إن رويت عقلك بماء عكر فلا تبتئس إن تعكر صفو حياتك فأنت وحدك من سببت لك عيش الضنى .
2012
ثابت لرشدها و تصنعت ابتسامة تداري بها إحراجها:ينيه:
"أعذرني لم أميزك..كنتُ على عجلةٍ من أمري ونسيت تقديم شكري وامتناني..أعلم أن الوقت متأخر لكن أرجوك إقبل شكري على إنقاذك لي"وأخفضت رأسها كي لا تفضح إحمرار وجهها.
"حسناً ..إرتحتُ الآن..أقصد لرؤيتكِ بخير"وأبتسم بالمقابل ثم قال ما جاء لقوله:
"بالمناسبة ..وظفت هنا ..دعينا نعمل بجد"ومد يده لمصافحتها فأمتنعت و أكتفت بأن جاملته:
"أهلاً وسهلاً بك بيننا ..أدعى أليس"أرجعَ يده متحرجاً وأبتسم ليعلن عن إسمه:"وأنا أدعى ..سِيد.."
سِيد!!مستحيل..هل هو تشابه في الأسماء؟!لا بد أنه كذلك.أطالت النظرَ في عينيه فتسارعت نبضاتُ قلبها الخائف ..شهدت فيهما وجهٌ آلفته ..يبتسم برقة ثم ينقلب لشيطان..إرتجفت..تشوش بصرها..لم تعد قادرة على إستيعاب الواقع..ما يزال إسمه اللعين يذكرها به..الحب الذي أوشك أن يزدهر مات قبل آوانه بسبب إسمه الكريه.لا بد أن تختبئ في مكان ما فالموقف بينهما شابه التوتر, توتر من قبله وهو يراها جامدة تبحلق فيه وكأنه ارتكب خطأً غير مقصود أربكه وتوتر من قبلها لهذه الأحداث المتوالية غير المتوقعة فأنقذت نفسها بأن اعتذرت و ذهبت مسرعة للحمام..غسلت وجهها مراراً ولعنت حظها..لماذا في كل مرةٍ تتعافى فيها يخرج أناس يذكروها بما عاشته فيستولي على تفكيرها ويمنعها من المضي قدما؟!.يا له من سوء حظ لن يفارقها على مايبدو.خرجت ووجدته ينتظرها في مكانه وتعبيرات وجهه القلقة استوقفتها مستغربة أمره.دنا منها وتجرأ على وضع يده على جبينها باهتمام أزعجها وخاطبها بنبرة صادقة مؤثرة:
"أأنتِ بخير؟لاتعانين من شئ صحيح؟هل أزعجتكِ في شئ؟!"
أبعدت يده بحركة عصبية وعادت مجلسها وتظاهرت في تقليب بعض الأوراق وقالت لتنهي الحوار الذي طال:
"أنا مرهقة بعض الشئ..لا تشغل بالك بي"
"مرهقة..كلا فأنتِ مدعوة للعشاء..لقد دعوت كل من هنا بمناسبة حصولي على الوظيفة..سننتظرك..تعالي أرجوك"
كررت امتناعها لكنه كان أكثر اصراراً منها وتركها في ظافرا بموافقتها.شئ من المتعة والمرح لن يضرها بل سيساعدها في إزاحة همومها بلا شك.هكذا اقنعت نفسها.ترددت في لمس هاتفها لمراسلة والدتها وإعلامها بإنها ستتأخر.ثم سحبت نفساً طويلاً وفتحته وإذا بالرسالة قد أختفت كسابقتها.زفرت بإرتياح لتأكدها من أن كل هذا مجرد وهمٌ نسجه خيالها الخبيث عدا "سِيد "الجديد هذا فهو ليس من نسج خيالها حتماً ولا مفر منه على ما يبدو!.
أنت تقرأ
لا مفر مني
Chick-Litقرارٌ طائش أودى بها إلى التهلكة ليجعلها حبيسة ماضيها وأوهامها اللامفر منها. تحكم بها ونثر في عقلها بذور الخوف والندم عاشت ظلمةٌ لا تُحتمل فهل من مفر يعصمها المرارة والألم ؟ ملاكي سأحطم أجنحتكِ وأبث فيكِ الرعب سأنسيكِ النعيم وأسحبكِ إلى الجحيم وكلم...