اللا شيء, تتناول الطعام و هي لا تعرف ماذا يدخل فمها من الاساس, شعر بريبة تجاهها و ظن انه توترها لكونها عروس فقال ممازحا :
-فاكرة المطعم دة
ابتسمت ابتسامة جانبية و قالت :
-طبعا و هو يتنسي!
و تابعت :
-لما دكتور سعد كان عاوز يعزمني علي العشا و هددني لو رفضت هيسقطني
فأكمل متابعا :
-و انا جيت معاكي فاكرة كان مخضوض ازاي خصوصا لما قولتله انك مراتي و اني شغال في المباحث..
ضحكت بخفوت حين لاحت الذكري في ذهنها و قالت :
-ساعتها انا الوحيدة الي نجحت في الدفعة
-عشان تعرفي بس اني مش اي حد
مالت بجزعها عليه و ضيقت عينيها و قالت ممازحة :
-طبعا مش اي حد يكفيك اني بحبك
امسك يدها و صعدها الي شفاتيه ليترك قبلة رقيقة و تابع قوله :
-طبعا يكفي..
منحته بسمة وردية و اخفت وجهها بعيدا عن ابصاره, دائما ما تنسي العالم بوجوده جانبها, تعشق ذلك الشرقي الوسيم في حدته, عينين بنية حد السواد يطلق منها اصرار و تصميم, يعلوهما حاجبين كثيفين متصلان, له انف كبير تأقلمت مع نصاحة وجهه, شارب حليق يحدره شفاة غليظة, و رغم حدة ملامحه لكن تري فيها اللين و التجانس مع بعضهما في نسيم جذاب, تشعر بالفخر لكونها ملك قلبه الوحيدة و الدائمة, حبهما زرع منذ مولدها و قدومها علي الحياة, اولدتها السيدة "زينب" والدة وائل فهي الجارة الشقيقة لالمعلمة "سعاد", كان يكبرها بثلاث سنوات, ولد مشاغب و سارق الحلوي من عم ايوب و مكسر الاواني الفخارية لسيد ابراهيم, هو من اشعل الحريق الهائل في سن التاسعة, كان يتسلل ليلا ليقضي سهرته معها و يقص له مغامراته -بعضها من وحي خياله-, و قبل النوم يبدأان في عد النجوم سويا, ساعدها كثيرا في الهروب من سور المدرسة و الهرب من الناظرة, تشاركا كل اللحظات السعيدة معا, و المأسوية و ضرب اللواء "حسين" لهما..كان والدها يدرك جيدا انه العقل المدبر لمصائب ابنته, فكان يشاركهما الضرب بالحزام و الزعيق و السب و اللعن, يبكيان سويا في احضان الليل و قبل النوم يعتذران في عفوية مطلقة, و انتهت مرحلة طفولة "حنين" و شرفت علي البلوغ في حياتها و النضوج فكريا و روحيا و جسديا, بدأت المشاجرات بينهما لضيق ملابسها و مغازلة اصدقاءه لها, تذكرت الثوب الأحمر القصير ذو الحزام الابيض علي الخصر الذي كان سبب الرئيسي لكل مشاجرة, و حين فاض به ذهب لوالدها "حسين" و صرخ له "يا عمو فهمها انه قميص نوم مش فستان عشان تنزل بيه الشارع"
كانت تقابل صراخه بضحكة خبيثة و تعتذر في دلال ليسامحها حتي يراها في المرة المقبلة بنفس الثوب, مشاغبة هي ! مثله تماما..
***
خرجت من السيارة و هي تحمل حقائب كثيرة, ذهب اليها و حمل منها بعض الحقائب, صعدا سويا الي الطابق الخاص بهما, منزلان متقابلان اولا كلاهما ظهره و قبل ان يفتح باب منزله قال :
-حنين تعالي اسهري معايا
تقدمت اليه و قالت في اضطراب :
-ممكن بابا يزعل !
تزمر في ضيق :
-يزعل لية ؟ ما العمارة كلها عارفة اننا كاتبين الكتاب و الوقت مش متأخر اوي كدة
و تابع متظاهرا البساطة :
-دية الساعة 2 بليل عادي يعني
ضحكت في غنج و خلعت نعلها و هي تتقدم لمنزله حافية القادمين :
-عمتا انا حابة اسهر معاك..
و التفتت له مشيرة بسبابتها :
-بس بشرط تعملي فشار و انا هصحي زوزا
ليمسك معصم يدها و قال بفزع :
-لا لا خلي زوزا نايمة, خلينا احنا مع بعضينا..
-يا لئيم
قالتها مشاكسة, و ذهبا اثنتيهما الي الصالة, استلقت علي الاريكة بارتياح و فتحت التلفاز و هي تحرر شعرها من شريطة حمراء, جلس بجانبها علي الكرسي و مد قدميه علي الطاولة و استرخي بجزعه, كان يداعب خصلات شعرها بانماله و بين حين و اخر يلامس كتفها و يداعب خدها في رقة, اعتدلت جالسة فجأة فنظر لها مستعجبا لتقول مسرعة في اضطراب :
-هقوم اجيب حاجة من المطبخ
اسرعت الي المطبخ علي عجل و وقفت منتصبة للحظات تمسح بيدها علي وجهها و تخرج هاتفها من جيب سروالها, و ردت و شفتاهها ترتجف اضطرابا :
-انت اتجننت, انت ازاي تتصل دلوقتي, انت مش عارف ان وائل رجع من السفر
ليقاطعها بصوت الغليظ :
-مالك يا حنين..وحشتيني
زفرت في ضجر و قالت :
-انت المفروض تقولي اعمل اية في المصيبة الي انا فيها..يا اما...
قاطعها مرة اخري :
-يا اما اية يا عروسة! اتصرفي هو مش هيلاحظ اصلا
-والله بالبساطة دية..لا وائل هيلاحظ و ساعتها انا هروح في داهية
-بقولك اية مكنتش اعرف ان كل دة هيحصل, و بعدين عاوزة تقنعين ان وائل لحد دلوقتي عمره ما اـ
شعرت بطيف انفاس يتقدم خلفها فأسرعت باغلاق الهاتف و هي تقول في وجل :
-سلام يا سارة..
اغلقت الهاتف مسرعة و التفتت لقادم, فكانت "زينب" سيدة عجوز في الخمسين من عمرها بدينة ذات بشرة قمحية يظهر علي وجهها علامات البساطة, ابتسمت لها حنين و قالت :
-ازيك يا زوزا
ربتت زينب علي كتفها في حنان امومي و قالت :
-مبروك يا عروستنا
قبلتها حنين في كلتا خديها و قالت بسعادة :
-الله يبارك فيكي يا زوزا
و رأت وائل يأتي من خلفها و يسند بمساعدته علي الحائط قائلا :
-اية انتي سبتيني و جريتي فين..
حكت ذقنها و قالت في اضطراب :
-كنت بشرب ماية
-طب يلا يا ماما اعملينا اي اكل من ايدك الحلوة
لتقول حنين مسرعة :
-لا انا مضطرة امشي انا لازم انام, سلام يا وائل..سلام يا زوزا
ودعتهما علي عجلة و اسرعت خارجة بدون اي مقدمات, تصرفاتها اصبحت مريبة بشكل ملحوظ, لكن اكد لنفسه مرة اخري, اضطراب عروس..
***
جسد فستان الزفاف جسدها في جمال و ابرز كل ملامح انوثتها, ساعدتها صديقتها الالمانية في انتقاءه بالفعل كان في شدة الروعة و الاناقة و الذوق العال, كان سعره مرتفع لكن مع اصرارها الشديد وافق وائل علي شراءه.
جلست علي الفراش و نبضات قلبها متوتر, كان حفل زفاف مبهر و جميل, سعد الكل و ضحك الجميع من قلبه, اللتقطت العديد من الصور و حادثت صديقتها منذ ايام الطفولة و هل الكل عليها بقبلاته, هناك من قبلها في غبطة حقيقية كأهلها و بعض صديقاتها المقربات و من قبلها في غل كزملاءها و صديقات وائل ايام الجامعة, و رغم السعادة التي نطقت من اعينهم لم تكن سعيدة بل شعرت بارتباك و هي تراه يفترس جسدها بعينه, يراقبها من بعيد كالصقر, كلما تقابلت انظارهما تمسكت في ذراع وائل اكثر..
خرج وائل من دورة المياة مرتديا ثوب ازرق حريري, وجدها تجلس كالفراشة فوق الفراش و مازالت بفستان الزفاف, جلس بجانبها و تناول كلتا كفيها في يده الكبير, لثم يدها في خفة و عذوبية, فمسحت بيدها فوق رأسه و هي تتأمل قسمات وجهه, فسأل:
-انتِ خايفة مني ؟!
شابكت حاجيها و ضحكت في استغراب :
-خايفة منك! لية بالعكس يا وائل دة جيه اليوم الي بتمناة من سنين..
فتح ذراعيه لها و تناولها في حضنه بقوة, تناغمت بين احضانه, شعرت بشفاهه تسير فوق جسدها و تلثم شفتايها في قسوة تمسكت في قميصه باضافرها و اخذت نبضات قلبها تتسارع و هو يعصر جسدها بين ذراعيها لكن لحظات و سلمت نفسها اليه...
ابتعد عنها في ضجر و جلس علي طرف الفراش, شدت الغطاء علي صدرها و اخفضت رأسها في ريبة..ساد الصمت للحظات و جاء صوته المنهمك في ثور مكتوم :
-كنتي تقولي انك مش عاوزة!
تعلثم لسانها و هو يقول :
-يوم تاني انا تعبانة دلوقتي
ليشيح بذراعه و زعق بها :
-طب ما كان من الاول..
رفعت نظرها له بحدة و قالت في غضب :
-انت ازاي تزعقلي كدة انت اتجننت !
قبض علي قبضته و حاول السيطرة علي اعصابه, اخذ نفس طويلا و زفره و قبل ان يتكلم وجدها تركض من الفراش نحو دورة المياة, تعجب من سرعتها, فلاحقها..
كانت منكبة علي المرخاض تستفرغ بقوة و جسدها يرتجف و وجهها اصبح ورديا من انفعال جسدها..
كهفر وجهه في فزع و اسرع اليها ممسكا ذراعها, شعر بأنها فقدت السيطرة علي اعصاب ركبتيها, فقد اخذت تقع كل ثانية و صوت انين و تأوة يصدر منها..اعادها جالسة علي الاريكة السوداء, و ناولها كوب مياة و هو يقول في وجل :
-انا اسف مكنتش اعرف انك تعبانة بالشكل دة
مسح علي شعرها, كانت صنما لا يتحرك او يتكلم صاتما بلا اي انفعال, اتي لها ب"الروب" القطني, فارتجته دون ان ينبث منها اي كلمة, نظر لها طويلا و قال :
-اوديكي المستشفي طيب..
لم يسمع منها ردا صريح, فقام يرتدي سروال جينز و قميصه الابيض.
-احنا هنروح المستشفي يلا قومي اللبسي
تطلعت اليه في عيون ضاحلة, تضج بسقم و حزن و قالت بصوت متهدج :
-وائل..انا مش عاوزة اخدعك
نظر لها في استغرا و رفع احدي حاجبيه, ليجلس بجانبها و يقول بقلق :
-تخدعيني ! انتِ عيانة ؟
حركت رأسها بالنهي و قالت باضطراب :
-لا..حامل
*
*
*
يتبع