طبعا كان صعب انهاردة شوية بس مهانش عليا اسيبكم زعلانين :D
***
-11-
لم يتحكم في اعصابه وجدته يكشر عن وجهه و كأن انيابه ستبرز من فمه و القرون ستخرج من رأسه, حاولت التراجع لكن لم يفد بشيء فقد هجم بأمساكه لذراعيها في عنف, لتطلق صرخة قوية كتمها بقبضة يده, حاولت الرفس بقدميها و عض يده التي كتمت صراخها, محاولتها لتملص من ذراعه باءت بالفشل الذريع, اطلقت مواء قطة باكي, اوجعها قبلاته المتتالية علي وجهها و كتفيها التي بدا عاريان من كثرة المقاومة الفاشلة, ضربت برأسها علي رأسه بقوة فصرخ متألما لتفلت من بين انيابه..
ركض تجاهها كثور ثائر, و احتضنها بعنف مرة اخري, و كتم صياحها الذي ازعج الحارسان, فقد بدأا بقرع الباب في غضب و هتاف بفزع "مدام حنين", اللقي جسدها علي اقرب اريكة و هجم عليها, بصقت في وجهه و نفرت بوجهها بعيدا, ضربته بركبتها و دفعته بعيدا, وقفت معتدلة و ركضت الي المطبخ, فتح الباب الحارس بعد تذكره بوجود مفتاح المنزل في جيبه, كبلا حركات صفوت الذي صرخ في حنين :
-مش هتعرفي تفلتي مني..هقتله يا حنين و هحرق قلبك عليه..
تأججت قائلة :
-اطلع برة..
افلت نفسه من الحارسين و قال حانقا :
-سيبوني..
و اخذ الملف و مفاتيح سيارته و خرج مطلقا شتائم و سب مقرف, كان صدرها يعلو و يهبط من الخوف, شربت كوب ماء لتروي رئتيها العاطشان من الصراخ, ثم رفعت نظرها لتجد الحارسان ينظران لها بتوتر لتقول بصوت متهدج :
-سيبوني لوحدي..
خرجا صامتان, تمازج خوفها مع البكاء مع تأثير الصدمة و الفزع, فأخذت تندحب باكية بلا توقف, صعدت الي غرفتها لتشاركها البكاء, كانت خالدة في صدمة قوية لم تفق منها الا عصر اليوم التالي..
خرج من سيارته و ترجل منها, ليجد الحارسان مرتبكان, فاقترب منهما و تساءل مستفهما :
-ملامح وشكم مدلش علي خير..خير هربت تاني ؟
حرك مصطفي رأسه ناهيا و نظراته تتردد بينه و بين صديقه "ناصر" الخائف.
-هي طلبت حاجة من برة..
-لا يا بيه
فتابع متسائلا :
-حد جيه سأل عني ؟
كاد يجيب مصطفي بالايجاب لكن سارع ناصر قائلا :
-محدش جيه يا فندم
رفع منكبيه مستغربا من تصرفاتهما المريبة و دخل الي منزله, كان القصر متسخا, علي غير العادة فغرفة المعيشة لم تكن علي ما يرام و كذلك المطبخ تفاجئ فهو يعلم جيدا بنظافة حنين, صعد الي غرفتها مسرعا, لم تكن الا ليلة فراق ماذا حدث لمنزله؟
وجدها مسلتقية علي الفراش, و عينيها تنظر الي لا شيء, يبدو انها تفكر في شيء مهم لدرجة انها لم تلحظ تواجده معها, وجد دم جاف قابع علي كعب قدمها و اكتاف فستانها انخفضت عن مركزها فأظهرت كتفها الوردي, جلس جوارها و وضع يده فوق ردفها قائلا في لين :
-حنين..انتي صاحية!
انفزعت و قامت معتدلة مسرعة, تأملته جيدا كأنه مغترب عائدا من سفره, فجأة احتضنته بحرارة و عانقت عنقه بعنف ضامة رأسه بين نهديها, احاط خصرها و ضمه اليه, لم يفهم ذلك العناق العنيف لكن احب ذلك الاحساس في حضنها, كانت تضاعف قوتها مرة بعد اخري و هي تحتضنه و تبكي بكاءا مرير, تفاهم سبب الاحتضان لا شهوة و لا اشتياق كما ظن, بل خوف..ارتعاش قلبها, دفن رأسها في خجل, كأنها تخفي نفسها عن وحش و تتحامي بعناقه...
ابتعدت عنه و جلست علي الفراش, و هي تمسح دموعها و تنظر له راجية ان يتمسك بها و يجذبها الي احتضانه بدون مقدمات لكن لم يحدث..
-لية العياط دة كله؟
لتقول بلهفة ممتلئة بخوف:
-خوفت عليك لما اتاخرت..خوفت يحصلك حاجة..في حاجة حصلتلك يا وائل طمني عليك ؟
تنهد قائلا :
-انا كويس..
و تابع مترددا :
-انتِ اية الي عرفك؟
انتصبت في صدمة و قالت بفزع :
-يعني حصلك حاجة؟
-كان في مطاردة بسيطة علي الطريق الصحرواي..انا متأكد انه اسلام عرف اني اخدت رجب في صفي و اداني الادلة الي تثبت جرايم اسلام..بس انتِ ازاي عرفتي ؟
و واصل خائفا :
-في حد عملك حاجة ؟
حركت رأسها بالنفي و قالت :
-محصلش..انا حلمت بيك حلم وحش فخوفت
فصمت و انصرف غادرا, لتلاحقه مسرعة اليه و هي تدرك جيدا انه سيبحث عن ملف اسلام, وقفت علي مشارف غرفة المكتب, لتجده يبحث في الخزنة بعنف و يلقي اوراق خارج الخزنة و يفتش اوراق المكتب, كانت صامتة هادئة باسمة متوترة..اقتربت منه علي مهل و قبل ان تتحدث وجدته يمسك ذراعها زاجرا و يصرخ بها :
-بقولك اية..انا عارف ان ليكي علاقة بالي بيحصل عارفة لو منطقتي دلوقتي و قولتي كل حاجة..فين الملف
لتقول متعلثمة :
-ملف! ملف اية
-انتِ عارفة كل حاجة متسعبطيش..بقالك كام يوم بتحومي حولين المكتب..قولي كل حاجة يا اما هدفنك مكانك فاهمة
قالها بضجر و عينيه تطلق نيران مشتعلة, فتحت كفها و صدته تجاهه قائلة بتألم راجية :
-طب سبني و انا هديلك الي انت عاوزة
هتف بصوت جهوري غليظ :
-فين الملف ؟
غالبت تألم ذراعها و قالت خائفة :
-الورق تحت..تحت السجادة
دفعها علي الكرسي بعنف و جثم علي ركبتيه ليرفع السجاد الثقيل, فوجد بالفعل الاوراق قرأ كلمة كلمة و حرف حرف ليتأكد من صحة الورق و وجد توقيعه المميز..
-محدش جيه البيت بس كنت بحس بصوت ان حد هيدخل الشقة, دخلت انضف المكتب و لاقيت الورق دة فوق المكتب خوفت لما قريته و قولت اخبيه في مكان مش متوقع..لان الخزنة ممكن تتفتح بسهولة و كمان المكتب
نظر لها شرذا و صمت مركزا علي حركات جسدها المرتبك, فاطال النظر لها و هو يدرك جيدا ان اوراقه كانت في الخزنة ليس كما قالت, وقفت علي قدميها و خرجت في عجلة هاربة من نظراته المريبة..اغلقت الباب خلفها و اسندت بجسدها عليه و هي تتذكر ما حدث بالتفصيل الليلتين الماضتين..
شعرت ببروز شيء في الحائط صغير فنظرت اليه مسرعة لتجدها "كاميرا تجسس صغيرة جدا" وضعت في ركن من اركان الغرفة ابعدت يدها سريعا عنها و قلبها صرخ بنبض خائف, فاسرعت بغلق النور و الخروج من الغرفة في ذعر..
صعدت لغرفتها و وضعت الورق اسفل وسادتها لتنام في سلام لكن لم يأت النوم لعينيها, شعرت بوخز كبير في قلبها, لتقم من فراشها و تخطط خطة مناسبة لرضاء الطرفين, نزلت الي غرفة المكتب كانت مظلمة كما تركتها قبل قليل, تذكرت مكان بروز "كاميرا المراقبة" و بخفة اسندت فوق الاريكة ليبدو الجو معتما امام الكاميرا , فتحت الاضاءة مع اغلاق باب الغرفة باحكام, و اعادت قراءة الورق جيدا و اخراج القضايا القديمة من خزانة وائل السرية, كتبت اوراق قضية خيالية علي الحاسوب و مع تعديل الاسم بأسم اسلام السعدني, في اول الصفحات كتبت ملخص حياة اسلام فمن يفتح اول الصفحات يتأكد بأنه الورق الحقيقي و مع الاوراق القادمة بدأت تخرف في اكثر من قضية خيالية عن الوالد الخاطف لطفله من طليقته و سرقة مجهورات من بائع الذهب, لم تكن تعلم بما تفعل لكن سيساعد هذا ما قالته في نفسها, خافت ان يأتي اليوم الثاني و يصر "صفوت" علي دخول الغرفة و تفتيشها فخبأت الاوراق اسفل السيجاد الشيرازي, انهت كتابة الاوراق و طبعتها علي عجلة لتوقع بأسم وائل..شعرت براحة مضطربة فمع رضاء زوجها و عدم خيانته, سيقتلها صفوت ان اكتشف ماذا فعلت و هكذا نامت بسلام مطمئنة..
***
دخلت غرفة وائل, فوجدته واقفا يعيد قراءة الورق بنهم و يحك ذقنه مركزا, انتبه لدخوله فترك الورق جانبا و تقدم اليها, فقالت في خفوت :
-انا جهزت الغدا..هتأكل
فجأة جذبها الي حضنه في عنف دافئ, اغمضت عينيها مستسلمة اليه فشعرت بشفاهه تتطبق علي شفاتيها و تضغط بقوة, بادلته العناق لم تسلم منه الا حين اصدرت انين صغير متألم, مسح علي شعرها و ضم رأسها الي صدره بحنو, و ردد في اذنها :
-مش كفاية بقي..
حاصرت خصره و قالت بنبرة مفعمة بالسعادة :
-كفاية..
لثم جبهتها و جلسا علي الاريكة و هما مازالا في احضان بعضهما, سمعته يقول :
-انتِ تجنني يا حنين
رفعت رأسها اليه في بسمة لطيفة و قالت :
-انا؟
ليقول في رقة :
-ايوة انتِ..رغم اني مش فاهمك بس انا بحبك
و تابع متأثرا :
-لية بقيتي وحشة كدة! لية عاوزة تكرهيني فيكي
اراحت رأسها فوق كتفه قائلة :
-في ميلون سبب لازم يخليك تكرهني بس صعب..حبك اقوي من اني اخليك تكرهني
رفع ذقنها اليه و سألها :
-اكرهك ! لية ؟
اخفضت بصرها الي الارض و قالت بدموع مترقرقة :
-ينفع احكيلك حاجة..انا هقولك كل حاجة و ياريت تصدقني
-سمعك يا حنين..سمعك
لتقول :
-.....
*
*
*
*
يتبع
الي مش مشجعني انزل قلة الناس!