2011
كان (مالفن) ورفاقه الستة يجوبون أنحاء المدينة بحثاً عن مجرم فر من السجن مؤخراً و عندما ظنوا أنهم تمكنوا منه نهائياً تملص من قبضتهم مجدداً و طاردوه حتى قادهم لمنزل خشبي معزول تحيط به هالة غريبة تثيرُ الشك والخوف في إحدى الضواحي الفقيرة. إقتحموه مسلحين دون تردد،فوجدوا رجلاً مقيداً بالسلاسل مربوط على عمود خشبي والدم يغطي وجهه وملابسه، قد يكون المكان وكراً لمجرم أو عصابة ما فتأهبوا مع أخذ الحيطة و الحذر. لزمَ (مالفن) و زميليه أماكنهم بينما الثلاثة المتبقون تفرقوا لإيجاد ضالتهم، في لحظة فك قيد الرجل المصاب، أُصيبَ أحدهم بطلق ناري مصدره رجل تبين فيما بعد أنه شريك (سيد)،والطلقة الثانية وجهت للرجل المصاب لكنه أخطأها، فأراد إطلاق أخرى ليتلقى فوراً رصاصة من (مالفن) أخترقت قلبه و أحالته جثة نازفة. ثم حرر الرجل و نجح الآخرون في القبض على مجرمهم....
"أليس... أليس إنها محتجزة" نطق الرجل بصعوبة من بين أسنانه النازفة.
قاطعه (مالفن) وهو يدخله لسيارة الاسعاف:
"جروحك خطيرة لا تتكلم كثيراً"
"أرجوك ساعدها، أنها محتجزة لدى مجرمٌ خطير يدعى سيد"
أخذ الشرطي المعلومات من (ديريك) الذي حصل عليها بدوره من شريك (سيد) عندما سمعهما يتفقان على المكان لنقل الفتاة ولم يدر في خلدهما أنذاك أن (ديريك) سينجو بهذه الطريقة العجيبة بسبب مجرمٍ فار لعين شاء القدر أن يكون عوناً لإنقاذ حياة شخصين و لا أن يبلغ عنهما وينتهي أمرهما، فقد خططا جيداً لأفعالهم الشنيعة وتكهنا نتائج مرضية و لكن أحياناً لا يسير كل شئ وفقاً لما نريده ونتهكنه و علينا تحمل عواقب أفعالنا.
2012 صالة الزفاف الثامنة بعد الزوال.
أقيمَ حفلُ زفاف شقيقة (أليس) في صالةٍ كبيرة فخمة و حضرَ جمعٌ من الأقارب و الأصدقاء وزملاء العمل ومن بينهم (جوان) وخطيبها وما إن حانت اللحظة المصيرية، دخلت العروس وإشبيناتها لتجذب كل الأنظار نحوها. ومن بين الإشبينات فتاة دمعت لها عين الوالدة ودق لها قلب (ديريك)... من يصدق إنها (أليس)... بفستانها الزهري و باقتها الجميلة تتمايل خلف العروس بابتسامةٍ خجلة محرجةٌ مما هي فيه فيما تتمنى في سرها لو ينقضي الأمر بسرعة و تولي هاربة من كل هؤلاء الوحوش المنافقين كما تراهم.
في هذه الأثناء كان (مالفن) وزميله يخرجان من محل للشطائر يتناقشان في قضيتهما الأخيرة, وكان الجو لطيفاً عذباً وترى الناس يتأبطون أيدي بعض ويتنزهون تحت أضواء المدينة المبهرة فيما تنبعث موسيقى الجاز من رجل عجوز تجمع حوله بعض المحبين الذين أخذوا يتمايلون منسجمين مع النوتات السحرية.
"دعنا نذهب للمقبرة... أتمنى أن نجد الإجابة هناك"طرحَ فكرته وهو ينظر بعيداً لشئ لا يستطيع زميله تحديده والذي رد عليه وهو يدخل السيارة وشطيرته العملاقة بين يديه:
"دعني ألتهم شطيرتي وسنذهب بعدها" وافقه وشرع يأكلها بنهم أثار تقزز الشرطي الشاب.
أنتهت مراسمُ الزفاف وبدأَ الحفل الذي إتخذه (ديريك) فرصةً لمحادثتها و البوح بما تجهله عنه آملاً تفهمها و قرر أن لا يضغط عليها بأن يمنحها الوقت الكافي للتفكير.اقترب منها و أوشكَ على قول الحقيقة الماضية بثبات لكنه قُوطع بتلك الطفلة الصغيرة التي وفدت تجاههما تحمل صندوقاً غريباً، وضعته أمامهما و خاطبت (أليس):
"إنه لكِ وجدته في مدخل الصالة حين كنت أنتظر أخي لنلعب معاً، أنظري مكتوب عليه إسمك"وأشارت إليه.
توجست خيفة من محتواه و فتحته بتردد و بيدين مرتعشتين.
إرتجفت أوصالها و خرت على الأرض صريعة مثيرةً فزع (ديريك) الذي ألقى نظرة عن كثب عما يحويه الصندوق فوجدَ فستانَ زفافٍ ملطخ بالدم ورسالة مكتوب فيها.
"هل يذكرك هذا الفستان بشئ؟ إنه يذكرني بك كنتِ جميلة جداً وأنتِ ترتدينه وأطمع برؤيته يلف جسدك النحيل مرة أخرى، إرتديه حبيبتي و تجهزي للقاءي"
مزق الرسالة بعصبية وأستدار ناحيتها لكنها كانت قد ذابت من المكان، فأين ذهبت في هذا الوقت؟ ماذا يمكن أن يحصل لها وهي في هذه الحالة؟ هذا ليس وقتاً للتفكير فهرع يعلم والديها و راحوا يبحثون عنها و لم يعثروا لها على أثر يُرجى لينقلبَ الفرحُ لعزاءٍ لا مفر منه.
أنت تقرأ
لا مفر مني
Chick-Litقرارٌ طائش أودى بها إلى التهلكة ليجعلها حبيسة ماضيها وأوهامها اللامفر منها. تحكم بها ونثر في عقلها بذور الخوف والندم عاشت ظلمةٌ لا تُحتمل فهل من مفر يعصمها المرارة والألم ؟ ملاكي سأحطم أجنحتكِ وأبث فيكِ الرعب سأنسيكِ النعيم وأسحبكِ إلى الجحيم وكلم...