ملاكي سأحطم أجنحتكِ وأبث فيكِ الرعب
سأنسيكِ النعيم وأسحبكِ إلى الجحيم
وكلما حاولتي لملمة أجنحتكِ والطيران
سأفاجئك من المجهول وأحطمها من جديد
سأحتلكِ فكراً وجسداً مادمتي لم تخرجيني
من عقلك فلا مفر مني.
2012
ضوءٌ خافت ينبعثُ من بين الظلمة،مخرجها الوحيد من هذا العالم الأسود المميت.حثت خطاها تتبعه و في كل خطوة تقوم بها يتسع الضوء أكثر و أكثر حتى إذا إقتربت منه،أصابتها غشاوة قوية لم تفلح في مقاومتها.تضاءلت حدة الاشعاع و استطاعت تمييز الضوء لقد كان فتاةً بثوب زفافٍ أبيض تجلس أرضاً و يتساقط عليها ريشٌ أبيض ناعم دغدغ حواسها ورسم على ثغرها إبتسامة سعادة سرعان ما تلاشت بتحول الثوب الأبيض لأحمر قاتم..ثم نزفت عيناها دماً و جعلت"أليس"تفزع من منامها صارخة.كوابيسٌ بصمت بصمتها عليها..لاتفارقها ليلياً تمتصُ منها كل ما تبقى من طاقتها و لتتخلص منها باشرت بتناول العقاقير المنشطة فتراها شاحبةً هزيلة عيناها متورمتان وشهيتها مفقودة.. تلقي بنصائح أهلها عرض الحائط متناسية ما فعلَ بها عنادها و تجاهلاتها المستمرة في الماضي.
مضى أسبوع إختارت فيه ملازمة المنزل و قراءة الروايات التي ساهمت في تفاقم عبوسها ويأسها..رافضة التحرر من أفكارها السلبية وخوفها من القادم..تعيشُ ماضيها كأنه حاضرها وتستمر سلسلة الأوهام والأمراض ..ترفض العمل بحجة "سيد" الجديد و تخشى إختيار عمل آخر يظهر فيه أناس جدد يعرقلوا مسيرة حياتها.وأهلها لا يرون سبباً لأفعالها هذه و أنعدمت كل الوسائل لعلاجها على الأقل ليس لوالدتها التي لم تفقد الأمل بعد ..دخلت غرفتها و وقفت قربها قبل أن تعرض لها عرضها
"أليس سنذهب لإختيار فستان زفافٍ لأختك إنه بعد غد ..وبما إنك إشبينتها فسنختار لك فستاناً يلائمك ونجري عمليات تحسين لمظهرك ..تبدين كجثة هيا لنذهب"
اقتضبت اجابتها متحاشية النظر لوالدتها مواصلة تقليبها للمجلة
"لا شكراً ..أريد البقاء في الغرفة"
"إلى أن تتعفني فيها ..رباه أنتِ بائسة لدرجة إنك ستُمرضيني معك"
"آسفة أمي لأنني أعذبك ..أنا إبنة سيئة "
"كفي عن هراءك الذي لا معنى له وتعالي معنا وإلا أقسم بأنني سأضربكِ حتى تستعيدي وعيك"
"إضربيني فأنا أستحق"
آخذة بكلماتها،ضربتها على ظهرها وكررتها حتى ضحكت "أليس" من كل قلبها و هتفت راضية
"كفى أمي..حسناً سأذهب معكما"
"لو علمت أن الضرب يجدي معك لأشبعتك ضرباً ..هيا لاتتأخري "
جربت أختها فساتين كثيرة حتى أستقرت على واحد وجاء دورها لأختيار خاصتها..حدقت في فستان أبيض ذكرها بماضيها وأنقمتَ صدرها..كم فقدت حبها وإشتاءها للون الأبيض وصار عقدتها ورمزاً للدماء و العذاب..لونٌ لن يلمس جسدها بتاتا..و أقتنعت بفستان وردي إختارته له والدتها في النهاية.وجهتهن التالية كانت لصالون التجميل حيث أجريت لهن علاجات طبيعية ثم كانت محطتهن الأخيرة التي امتنعت فيها ألعروس عن مرافقتهما،منزل الطبيب "آدم".
"أمي لِمَ تأخذينني إليه؟"
سألت والدتها مستنكرة فعلتها لتجيبها و هي تقود السيارة
"عالجنا بشرتك الميتة وسنعالجك روحانياً لتكوني بأفضل حال في الزفاف..لن أسمح لك بإفساد زفاف أختك بنفسيتك الميتة"
تبرمت"أليس"قائلة "سئمت من علاجاته لا شئ جديد فيها"
و أذعنت مكرهة لوالدتها.قابلهم الطبيب متجهماً محبطاً،فهو الآخر سئم ترددهما عليه..مريضته هذه ستسبب له نوبة يوماً ما..كرر عبارته للمرة المليون على مسامعها
"قلت لكِ الحل بين يديك لِمَ ترفضين الاستماع إلي حباً بالله"
لاحظت وفهمت الوالدة مدى غضبه وإنزعاجه فبررت شبه محرجة
"سامحنا لكثرة ترددنا لكن لا يوجد من هو أفهم منك ..كما ترى أليس عنيدة ووحده الله يعلم كم حاولتُ ووالدها وأختها إخراجها مما هي فيه ولا جدوى..إنها تعود لنقطة البداية..ليس هذا وحسب بل تفكر سوءً في الناس وتخشاهم كما المستقبل وتخترع مبادئ وخزعبلات جديدة تضحكني صدقاً وهذا يؤدي إلى إنهيارها..عالجها من جديد..أرجوك"
طلب من "أليس" النوم على الاريكة وأسترسل في نصائحه المعتادة وعلاجاته الروحانية التي غطتها في نوم عميق.
أنت تقرأ
لا مفر مني
Chick-Litقرارٌ طائش أودى بها إلى التهلكة ليجعلها حبيسة ماضيها وأوهامها اللامفر منها. تحكم بها ونثر في عقلها بذور الخوف والندم عاشت ظلمةٌ لا تُحتمل فهل من مفر يعصمها المرارة والألم ؟ ملاكي سأحطم أجنحتكِ وأبث فيكِ الرعب سأنسيكِ النعيم وأسحبكِ إلى الجحيم وكلم...