الفصل التاسع

1.8K 100 10
                                    

2012

إنتشرَ عملاءُ الاف بي آي والشرطة في ساحة ملعب للغولف في الساعة الثانية عشرة والنصف ظهراً ليحققوا في مقتل امرأة في العقد الثالث، وكان ضمن الحشد الهائل من الشرطة الشاب الأسمر يجولُ في المكان لايستقر على موضع واحد وما إن إستوى جالساً ليريح أقدامه حتى نودي من قبلهم وأمتثل لهذا النداء رغماً عنه.

دخلَ غرفة المراقبة ودنا من شرطي عجوز ذو وجهٍ بشوش مائل للحمرة و ذو بطن بارز تدل على عشقه للطعام و سأل الشاب:

"مالفن أنت صاحبُ معرفة في علم الفراسة فتفرس في وجه هذا الرجل إن كان يشبه صاحبنا القديم فسيصبح الأمر مشوقاً"

قربَّ "مالفن" وجهه إلى شاشةِ المراقبة التي تظهر ما صورته الكاميرا أثناء وقوع الجريمة و شهق مصدوماً:

"مستحيل!!..لابد إن هناك لغط في هذه الكاميرا"

نطقَ بهذه الكلمات غير مستوعب مايراه ..فتذكر "أليس" وكيف سيكون وقع ما ستسمعه منه على نفسها الضعيفة..كلا..حري به إلتزام الصمت لحين توفر الدلائل التي تؤكد هوية .."سيد"..

"إنه سيد..أعني إنه يشبهه بعض الشئ ..كيف هذا ..كلا يرفض عقلي التصديق"

إستدار "مالفن لزميله" وهو في حالة صدمة بينما عقب العجوز:

"أنا مثلك أنصدمت..كيف لميت يعود للحياة هكذا ..عجيب أمر هذه الدنيا"

"صدقني رأيت جثته ..وكيف أخرجوه من الثلاجة وكيف نقلوه للدفن ..شهدت العملية كاملة ..لا..إنه شبيهه لا يمكن.."

"إنه زومبي يا فتى"

علق العجوز ضاحكاً وهو يمسح على بطنه ثم وضع يده على كتف "مالفن"سائلاً بجدية:

"إنه هو أليس كذلك ؟"

تردد الشاب وعيناه لاتزالان مثبتتان على صاحبهما وهو يسير في ساحة الغولف بثيابه السوداء متوجهاً للمخرج و أعلن عن موقفه:

"لست متأكد وغير مقتنع"

"إذاً يا فتى ستكون هذه مهمتنا القادمة وهي كشف هوية هذا الزومبي"

جالسة في الصالة تقلبُ قنوات التلفاز بملل ..لا شئ فيه يمكنه تبديدُ مللها وتعابير وجهها المكتئبة والشاحبة..ضغطَ أصبعها على زر التحكم لتكون القناة القادمة هي الأخبار وجاء الخبر"فتاة الغولف"تُقتل على يد قاتل لا تزال هويته غير مؤكدة و في منتصف الخبر خاطبتها شقيقتها القادمة من العمل بعصبية جهلتها "أليس":

"أحرجتني كثيراً مع الرجل ..أنى لكِ التصرف بمثل هذه الأنانية ها؟..لم أعرف كيف أبرر فعلتك"قامت من مجلسها وكأنها تريد إنهاء ما بدأ

"آسفة شعرت بالتعب وأنا أنتظره فغادرت"

"سأدبر موعداً آخر لكما"

"لا تغعلي رجاءً غيرت رأيي لم أعد أطيق رؤية أحد أو مقابلة أحد..إن كان إبتعادي عن الناس سيسعدني ويعصمني من آذاهم فألاجدر بي تفضيل الوحدة "

"ماهذا ألاعتقادُ السخيف ..لا تخرجي بإعتقادات باطلة ستضرك وتعيقكِ عن التقدم و... "

قاطعتها وهي توليها ظهرها "لا تناقشيني فقط دعوني وشأني"

وسلطت نظرها على والدتها الواقفة تتطلع إليها بحزن وشفقة فأشفقت هي الأخرى عليها..لم تزدها سوى عذاباً ومرارة على مدار سنين طويلة فبماذا ستكافئها.سحبت نفسها من نقاش لن تخرج به بنتيجة ترضي الطرفين.لكنها توقفت وارهفت سمعها جيدا للمعلومة التي جاءتها:

"كان معك في الجامعة ..أخبرني بأنه أحبكِ في مرحلتكِ الاخيرة وقد إعترف إليكِ بطريقة غير مباشرة عن طريق رسالة ..إنه يحبك كثيراً لم يصدق بأنكِ عازبة ..هل تذكريه؟"

"لا أتذكر شيئاً من ماضيي"

"نعم فقط سيد وهذا ما سيدمركِ"

إنتبهت شقيقتها لما قالته عن غير قصد ونوت إلاعتذار فاسمه محرمٌ نطقه عندهم خشية تذكيرها مع إنها تذكره في قلبها وتلعنه كل ثانية.ولجت لغرفتها وفتحت صندوق ذكرياتها تبحثُ بين أشيائها عن رسالة لا زالت تحتفظ بها رغم عدم معرفتها بصاحبها الذي لم ترى شكله أو تسمع باسمه..فمن تراه يكون؟

2011

الجامعة

الساعة الثانية ظهراً

"قابليني الساعة الخامسة في المكتبة لدي ماأخبركِ به ستعرفين إسمي فور مقابلتي"

طوت الرسالة و علقت بإستهزاء و هي تعيدها لخزانتها

"مكتبة!إنه عتيقُ الطراز يريد الإعتراف لي في مكتبة؟! ليس لديه ذوق حقاً..أسلوب المراهقين يفقدني صوابي"

تدخلت "جوان" مدافعة"يبدو لي مثقفاً..هل ستقابلينه؟!"

"كلا قلبي لا يدق سوى لشخص واحد فقط .."

وأشارت بيدها إليه وقدكان برفقة زملائه..و من بعيد كان الحبيبُ المجهول يتطلع إليهما منكسر القلب والخاطرفنوى الإستسلام

لا مفر منيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن