-19-

15K 352 23
                                    

-19-
لكن تلفت حوله و ما من حنين, نظر الي الساعة في ضجر فوجدها الثانسة و الننصف بعد منتصف الليل, ليكرر نداءه في ضيق و لا احد يرد.
خرج من الغرفة و تجول في ارجاء المنزل فزعا ان تتأكد ظنونه, لم يكن مجئ صفوت لمنزل خيرا, نعم يعلم و مذ زمن, اخبره عماد بعد ضرب شديد و اعترف بكل شيء كأرنب خائف, رباة ان يكون جاء و لعب في افكار زوجته, تلك السادجة الغبية اين ذهبت ؟ ماذا حل بها ؟ اتأذيت ؟
دارت الاسئلة برأسه فبتر حبل افكاره صوت شهقات متتالية, افزعت وجدانه في هذا الظلام الدامس, بحث عن مصدر البكاء فوجدها حنين التي جلست قرفصاء فوق الاريكة, اقترب منها و جذبها في ضجر عن مجلسها, انسابت معه بسهولة بلا مقاومة و ظلت تنظر اليه في حزن مؤلم فتساءل مسرعا :
-انتِ اية الي خرجك من الاوضة ؟ كنتِ بتعيطي لية ؟
مسحت الدموع من ملقتيها, و ابتلعت لعابها :
-كنت بشرب ماية..رجلي اتلوت و انا ماشية فوجعتني
زعق بها بصوت عال :
-انتِ كدابة..انت بتقابيله من ورايا, غفلتيني و انا نايم عشان تقابليه
صدمت من زعيقه, فحركت رأسها بالنفي و الصدمة في نظراتها :
-انا مروحتش في حتة..
-انا عارف انه جيه البيت و متأ:د انك قابلتيه..قالك اية ؟ كان عاوز منك اية ؟ و ازاي يجيلك عين تقابليه من ورايا
اسئلته المتكررة ارجفتها, فارتعشت شفاهها و جف ريقها :
-انا والله ما اتحركت من البيت
قبض علي ذراعها و قال بلهجة قاسية :
-انتِ كدابة ملامحك كدابة..
حركت رأسها يمينا و يسارا في شيء من العنف و بررت حالها في عفوية :
-محصلش يا وائل محصلش..متظلمنيش
خرجت زينب من حجرتها في خطوات ثقيلة و اقتربت منهما.
-اية يا ولاد مالكم بتتخانقوا علي وش الفجر كدة لية..
تمسك بذراعها جيدا و جرها الي الغرفةة في شدة غير مكترثا بضعف حركة قدمها من الالتواء, اغلق الباب جيدا في وجه الوالدته التي نهرته عن تلك الفعلة الحمقاء و الاهانة القسوة لزوجته, اللقي جسدها بأهمال فوق الاريكة و مال بجزعه محدقا باعيونها :
-قولي الحقيقة حصل اية
زفرت في حنق و اخذت تردد و الدموع تتلألأ في ملقتيها الزرقاء :
-هو جيه الصبح و انت مش موجود قعد دقايق و قام ساب ورقة مكتوب اني اقابله فيها بس انا تجاهلت الميعاد مقدرتش اروح خوفت يا وائل ليأذيني..
