2012
لم تفلح محاولات الشرطة البائسة في إيجاد" أليس" و لا محاولات "ديريك" الخاصة الذي طاف الشوارع وأستعان بمعارفه في سبيل إيجادها و إنقاذها مما هي فيه.فقدانها مرة أخرى سبب لوالديها نكسة كبرى كأنها ما ولدت إلا لمعاقبتهم على أخطائهم السابقة وأستسلموا لواقعهم المرير.
تكرر المشهد..غرفةٌ مظلمة و كرسي مربوطة عليه..و عقلها فقد قدرته على حساب الايام..تماماً كالايام الخوالي..عمياء..بكماء..ضوءٌ خافت تسلل من الأعلى و حط على عينيها فأغلقتهما لشدة ألالم..رمشت ثلاث مرات بصعوبة و تمكنت من رؤية ما فوقها..إنها ليست بغرفة عادية..كيف يكون الباب في الأعلى و ما هذا الشئ الطويل الممتد حتى الأسفل!! لم تعرف ماهيته إلا حين خيل إليها أنها ترى شخصاً متخذاً من هذا الشئ جسراً له إليها و لم يكن سوى سلم خشبي..ما هو هذا المكان؟!..إقتربَ منها مكشراً عن أنيابه السامة ورفع ذقنها ليسكب ماءً في فمها ثم خاطبها و هو يتطلع إلى قنينة صغيرة يحملها بين يديه بحب كبير
"إستيقضت العروس..هذا الدواء قوي مفعوله ظننته سيقتلك قبل أن نستمتع قليلاً"
ثم سحب كرسياً و جلس أمامها يتفرسها بابتسامة عابثة فرحاً بمنجزاته فأخيراً سلبها طاقتها و عقلها و لم يتبقى إلا طلقة أخيرة ينهي بها حياتها
"قبل أن تموتي سأقص عليك ما جهلته و ما سبب لكِ معاناة طويلة ..أأنتِ مستعدة؟"
أجابه صمتها الذي سئمهُ و صاح فيها غاضباً
"أجيبيني"
"نعم " نعم إجابة خوف صدرت منها خوف مما سيفعله إن صمتت أكثر ..
"أتذكرين الرسائل ألتي ظنِنتها وهمية؟ لم تكن كذلك البتة"قهقه ثم واصل"كانت طريقتي لأجعلك تفقدين عقلك و قد نجحت..آه لو تشعرين بمقدار سعادتي.."
نهض و أخذ يسير أمامها و يفتتح سجلات الحقيقة
"كنتُ أراقبك طيلة الوقت و عرفتُ بأن آثار تعذيبي لا زالت تعذبك ما جعلني أضع خططي موضع التنفيذ.أول لقاء حقيقي جمعنا كان عندما أنقذتك على الطريق..أتذكرين؟..هيا إنعشي ذاكرتك"و لمس فكها و رفعه إليه ثم واصل
"كنتِ حينها مصدومة برسالتي :لا مفر مني ..أينما ذهبتي فستجدينني قربكِ..إحذري ..ربما أظهر في أحلامكِ الليلة"
حدق بعينيها و سألها بصدق
"هل ظهرت في أحلامك؟"
"نعم"نعم أخرى خائفة ..نعم تزوده بقوة ذاتية تجهلها..واصل مبتعداً عنها
"محوت الرسالة بينما كنتِ تصرخين و تطلبين النجدة..نعم أنا استغلالي..كم أحب نفسي"و قهقه مجدداً لينتقل إلى السجل التالي
"ثم ألتقيتك في الشركة و قبلها كنت قد بعثت لك برسالة مني و حالة الذعر التي كنتِ فيها فاقت تصوراتي:يبدو بأنكِ سعيدة ..هل أُخبركِ بأن سعادتك هذه فانية فأنا أُراقبكِ ..أليس..لا مفر مني فأنا بداخل عقلك"
أنت تقرأ
لا مفر مني
أدب نسائيقرارٌ طائش أودى بها إلى التهلكة ليجعلها حبيسة ماضيها وأوهامها اللامفر منها. تحكم بها ونثر في عقلها بذور الخوف والندم عاشت ظلمةٌ لا تُحتمل فهل من مفر يعصمها المرارة والألم ؟ ملاكي سأحطم أجنحتكِ وأبث فيكِ الرعب سأنسيكِ النعيم وأسحبكِ إلى الجحيم وكلم...