الفصل السادس عشر

1.4K 80 5
                                    


اليوم التالي..

الساعة الثالثة عصراً

إستقبلَ حارسُ المقبرة السابق العجوز الشرطيين وأدخلهما منزله المتواضع الصغير ليُفاجئ بموجة الأسئلة التي فرت رأسه ليصل "مالفن" لمبتغاه أخيراً:

"إذاً تقول بأنك رأيت شيئاً غريباً ذاك اليوم ؟"

"نعم..بعد ساعات من الدفن لا أذكر كم كانت بالتحديد كنتُ أنظف الساحة قرب قبر الميت فلمحتُ يدان تخرجان من القبر.. شل بدني أنذاك وسقطت مكاني ليخرج رجلاً مخيفاً...صوب نظره علي وأتجه مباشرةً نحوي..رباه ظننت أني سأموت على يديه حين أحكم قبضته على رقبتي ورفعني مهدداً إياي:أبلغ عني وسأقتل عائلتك أمامك ..فما كان مني سوى هزُ رأسي موافقاً"

"ولم تخبر أحد طوال تلك المدة ؟"سأل الشرطي متشككاً من قصته

"كلا..كان علي حماية عائلتي من ذاك المخلوق بدا جاداً في تهديده لي..أنا أفعل أي شئ من أجل سلامة عائلتي"قالها باندفاع وهجوم غير متعمد.

"أهذا من رأيت ؟"

أراه صورة فوتوغرافية ليومأ العجوز برأسهِ أن نعم. طمأناه وأعطياه الأمان لينصرفا و يتناقشان وهما متكئان على سيارتهما أمام المنزل..قال زميل "مالفن" مفكراً

"أظنه طلب المساعدة من أحد..لايمكنه تنفيذ هذه اللعبة وحده ألا توافقني؟"

"أوافقك ..مهما بلغت حدة ذكائه فالتخطيط لمثل هذه التمثيلية تتطلب يد تساعده"

"من هو يا ترى ؟!..أشعر وكأني أحد شخصيات مسلسل CSI"

تجاهله "مالفن" وراح عقلهُ يطارد صور الماضي ويحلل القضية بجديةٍ تامة ليصرح بعدها:

"طبيب السجن..سنزوره هيا بنا "

"لماذا ؟!"

"أستخدم مخك ..لا أصدق هذا يكبرني سناً ولا يفكر إلا بالشطائر والمسلسلات ويلقي كل شئ على كاهلي لا أدري لِما أشركتك معي "

تمتم كلماته الأخيرة الفظة خشية جرح مشاعر زميله وطفقا عائدين للمركز يستئذنا الرئيس بشأن التحقيق مع طبيب السجن .

الساعة السادسة مساءً

كانت تدققُ في الملفات المكومة على مكتبها بإهتمام ودقة فبعد سجالٍ حاد مع والديها إنصاعت مكرهة لأوامرهم بالعودة إلى العمل،ومن جانبٍ آخر قبلت بحسن نية مبادرة "ديريك"الذي حمل نفسه مشقة التكفل بها ومرافقتها حتى باب المكتب خشية وقوع مصيبة ما تفجعهم.مع هذا فهي غيرُ قادرةٍ على إظهار ودها أو إمتنانها له أو حتى ذرة حب تشكره بها على صنيعه لخوفها الشديد من تكرار الخطأ الماضي ذاته.

سجال آخر خاضته مع رئيسها بشأن عدم إلتزامها بقوانين الشركة وغيابها المُفاجئ دون اعلامهِ عن حالتها أو أخذ أذن منه وأنذرها بالطرد إن كررت فعلتها.كما يُقال الجزاء من جنس العمل وجزاء تخلفها عن العمل كان بجبل هائل من الملفات التي تتطلب تدقيقا وترتيب.خرجَ الموظفون من الشركة بعد انتهاء الدوام وتركت وحيدة تتلمض هنا وهناك بأعين مترقبة حذرة من "سيد" الذي لم تره منذ فترة يحوم حولها.لكن فكرة البقاء وحيدة أزعجتها مع علمها بوجود شرطي وحارس الشركة

إستأنفت عملها ليقطع سكون المكان مكالمة من والدتها ظنتها في البداية من مجهول..تحققت من الإسم لتجيب بعدها وتنهيها بظرف دقيقة.أما في الدقيقة الثانية فتحقق ماكانت تفكر فيه بتلقيها إتصالٌ من مجهول سبب لها هلعاً لم تستطع كبحه،وبنفسٍ عميق أجابت ليسكن هلعها ويذوي بسماع صوت "ديريك"الذي لم تحفظ رقمه بعد في خانة أسماء جوالها الجديد وكان مطلبه هو إنتظاره في مقر عملها ليذهبا سوية للمنزل.أخبرته أنها ستتأخر كثيراً لكن لاقوة لها أمام إصراره.

بعد ساعتين أرخت جسدها ومددت ذراعيها فقد حان موعد العودة للمنزل.لفت رقبتها بوشاح أسود ومالت تلتقط حقيبتها من على المنضدة لينقطع التيار الكهربائي فجأة وتسود العتمة.

لا مفر منيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن