2011
تخرجتا وجهزت "أليس" نفسها لزفافها المعارض من قبل والديها.حزنٌ شديد جثمَ على صدرها وهي تجربُ فستان الزفاف مع صديقاتها في محل الفساتين.حتى شقيقتها عزفت عن المجئ بحجة المرض..ماهو الإثم الذي أقترفتهُ لأعامل هكذا؟فكلا أبي وأمي تزوجا عن حب ماهو الإختلاف الآن؟هل حقاً تسرعنا؟لكنه شخصٌ رائع بشكله وتصرفاته ومعاملته لي ويحبني لم أرى منه خلال أيامنا معاً ما أثارَ نفوري..هذا كافي جداً لمَ علينا الإنتظار..أنا محظوظةٌ حقاً..أظنهم يغارون مني لأننا سنفعل مالم يفعلوه..نعم سيكون كل شئ بخير.أنهت حديث الذات وهي تقف أمام المرآة وأبتسمت بفتور..مهما خدعت نفسها..فهي تشتاق إليهم و فرحتها لن تكتمل إلا بوجودهم لكن ماذا عليها أن تفعل لتقنعهم..جميعهم متفقين ضدها كأنها تقترف جرماً..لا تدرك أن ما تفعله لهو جرم أثيم بحق نفسها..جرم لن يطالها وحسب بل كل من يهتم لأجلها. إتسعت ابتسامتها فور رؤيتها ل" جوان" وأستدارت مبتهجة لتهتف
"لقد أتيتي"
"نعم لكن ليس لتهنئتك بل لإنهاء الزفاف قبل حدوث الكارثة"
"ماهذا الهراء ..أية كارثة.."
"لقد أشعرتني سابقاً بأني أعاني من الهذيان لكنني تغلبت على هذا الشعور..تلك الأصوات التي سمعتها في شقته حقيقية..كانت أصوات إستنجاد ..تأكدت منها بعد زيارة أخرى لكنني فشلتُ في العثور على مصدرها.أخبرتُ الشرطة عنها وهم في طريقهم الآن لإكتشافها"
منفعلة،هجمت"آليس"عليها وضربتها وأتهمتها بالجنون والتخريف وقطعت علاقتها بها.لقد أفسد زفافها و أخذت تجري في الشوارع بثوبها الابيض متجهة لشقة حبيبها و حين أوصلها التاكسي بعد نصف ساعة،دلفت بحذر شديد حين رأت بابها مفتوحاً..رفعت ثوبها و لامست قدماها دِماءٌ خُضبت بها الأرض..فُزعت..و ما أفزعها أكثر رؤية حبيبها يمسح عن يديه آثار الدم..نظر إليها مدهوشاً و هي تهتف مذعورة
"ماذا فعلت؟"
"قتلت الشرطِييَن"
إعترافٌ صريح هوى بها أرضاً..صرخت و أنهمرت دموعها تغسل ذاك الكحل الجميل الذي تزينت به لأجل هذا المجرم و رددت نادمة
"أنت ..أنت ..مجرم ..كما قالت جوان"
"إذاً كان الأجدر بك الأخذ بنصيحتها"
تحاملت على نفسها و وقفت.لملمت طرفُ فستانها الطويل و تأهبت للفرار من قبضته لكنه تجاوزها بأن أقفلَ الباب و راح يتقدم صوبها وهي تتراجع إلى الخلف خطوة بخطوة حتى سقطت.بدءت تزحف بسرعة مبتعدة عنه و لم تشعر إلا بألم تلك القبضة العنيفة تعصر شعرها و تسحبه و بصوته الهامس الذي يقول
"لا مفر مني "
2012
جلستا في حديقة المستشفى و حلَّ الصمت طرفٌ ثالث بينهما.إنها لفرصةٌ لن تتكرر فبعد سنوات فراق ها هي ترى صديقتها المخلصة الوفية بكامل عافيتها بعد فعلتها الموجعة بها..شعرت بالخجل والذنب و ترددت فيما تود قوله فبأي وجه تقابلها و ما تقول لها،فبقدر ما تسعدها رؤيتها بقدر ماتؤلمها..و موقفها هذا سيزيد الوضع صعوبة لذا فكت عقدة لسانها أخيراً ونطقت قائلة بحرقة
أنت تقرأ
لا مفر مني
Чиклитقرارٌ طائش أودى بها إلى التهلكة ليجعلها حبيسة ماضيها وأوهامها اللامفر منها. تحكم بها ونثر في عقلها بذور الخوف والندم عاشت ظلمةٌ لا تُحتمل فهل من مفر يعصمها المرارة والألم ؟ ملاكي سأحطم أجنحتكِ وأبث فيكِ الرعب سأنسيكِ النعيم وأسحبكِ إلى الجحيم وكلم...