الفصل الثاني عشر
2012
"ديريك ..ديريك..هل أنت أصم"
نداءاته المتكررة لشقيقه،أتعبته و سئمَ صمته وتجاهله فصرخ في أذنه ليهب الأخير منتفضاً يضغط بأصبعه على أذنه التي تضررت بهذه الفعلة الطائشة..وهدر في وجهه غاضباً
"صممت أذناي ..ماذا تريد؟"
"بماذا تفكر ..بحبيبتك؟"و غمز له
"ليس من شأنك .إذهب لعملك وأتركني لحالي"
"كيف لا يكون من شأني ..تذكر أن من تحبها تكون شقيقة زوجتي المستقبلية "
"وماذا تريد الآن؟"
"متى تنوي التقدم لها"
"قريباً جداً "
"الآن أنت رجل"
"وماذا كنت في رأيك أنثى!! "قال ممتعضاً
قهقه وجلس جواره على السرير ومسح على ظهره برضا وقال
"أقصد بأنك تغيرت وتخطيت الصعوبات ظننتك ستكتأب وتغلق على نفسك بعد حادثتك ..آمل أن تفهم أليس معاناتك لأجلها..إن رفضتك فأخبرها بالحقيقة ..أخبرها عن منقذها الحقيقي"
"عندما يحين الوقت المناسب سأخبرها ..هناك شئ يشغل تفكيري و يمنع عني النوم ولا أدري إن كان وهماً أم حقيقة"
"وماهو ؟!"سأله بفضول و تابع "ديريك"الذي قام من محله و طاف في المكان و هو يدلي بمكنونات صدره
"يراودني إحساس بأن سيد لم يمت "
"كيف هذا ..اللعين ..هل كلامك هذا مستند على دليل؟"
"لست متأكداً إن كان هو "
"لا تتحدث بالالغاز يارجل..إن رأيته بأم عينيك فحري بك إخبار الشرطة وإلا ماضيك معه ومع أليس سيتكرر"
"وهذا ماسأفعله سأتحدث مع الشرطي مالفن بهذا الشأن..مايقلقني أكثر أليس"
"ومابها هي الأخرى؟"
"كيف تتعامل مع الوضع ..أعني وجود شخص بقربها له شبه به مؤكد إنها تعاني كثيراً..ربما أظلم الرجل بسبب أوهامي لا أعلم ..سأبعدها عنه مع ذلك"و عاد لموضعه بينما عقب شقيقه
"على أيةِ حال سأدعمك إن إحتجت لشئ وأتمنى من كل قلبي أن لاتكون شكوككَ في محلها..سأذهب الآن لإجراء تعديلات على شقتي موعد الزفاف بات قريب جداً"
و أنصرف..واجه"ديريك" المرآة و حلَّ أزرار قميصه الاسود ثم لمس الأثر الذي يشق صدره في المنتصف..أثرٌ إعتاد محدثه على حفرهِ في نفوس ضحاياه ليذكرهم بأنه لا مفر منه .
2011
الجامعة
الرابعة عصراً
"هل لي أن أكلمك على إنفراد؟ " سأل "ديريك" خصمه الجالس مع صديقيه في كافتريا الجامعة ورد عليه الأخير بفضاضة وهو يمضغ الطعام "وهل أعرفك؟"
"ليس بالضرورة أن تعرفني "
"أنا مشغول كما ترى..تحدث بحرية " و بلا تردد قذف الشاب قنبلته التي جعلت "سيد" يرمي بشطيرته منفعلاً
"هل علاقتك بأليس جدية؟"تكتف متلقي السؤال و أمال ظهره للخلف و سأله بصلافة
"هل تعجبك ؟"
"أجب عن سؤالي"
"الابتعاد عنها مصلحة لك ..هي لا ترغب بشخص ضعيف كأنت"
"وماأدراك بأني ضعيف المظاهر خداعة"
"لو أنت قوي ما جئت إلي تستعلم إن كنت أحبها أو لا وأنت تعلم بأننا مرتبطان ..إن كنت رجلاً حقيقياً وتحبها بحق فاعترف لها ولنبدء المنافسة رغم إني أنصحك بالانسحاب" هزت كلماته كرامة "ديريك"وأثبتت له كم هو غبي وفاشل وجبان..لو أنه رجل بحق كما قال لما أرتعش جسده أمامه و تقهقر،و أكل الخوف قلبه مما سيقبل عليه هذا الخصم الخطر إن تجرأ على منافسته و عزم لحظتها على الاستسلام لمفعول الكلمات التي قيلت له و بينت حقيقته..كم أن لقوة الكلام تأثيراً على المقابل فمنه ما يجذب للقمة و منه ما يسحب للقاع و فعل فعلته الثانية مع هذا العاشق الخاسر الضعيف.
أنت تقرأ
لا مفر مني
Literatura Femininaقرارٌ طائش أودى بها إلى التهلكة ليجعلها حبيسة ماضيها وأوهامها اللامفر منها. تحكم بها ونثر في عقلها بذور الخوف والندم عاشت ظلمةٌ لا تُحتمل فهل من مفر يعصمها المرارة والألم ؟ ملاكي سأحطم أجنحتكِ وأبث فيكِ الرعب سأنسيكِ النعيم وأسحبكِ إلى الجحيم وكلم...