الفصل الرابع

3.1K 143 9
                                    


2012

"فكري بنفسك ..بمستقبلك..دائماً تُسيركِ أهوائكِ ..تفعلين ما تظنينه صائباً..تدركين خطورة الأمور مع ذلك تتقدمين ناحيتها..دائمة الخلاف مع والديكِ..لا تستمعين لمشورتهما ..تؤذيهما بكلامكِ المسموم ..لماذا لا تستمعين إلي؟..لآخر مرة ..إستمعي إلي ..إستمعي إليهما ..نحن لا نريد أذيتكِ بل مساعدتك"

كلماتٌ صائباتٌ معاتباتٌ صدرت من فم "جوان" الماثلة أمامها..تمد لها يديها وسطَ الظلام المكتنف بها, تدعوها للأخذ بهما, لسحبها حيث النور و الأمان لكنها رفضتهما لتُسحب بقوة إلى الخلف وتختفي في لجة المجهول.تلاشى وجه صديقتها من فوقها وحل محله وجه شيطاني قهقه شامتاً حالها:

"كان الأجدر بكِ الإستماع لجوان ..جوان ..جوااان"وتردد الصدى المريع حتى أيقضها مفزوعة.

إنه كابوسٌ آخر حظيت به وهي تقضي لياليها الطويلة الباردة في أحد المشافي الكئيبة, تجابه فيها كوابيسها اللامتناهية القاتمة, فقد غابت عن الوجود ليومين كاملين من بعد نكستها الأخيرة فسارع أهلها لإنعاشها بكل الطرق ظانين أنها قد فارقتهم وإلى الأبد.و حين لاحظوا أنها بدأت تستعيد شيئاً من عافيتها الجسدية والعقلية، قُرروا أن المنزل سيكون نافعاً لتمضية فترة نقاهتها عوضاً عن هذا المكان الموبوء بأنواع الأوبئة.وفي طريق خروجها تدفعها والدتها على العربة المتحركة لعب القدر دوره المتقن في لقاء من لم تتوقع رؤيته..جوان التي أرسلت من فورها إبتساماتها ونظراتها المشتاقة ليبيد الماضي الحاضر ويمارس سطوته في إنهاكها.

2011

تجولت في شقته مستكشفة، كانت هذه زيارتُها الأولى له بهدف التأكد من إتهامات صديقتها المزعومة، فكلماتها السابقات أثارت فيها شكوكاً لا تُحتمل لا سيما وأنها تقرُ بقدرةِ صديقتها في تصويب الأمورفي بعض الأحيان.كلا هذا خيال جاد به عقل"جوان"الواسع.فكرت قبل أن تقوم بخطوتها لكنها لم تستطع إلا أن تذهب.قررت عدم المكوثِ طويلاً فأستأذنتهدم المكوثِ طويلاً فأستأذنت منه تريد الذهاب بحجة التأخر عن ميعادها مع صديقتها إلى السينما،وربما لحجة أخرى أخفتها في نفسها!.عرضَ عليها إيصالها فأبت شاكرة وأستقلت سيارة أجرة أوصلتها إلى منزل صديقتها حيثُ أنتظرتها لساعة كاملة في غرفتها وعندما عادت تلقتها دون مقدمات بالسؤال

"رأيتكِ مختبئة هناك أكنت تعلمين بأنني سأزوره؟"

رمت "جوان" سترتها على السرير وواجهتها متوترة

"كلا لم أعلم..ذهبت لآتي ببرهان يثبت صدقي ورأيتكِ هناك..سهلتي علي المهمة ..هل أكتشفتي ما أكتشفته ..أو دعيني أسأل أنت تصدقينني بالفعل؟"

"حسناً..رأيتُ كيس ممنوعات في خزانته"

هزت كتفيها لامبالية ثم واصلت

لا مفر منيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن