2012
وسعا من خطاهما حيث يتواجد "ديريك" خارج الشركة و حققا مع حارسي الأمن الذين أخبراهم أن التيار الكهربائي قُطع لفترة قصيرة و أنهما لم يريا الفتاة تخرج..بهذه المعلومات تم تأكيد إختطاف"أليس" من قبل "سيد" و حدث أن انتشرت الشرطة في الشركة في صبيحة اليوم التالي و أُجريت تحقيقات ضرورية مع موظفيها و أشترك بضعة محققين من الاف بي اي مع "مالفن" وزميله في التحقيق على أمل انتهاء هذه القضية المربكة.
أُستوجب الطبيب مرة أخرى و أشرف عليه كلاً من مالفن و محققاً آخر.أعلن تخوفه في بادئ الأمر و لجأ إلى الحيلة و الخداع بحجة إن "سيد" سيقتله كما قتل الحارس قبل يوم لكنه استسلم حين أعطياه الأمان بشأن حياته وتكفلهم بوضع حرس لحماية عائلته حتى تُحل القضية فأعترف لسانه
"لم أكذب بشأن حاجتي للنقود لسد ديوني شرطي مالفن و لا بشأن معرفته بقصتي وأنا أشكو لزميلي..لم أمر بفترة مالية عصيبة مثل تلك ..كل البشر يمرون بظروف مماثلة يبيعون فيها أنفسهم وضمائرهم لأجل لقمة العيش وحماية عوائلهم وأنا واحد منهم..في أسوء أيامي ظهر منقذي كمجرم و لم أرى داع لسؤاله عن ثروته وهو مجرم بائس بل إكتفيت بالخنوع له و إنقاذ نفسي من التسول خصوصاً و قد كان عملي كطبيب على المحك بسبب غلطة صغيرة صححتها برشوة مدير السجن بنقود ذاك المجرم و هكذا ساعدته على الهرب"
سأل المحقق"إشرح لنا عملية هروبه بالتفصيل"
إبتدأت الذاكرة تسرد بالتفصيل الواقعة التي هزت عقل" مالفن "ودوخته .
2011
السجن المركزي
أُعلن موت سيد بسكتة دماغية بإقرار من الطبيب و تقرر يوم الدفن..الساعة الثالثة عصراً..و حتى يحل الموعد،منعَ الطبيب دخول أياً كان لغرفة حفظ الجثث وبدآ خطتهما التي من شأنها تهريب المجرم
"ستدخل الثلاجة هذه الطريقة الوحيدة لإبعاد شكوكهم بنا"
"أخشى أن تقتلني الثلاجة"أعرب "سيد" عن تخوفه فشرح له معاونه
"لن تقتلك..ثق بي..هيا ستدخل قبل مجيئهم..تجهز الوقت يداهمنا سأكون في المقبرة لمساعدتك"
رمى الطبيب بنظرة عدائية مهددة و قال"أيها الطبيب إن فشلت الخطة تأكد بأني سأقتلك"
"كن متأكداً من نجاحها وثق بنا ..أعرف الحارس و الحانوتي جيداً..ثم أنك ستغلق أفواههم بكمية من النقود فلِمَ كل هذا القلق"
"إن نجحنا سألتقي بكم و أكافئكم جميعاً أنا رجل عند كلمتي"
"ولكن ضماناً لنفسي إن لم نحصل على ما نريد فسنبلغ عنك "
صرخ بوجهه و سحبه من تلابيبه قائلاً"أتهددني؟..أندمت تواً؟ ..أنا الآن أقرب إليك من أولئك الذين تعمل معهم ..إن أبلغت عني فستدخل السجن أيها الغبي ولن تحصل على أي منفعة سواء مني أو منهم.."
"أنت تدوس على جرحي"
"وأنت تمشي في النار..ما كان عليك الإستماع لي..أنت بين نارين الآن..معي أو ضدي؟ وكلا الحالتين ستخسر الكثير"
شرد الطبيب يفكر و أدرك موقفه..لا ينفع الندم مع إقتراب اللحظة الحامية..أخرج رأسه من الباب يترقب وصولهم و لمح ثلاث رجال شرطة من بعيد
"إنهم هنا..إخلع ملابسك بسرعة ورجاءً لا تفسد الأمر سيتفحصونك ليتأكدوا من موتك..صحيح إنهم أغبياء كما أعرفهم لكن كن حذرا..إن أخذت المزيد من العقار ستموت حتماً"
نفذا الخطة..دخلَ الثلاجة و كله ثقة من سيرها كما يريد و هي صفة لا تخيب معه أبداً..بعدئذ دخل شرطيين وبقي"مالفن"خارج الغرفة يراقبهم من النافذة..رفعَ أحدهم الغطاء الأبيض عن "سيد"الذي كان يتحكم بنفَسه بطريقة عجيبة ومنع جسده من إصدار أي حركة..و قد بدأ العقار يأخذ مفعلوه ثم نقلوه للسيارة..سأل "مالفن" زميله و هما يدخلانه
"هل تأكدت من موته ؟"
"هل علي التأكد من موت رجل ميت..لم نصدق إنه مات يارجل"
أعربَ الطبيبُ عن رغبته في الذهاب معهم قائلاً بأنه إجراء إحترازي و لم يكن هناك مانع..حالة توتر أصابته و لحسن حضه لم يلحظه فكلا الشرطيين منشغلين في مناقشة خسارة فريقهما المفضل و "مالفن" يفكر بهدية لمفاجئة حبيبته..الحظ الجيد كان بجانب "سيد" طوال الوقت و عندما حلت المهمة الأصعب كان كلاً من الحارس و الحانوتي في المقبرة يستعدان للمهمة،فقد إعتادا القيام بأعمال سيئة لأجل النقود و هذه ليست بأول مرة لهما و لثقتهما بالطبيب وافقا معتمدين عليه في تشويش الشرطة.وضع الرجلان الميت في التابوت و حملاه لموضع الدفن و هنا تحرك الطبيب من جهته بجذبه لانتباه الشرطة بعدة أسئلة عن أهل المجرم و لِما لم يسأل أحد عنه و جاءته الاجابة بأن لا أهل لديه كما أخبرهم ثم ماطل معهم بفتح سيرة خسارة الفريق ليلهب حماس الشرطيين و "مالفن" الذي إشتركَ معهم..بإستدارة واحدة من أحدهما كانت كفيلة بإفشال عملية الاحتيال التي تحدث خلفهم و التي توجت بهروب "سيد" من التابوت دون إحداث و لو فعل يثيرُ الشبهات بعد أن اختفى مفعول العقار المؤقت..كل حركاتهم كانت مدروسة بدقة و إتزان معتمدين فيها على مهارة الطبيب الذي نجح و بجدارة ناهيك عن الظروف الجيدة..ثم اختتم نقاشهم بأن طلب منهم المغادرة بحجة تكفل الحارس و الحانوتي بعملية الدفن وأنه لم يعد هناك حاجة لوجودهم هنا..هكذا ببساطة..كما قالها الطبيب مفتخراً.
"من بعدها إجتمع بنا وسلمنا نصيبنا من النقود رغم كونه مجرم إلا إنه رجل عند كلمته حقاً"
"ماذا عن الهراء الذي أوهمتنا بتصديقه؟"
سأله"مالفن" بإنفعال بينما استطرد الطبيب
"ليغلق أفواهنا إجتمع بنا مرة أخرى و أخبرنا أن الشرطة عرفت بأنه حي وطلب منا كتم الامر بمبلغ مالي .. طالما تملك مالاً فأنك لا تبالي بالمخاطر هذا ماكان يفعله ..كنا عطاشى وعطشنا أودى بنا لفعل خسيس ..ألواقع أفرض نفسه علينا ..كانت هذه طريقتي الوحيدة للنجاة من واقع مرير"
تم حجز الطبيب إلى أجل غير معلن أما "مالفن" فمر بحالة إحباط شديد غضب فيها من نفسه و لعنها على غباوتها و لو أنه تدبر الامر منذ البداية لو تأكد بنفسه من موته لو ولوو كل تلك الأشياء ما عاد لها أهمية ما عاد الندم ينفع و حري به إجتثاث نفسه من حالة اللوم والندم إلى حالة يصحح بها أكبر أخطاءه.
أنت تقرأ
لا مفر مني
ChickLitقرارٌ طائش أودى بها إلى التهلكة ليجعلها حبيسة ماضيها وأوهامها اللامفر منها. تحكم بها ونثر في عقلها بذور الخوف والندم عاشت ظلمةٌ لا تُحتمل فهل من مفر يعصمها المرارة والألم ؟ ملاكي سأحطم أجنحتكِ وأبث فيكِ الرعب سأنسيكِ النعيم وأسحبكِ إلى الجحيم وكلم...