الفصل الثامن

1.9K 105 15
                                    


2012

فكرت كثيراً بكلماتهِ وهي ممدة على سريرها في غرفتها هذا المساء وبدت لها مستحيلة وغير منطقية ولايمكنها فعلها أبداً.صورٌ سلبية استقرت في باطن عقلها وبدأت تخلق لها صوراً مؤلمة عن مستقبلها.تصورت نفسها وحيدة تحتضنُ جدران منزلها بصمت بلا هدف منتظرة قدوم أجلها وفي آخرها تموضعت صورةُ "سيد" أمامها.أعلنَ قلبها حالة الطوارئ فدثرت جسدها باللحاف كأنها تحتمي به.لم تدم دقيقة على إطباق جفونها إلا ودُق الباب والقادم كان شقيقتها.جلست متكئة على وسادتها وحدجت شقيقتها ألتي تكبرها بسنة الجالسة أمامها بقلق.شعرت بأن فمها ملئ بكلمات تريد رميها على مسامعها لكنها لم تبادر، و بعد شئ من التردد قالت الشقيقة الكبرى:

"أليس لدي صديق حدثته عنكِ و.."قاطعتها مدركة نهاية الجملة:

"أعلم أن نيتكِ طيبة لكني لا أريد الأرتباط"

"أختي لِمَ تفعلين هذا بنفسكِ سأقول الصراحة أنا سأتزوج بعد شهر وسأفارقك ..والدينا سيفارقانا كذلك وستبقين وحيدة فمن سيرعاكِ وأنتِ بهذا الحال؟أرجوك فكري..إنه شابٌ رائع لن تندمي كان زميلي في العمل وهو الآن يشغل عملاً آخر إلا أننا لازلنا على تواصل "

لم تعقب على كلامها ففيه بعضٌ من الصحة وقد كانت للتو تفكر في مستقبلها لذا قررت المجازفة مع علمها إنَّ هذا لن يغير من طبيعة الحال و لن يثمر شيئا..سألت بشئ من عدم الاقتناع:

"حسناً ..ماأسمه ؟"

زودتها باسمه ومواصفاته ومكان اللقاء و عندما حل الموعد،إرتدت سترة زرقاء صوفية طويلة تصل أسفل ركبتيها وبنطالاً أسود مع حذاء رياضي أبيض تاركةً وجهها على طبيعته وشعرها منسدلاً على ظهرها وقصدت المطعم.بدءَ الزبائنُ يتوافدون بكثرة و قد أشعروها بالرهبة والندم على مجيئها قبل الموعد بساعة للملل الذي شعرت به أثناء مكوثها في المنزل لا سيما وأن هذا اليوم هو يومُ عطلتها ولا مخططات عندها لإستغلال الوقت.الندم لا يغير من الأمر شيئاً فالناس حولها أينما ذهبت و لتختبئ من نظراتهم إنتحت مكاناً بعيداً وأنتظرت قدوم الرجل على مضض.إنبعثت رنة من جوالها تخوفت منها.ترددت أصابعها لوهلة..تنفست ثم لمسته بتؤدة وإضطراب:

"أنتِ تحطمين قلبي حبيبتي..أتحبين شخصاً غيري؟ سأقتله إن صح توقعي فتراجعي عن قرارك"

لا مفر منيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن