2012
يومٌ جديد أشرقت فيه روحها ودئبت على عملها منفتحة الأسارير إلى إن حظيت بزيارةٍ غير متوقعة ذات يوم من شقيقتها يرافقها رجلُ وسيم فارع الطول أسود الشعر ذو عينان داكنتان تشعان هيبة ووقار.إجتثت نفسها من على كرسيها وتلقتها تسألها عن سبب زيارتها فهمست زائرتها بأذنها قائلة بسرور
"إنه صديقي ديريك ..حبيبك المجهول"عقبت متضايقة إزاء تصرفها "لماذا جئتي به الى هنا؟أنتِ تحرجينني"
"أعتذر لا أمتلك طريقة أخرى "
أنشرحَ صدرُها لرؤيته بعض الشئ..راحةٌ لم تشعر بها قط حتى الآن إحتضنتها وتخللت جسدها فنكست رأسها محرجة مما فعلته سابقاً و رافقتهما حيث مقهى الشركة ليتبادلوا الكلام.إستأذنتهما شقيقتها مغادرة لعملها كلفتة متعمدة منها ليبقيا وحديهما دون تطفل منها.أخذ يسألها أسئلةً عادية عن حياتها وعملها ولم يكن للماضي نصيبٌ منها..و هذا ما أراحها..ماذا كان سيجري لو قبلت به حبيباً لها أو ربما زوجاً ؟!..لم تكن لتعاني جسدياً وعقلياً و الندم على أشياء فائتة لم يعد وارداً الآن فقد مضى ما مضى لكن ليس بالنسبة لها فالماضي ما يزال حياً متقوقعا داخل ذاكرتها ويستوطن عقلها.في غمرةِ الحديث قاطعهم "سيد ..الجديد.."
"أووه..أنتِ هنا ..الرئيسُ يبحث عنكِ"
شحنات غريبة شحنت الجو و تنافر من قبل الرجلين غريب..كأنهما يعرفان بعضيهما ..لاسيما "ديريك" الذي إنقبض صدره وأختلطت أفكاره و شعر بعدم الإرتياح لهذا الشخص..فلاحظت ما بدا بينهما لربما هي بداية لمعركة مجهولة المصير فقرر الرجل المغادرة
"أنتظر إجابتكِ أليس ..نلتقي مرة أخرى"
"لا تتوقع منها إجابة فأنا لم أحصل عليها ولا زلت أنتظر لعلي أظفر بها"
لكلماتهِ مدلولات حسية أشعلت غيرة "ديريك" وجعلته أكثر إصراراً بقبوله تحدي المتطفل غير المباشر وكل ما عليه هو الفوز فهل لهذا المحب فرصة أمام شخص شرس ك"سيد"أم سينسحب كما فعل قبل سنوات؟،والفتاة من جهة أخرى كانت تتمنى لو يخلصها أحد من يد "سيد" التي تُطبق على كتفها كأنه يعلن لمنافسه بعدم التجرأ على المساس بامرأته.تريدُ من يخلصها منه كلياً حتى إنها قررت في لحظتها ترك عملها والهرب من هذا الذي يذكرها بماضيها. ودعها "ديريك" معلناً رغبة ملحة في لقاءها مرة أخرى و واجهها زميلها فوراً:
"إجلسي ..أريد التحدث إليكِ"
"سأرى المدير قلت تواً إنه يطلبني"إنسحبت فجذبها إليه وأجلسها قائلاً يسخر من طبيعتها
"يسهل خداعك"ِ
"ماذا تريد ..؟!"تجنبت النظر إليه ليجيب:
"لازلت أنتظر إجابتك ..تركتني تلك الليلة دون كلمة"
"وماذا تتوقع الاجابة "
أنت تقرأ
لا مفر مني
Literatura Kobiecaقرارٌ طائش أودى بها إلى التهلكة ليجعلها حبيسة ماضيها وأوهامها اللامفر منها. تحكم بها ونثر في عقلها بذور الخوف والندم عاشت ظلمةٌ لا تُحتمل فهل من مفر يعصمها المرارة والألم ؟ ملاكي سأحطم أجنحتكِ وأبث فيكِ الرعب سأنسيكِ النعيم وأسحبكِ إلى الجحيم وكلم...