فقال كاتما علي كلامات كجمرات البركان :
-انتِ خبيتي  عليا انه صفوت عشان تستري علي حبيبك
رفعت حدقتيها نحوه و قالت في ذعر مصدوما :
-اخس عليك يا وائل ! انت لسة بتشك فيا رغم كل الي عملته عشانك
صرخ بها بحنجرته القوية :
-حقي..لما مراتي تستر علي مجرم يبقي دم معناه اية
لتقول في صوت اوشك علي البكاء :
-معناة اني خوفت عليك ليأذيك و كنت فاكرة انك سيبت القضية و الشغل و معدش اسلام في حياتنا..صدقني انا بس خوفت ليأذيك مش بتستر عليه
رد هازئا :
-يأذيني ! لية هيعتدي عليا دة لو كان حصل اصلا و مكنتش حكاية من خيالك الواسع
وثبت من مكانها تو انتهاءه من الجملة و قالت في دهشة :
-انت اكيد اتجننت عشان تتهمني اتهام زي دة..و هتندم يا وائل علي الكلمة دية
قالتها و خرجت من الغرفة في ثوان هاربة من نظراته القاسية و اسلوبه الفظ, ارتمت في احضان زينب و اخذت تبكي فوق صدرها في اسي, اهانته لها حطمت قلبها, حزنت زينب لتغير حال ابنها وسوء حاله مع زوجته المسكينة, اقترحت عليها ان تنام جوارها تلك الليلة حتي يأتي وائل في الصباح و يقدم اعتذار بعدما يروق مزاجه..وافقتها و اعجبها الاقتراح, تقدمت لدخول الي غرفة وائل لتأخذ وسادتها الخاصة و ثوب اكثر تسترا عن ملابس التي كشفت ذراعيها و صدرها و انقسمات جسدها..
-رايحة علي فين ؟
قالها بصوت هادئ محتد, لم تجب عن سؤاله, فكرر في اسلوب اكثر لينا و رقة, لتتجاهله مرة اخري و تلملم اشياءها علي عجلة, وقف امامها و ناول ذراعيها النحيلتان في قبضتي يداة, اشاحت بنظرها بعيدا و تلاشت اللتقاء اعينهم.
-وعدتيني متعيطيش تاني و انه عيب في حقي
لتقول بلوم :
-انا يا وائل اخونك بعد كل دة و لسة بتشوفني خاينة وائل انا اتاذيت ياما..سواء الاذية كانت منك و بسبب الحقير صفوت..اعترفتلك بكل حاجة لما حسيت انك هتضيع مني..بس انت رجعتلي بس و انت لسة بتشك فيا..يا تري انا غلط اية؟
اجابها في نبرة نادمة :
-انا خوفت..خوفت لتبوظي كل حاجة بسذاجتك من ساعة ما حكتيلي وانا بغلي و قلبي مش هيطفي الا لما اخد حقي و حقك..الموضوع بقي شخصي قبل ما يكون رأي عام..
و تابع معتذرا :
-انا اسف علي الي قولته و عملته بس كله عشانك..انا مخنوق عشان عاجز
تنهدت متسائلة :
-انا مش فاهمة حاجة..انت بتشتغل اية يا وائل ؟
جز باسنانه علي صف شفاهه السفلي و قال :
-بصي انا واخد اجازة بلا مرتب بس مش معني كدةاني سيبت الشغل..انا عرضت القضية علي بعض الزملاء و هما قدروا يساعدوني و نجيب معلومات اكتر..انا لازم ابعد انظارهم عني...رغم اني مستغرب من رجوع صفوت ! بس هعرف مسيري هعرف
صمتت لفترة و اماءت برأسها بايجاب, انسحبت من قبضتي يده و قالت بجدية :
-طب انا مضطرة امشي بقي
-اية دة الله..احنا مش اتصالحنا خلاص
-لا انا لسة مخصماك و زعلانة منك
امسك بوجهها بين يديه و قبل جبهتها في رقة :
-هااة لسة زعلانة
لتبتسم ابتسامة صغيرة :
-اه لسة..مش هتعرف تضحك عليا
حاصر محيط خصرها النحيل و قبل شفاهها القرمزية و انثر قبلات في ارجاء وجهها, ضم رأسها اليه و قال حازما بجدية :
-مفيش نوم برة اوضة نومك..فاهمة
لتقول بخفوت :
-فاهمة يا حبيبي
                          ***
مرت الايام و لم يأتِ صفوت مرة اخري, كانت تري يوميا ملامح الاجهاد و قسمات الارهاق علي وجهه, ادؤكت تعبه المرير و مرضه المزمن, سهر لها و يحضر معارك مع الوحوش العمالقة من اجلها و و قام بالمستحيل في سبيلها, كان رجلا رائعا و عاشقا مخلصا و زوجا صالحا, اختصرت الاوصاف بوصه "بطلي", هو بطلها الشجاع قاهر الاعداء, اخبرته مرارا بأن يقف عما في باله و المسامح كريم فنهرها بكلمات جارحة فتراجعت عن فتح موضوع كهذا مرة اخري, قالها منذ زمن ابتعدي عن عملي..و كما كان بطلا, كانت اميرة, زوجة ذات كيان قوي, لم تتشاجر يوما مع حماتها علي عكس والدتها التي تكاثرت معها الشجار, جمالها لم يقف عن النضوج بل ازداد اشراقا و حيوية, لم تهمل نظافتها و زينتها, سعدت زينب بصلاح العلاقة بينهما و لاحقتها سعادة سعاد..و يوما بعد يوم قلت حيويةة حنين كما ازداد اهمال وائل لانشغاله باعماله و العودة متأخرا, عرفت انه ادمن السجائر تضايقت في بداية امرها, لكن لم يبال و ظل يدخنها و ينفث دخان الغضب بها..
طرقت زينب باب غرفتهما, لم يرد اي منهما علي نداءها, قلقت فقد مرت اكثر من ساعات و مازالا نائمان, خجلت ان تفتح بابهما لكن حسمت القرار و فتحت علي زوية صغيرة لتجدهما نائمان في ثبات عميق كأطفال, هو عاريا الصدر و هي تستقلي برأسها فوق ذراعه التي احتضنته كدمية بين ذراعيها, اقتربت علي تمهل و هزت اكتاف وائل..
-وائل اصحي الساعة 10:30
غمغم بصوت حانق ناعس :
-اية يا ماما في اية ؟
لتقول بدهشة :
-اية يا ماما ! يا برودك يا اخي الساعة 10:30 و انت قايل امبارح نصحيك من الساعة 8
انتبه لم قالت تجهم وجهه و قال منفزعا :
-و هي حنين مصحتنيش لية..ازاي تسيبني نايم كل دة
ردت غاضبة :
-يا بجاحتك يا اخي
تنرفز و كشر عن ملامحه :
-اية يا ماما انتِ جاية تصحيني و لا جاية تهزقيني
-اصلك مستفز ما المسكينة نايمة جمبك اهيه يا عديم الاحساس..تتروقلك و تتزينلك و تقضي النهار كله تنضف و تمسح و انت ولا مهتم و مش معبرها بكلمة حلوة و هي راضية و ساكتة..
و تابعت حانقة :
-و البت يا حبة عيني شكلها مجهد بقالها 3 ايام مبتاكلش و محطتش اللقمة ببوءها..دة غير انها كانت بتستناك يوميا عشان تتعشا معاها و في الاخر تقولها..
و قلد نبرة صوته ساخرة :
-اتعشيت..يا عديم الاحساس يا جبلة..
قالتها و خرجت من الغرفة غاضبة, ابتلع لعابها بالفعل ما قالته صحيح لقد اهملها كثيرا و تجاهل وجودها, شعر بالندم في داخله, انتشلته القضية عن حبها, مسح بكفه فوق شعرها لتطلق مواء قطة, ليسير بانماله علي ملامح وجهها الصغير, مال علي اذنها و تمتم "بحبك", ايقظتها الكلمة من نومها, تثاءبت بوسن و اعتدلت بمجلسها, ليقول مبتسما :
-صباح الخير يا حبيبتي
كادت ان ترد لولا اللجام لسانها حينما وقعت عينيها علي الساعة الحائط, شهقت صادمة و قالت :
-اية دة انا نسيت انصحيك..انا اسفة بس راحت عليا نومة
فقال باسما :
-ولا يهمك يا حبيبتي..قومي حضري الفطار عشان هنفطر سوا..جتلي شكوة من النيابة انك مبتاكليش
لتقول بمرح :
-شكوة كاذبة يا سيدي..
تشاركا القهقهات القصير, فتناولها الي احضانه و قبل رأسها و هو يقول :
-انتِ وحشاني اوي..انا اسف اني كنت اناني الفترة الي فاتت و مش مهتم بس خلاص يا حبيبتي هحاول انتظم و انظم وقتي عشان اقضي اغلبيته معاكي
لترفع نظرها اليه, فابعد باصابعه جدائل شعرها فقالت مندهشة :
-بتكلم جد يا وائل,,اخيرا يا حبيبي
عصرها من بين ذراعيها في حنان, سيعود وائل هذا ما تردد في داخلها بسعادة, جعلها تتمسك بأيديه, تدرك انها ضمن الوعود المستحيلة لكن تكفي المحاولة سيعود, المسكينة صدقت بالعودة !
فطرت بجانبه, اصر ان تشرب كوب اللبن و فطائر الجبنة بالزتون التي كرهت طعمها, اما وائل فقد استكفي بفنجان قهوة و سيجار, قبل ان يأخذ ثالث نفس من سيجارته, سحبتها من بين شفاهه و اطفأتها قائلة في حزم :
-عاوز تشرب يبقي برة البيت..الريحة دية بتخنقني
-ماشي يا ستي يلا كملي فطارك
لتضع يدها فوق معدتها و اصبعها علي فتحتي الانف لتسد وصول الرائحة لأنفاسها :
-لا مش قادرة ريحة الاكل قلبت معدتي
ليحرك رأسه ناهيا في ضيق و ظن انها تتظاهر بالغنج فنظر لسعاد التي جاءت لتفطر معهما و قال :
-ماما متسيبهاش الا لما تخلص فطار و غدا..
ضحكت سعاد في ابتسامة رقيقة :
-حاضر يا حبيبي
ذهب وائل الي عمله, فأخذت تحمل الصحون و تضعهم في المطبخ, حتي اصابها الغثيان وقع الكوب من بين ايديها لينكسر بقوة, لم تر اي شيء فقط هالات ملونة تحيط بها, اسرعت السيدتان بحملها و وضعها علي كرسي, مسحت زينب بالماء علي وجهها لتفيق, فهمهت بكلمات التعب, مازحتها والدتها حين تماثلت علي الصحو :
-بطلي دلع بقي علي راي وائل
لتقول زينب في تفكير :
-حنين..انتِ شكلك حامل
لتقول حنين مستعجبة :
-مش عارفة..تفتكري
لتقول سعاد مسرعة :
-تفتكر اية..اتصلي بالصيدلية نجيب اختبار حمل و نشوف..
                       ***
دلف وائل الي منزله مسرعا, لم يلق السلام علي اي شخص و كأنه لا ير, دخل الغرفة فوجد حنين تنهي زينة وجهها, تجاهلها و توجه الي مكتبه الخشبي و اخذ يبحث في الادراج, لتقترب منه حنين باسمة الفرج :
-وائل انا..
قاطعها في غضب :
-مش وقته يا حنين لما ارجع..في ورق مهم انا نسيته تعالي دوري معايا
تنهدت حانقة و سارعت بمساعدته, و هي تتساءل عن شكل الورق المطلوب, لكن لم تسمع منه ردا واضحا, قال فجأة بتنهيدة قوية :
-لاقيته..يلا سلام يا حبيبتي انا هاجي بدري انهاردة
و قبل ان يشرف علي الهرب من الغرفة صرخت به :
-انا حامل
انساب الاوراق من بين ايديه و تناثر علي الارض, تلفت اليها مصدوما و اقترب متسائلا :
-قولتي اية؟
فابتسمت ابتسامة واسعة و قالت برقة :
-انا..انا حامل..في بيبي صغنون في بطني
تعالت الدهشة علي وجهه فحملها من الارض مسرعا و قال صائحا بسعادة :
-بتكلمي بجد..
عانقت عنقه و اخذت تشرح لها ما حدث في الصباح :
-انا لما حسيت بدوخة, ماما زينب قالت انها اعراض حمل و فعلا كلامها صح..انا حامل يا وائل..حامل منك..
كاد يلتهم كفيها من كثرة التقبيل, اجلسها علي الكرسي و جثم بركبتيه جالسا علي الارض, و دفن براسه في حجرها و قد احاط بخصرها و ضمه اليه, مال برأسه علي بطنها الصغير باسم الثغر و ترك اول قبلة فوق بطنها..
غاصت بأنمالها في جذور شعره و قالت في غنج :
-اممم بما انه خبر حلو فانا طمعانة في خروجة انهاردة..اية رأيك نتعشي سوا برة
ابتسم موافقا و قال بعينين تضج سعادة :
-تؤمريني..
                  ***
انتيه العشاء الفخم و قاما من طاولتهما, متجهين لساحة لرقصة علي موسيقي هادية, تخالطت في السعادة و الحب و الحياء, اعجبت باهتمامه الجرئ امام الناس و كأنها طفلة صغيرة, وضع كلتا يديه علي خصريه, فبسطت كفيها فوق منكبيه, و اراحت برأسها علي كتفه مغمغمة في اذنه :
-انا مش مصدقة يا وائل اخيرا..اخيرا انا جوايا حاجة منك هنسميه اية
ليقول باسما :
-لما نعرف نوعه اية يا حبيبتي الاول نتناقش في موضوع الاسامي
نظرت الي عينيه و قالت في دلال و غنج :
-توء عاوزة ننختار دلوقتي..انا نفسي اسمي ابني يونس..
ليقول باعجاب :
-حلو يونس..و لو بنت تبقي رودينا
فابتسمت بسعادة و قالت :
-خلاص اتفقنا..عاوزة اجيب منك اطفال كتير
قبل جبهتها في حنو و اطال في القبلة و هي تشعر بمشاعرة الفياضة بالحب, و تنسي ضوضاء العالم من حولها, لا تسمع الا صوت انفاسه الملاحقه لنبضات قلبه, اغمضت عينيها مستمتعة بلذة حنانه القاس, حتي جف نهر المشاعر الفياض و انتصب وائل فجأة ناظرا في لا شيء, دوي صوت رصاص قوي ألم اذنها لكن زاد استغرابها, صوت الرصاص جعل الجميع يهرب من القاعة, تكرر صوت الرصاص يسابقه صياح النساء و تراكض اقدام الرجال, و حنين مازالت لا تتفهم ما يحدث, وائل صامت لا يتكلم متمسكا بخصرا و جسده اصبح ضعيفا.
-هما بيجروا لية..انت ساكت لية..وائل رد عليا متفضلش ساكت كدة..انا خايفة
وقع فجأة من بين يديه في بركة دماء قوية, وقفت محدقة فيه بصدمة و نبضات قلبها السريعة و عقلها مشلول عن التفكير, ماذا يحدث, جثمت علي ركبتيها و وضعت يدها فوق صدره و هزته هزة خفيفة و هي تقول بارتجاف الشفاة :
-وائل رد عليا..وائل انا حامل في يونس فوق..وائل يلا قوم روحني الكل سبني و مشي..
و قالت بصوت يكاد لا يسمع :
-يا وائل رد عليا..وائل
قطعت احبال صوتها فنظرتها حولها بنجدة و تمسكت بكفه و هي تطبع قبلة فوقه, حاولت الصراخ لكن صوتها يأبي, دفنت رأسها في حضنها بينما اغرورقت ايديها في بركة الدماء من حوله و اخذت تناجيه بصوت ضعيف :
-وائل..وائل انت ساكت لية
زرفت دموع من عينيها و هي تري انغلاق عينيه و استسلام جثته كما ارتعشت شفاهه, فقالت بترجي باكي :
-يا وائل اوعي تسبني..يا وائل
اكتفيت احبال صوتها بهذا القدر و عاودت الخرس, فدفنت رأسها بين صدره اكثر و هي تبكي فيهتز كامل جسدها وتتحرك جثته من جشع بكاءها, تطلعت بأعينها الصغيرة الي الاعلي لتجد القناص الذي سارع بالهروب فعادت بالنظر الي وائل, صرخت بقوة :
-لا..لا...قوم يا وائل..قوم
*
*
*
يتبع
اي حد يعرفني..يعرف ان من عجائب الدنيا التمانية اني اتأثر او اعيط, لكن بجد انا عنيا دمعت جامد و انا بكتب اخر مشهد..

حنان قاسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن