°• ٢ •°

117 7 32
                                    

.....

ذهب أوس الى بيت ضياء ليلتقي مع صديقيه هناك ويذهب معهما الى الحديقة كما اتفقوا ..
لآكن عندما وصل وقبل أن يطرق الباب بالتحديد ؛ سمع صوت بهاء وضياء يتحدثان في امر غريب .

ضياء : ( لا يجب أن نشعره بكرهنا ، علينا أن ننسيه ما قالته العجوز تماماً ونشعره بأننا اصدقاءه )
بهاء : ( حسناً إذاً ، علينا أن نخرج معه اليوم ثم ننقض عليه ونقتله )

تسمر أوس في مكانه ، وبعد ثوان من صدمته .. فتح باب الغرفة بسرعة وغضب ، ونظر لهما بكراهيه قائلاً : ( إذاً هاذا ما تخططان له .. إذاً كانت تلك العجوز محقة ... !!)
لم يجيبا ، فقد فهما أن أوس سمعهما ، فأردف أوس : ( ما سبب كرهكما لي اخبراني ؟ )
ابتسم ضياء ونظر في عيني أوس مباشرةً وقال : ( لاطالما كنت الشاب المميز الهادئ ، الشاب الوسيم المحبوب ، الشاب الذي يخطف الاضواء عند قدومه ...)
واضاف بهاء : ( أجل ، وقد كنت ذاك الطالب المجتهد ، الذي لا ينسى فروضه أبداً ، والذي يتحدث الاساتذة عنه باستمرار ...)

لم يستمع أوس لبقية الكلام ، بل استدار وركض خارجاً من منزل ضياء ، ركض باتجاه منزله مكسور القلب ..
لقد خدعه أقرب صديقان له ، خدعه من كان يشعر بأنه سعيد بقربهما ، لم يتوقع هذا أبداً في حياته ...

عاد وأخبر والداه عما حصل ، تفاجأ والداه من ابنهما الوحيد المعروف بالطيبة ،، كيف صرخ بوجه صديقيه هكذا ؟

عاش أوس بعدها يشك بكل من حوله ، لم يصادق أحداً ، ولا يثق بأحد ، أصبح جحيماً بعد أن كان الانسان الأروع ، الإنسان الذي يضرب به المثل للجميع ..

في يوم من الايام ، في عتمة الليل شعر أوس بأحد يتتبع خطواته ويراقبه ، فقرر استدراجه الى زقاق صغير ويتحدث معه هناك ..
وبعد مدة من المشي ، وصل أوس الى الزقاق واستدار بسرعة ممسكاً بالشخص الذي يتبعه من رقبته .
سحب أوس ذلك الشخص والصق ظهره بالحائط ، واستمر بزيادة شدة قبضته على عنق ذاك الغريب .

حاول الشخص الافلات من قبضته لآكنه لم يستطع ، فتحرك حركة قوية ، لتسقط قبعته وتتدلى خصلات شعره على جبينه .
أوس : ( توقعت أن تكوني انتي يا مها )
مها : ( صدقني أردت فقط أن ... )
وقبل أن تكمل مها كلامها قام هو بغرس سكينه في معدتها واخراجها ومن ثم غرسها في عنقها ..

مها كانت تحاول التقرب منه منذ فترة ، لتعرف سبب تغيره فجأة ..
لآكنه لم يتحدث إليها ، وكلما حاولت التحدث إليه منعها ونهرها وصرخ في وجهها ، لآكنها لم تسأم من المحاولة ..
وكان مصيرها الموت على يدي أوس ، الذي كانت تحاول رده لرشده وطبيعته القديمة التي إعتاد الجميع عليها ..

صرخت مها بأعلى صوتها ألماً ، ولسوء حظ أوس كان احد افراد الشرطة بالجوار ..
وصل الضابط الى مكان الصراخ ، ليرى مها مرمية على الارض والدماء تخرج من عنقها ، وكان أوس يقف بجانبها ببرود ينتظر خروج الروح منها حتى يتأكد من تخلصه من حياتها ..

ودون انذار انطلق الصاعق الكهربائي لينشر شحناته في جسد أوس ، فرتمى مغشياً عليه ..

استيقظ أوس ووجد نفسه مقيداً على كرسي في غرفة خالية لا يوجد فيها سوى ثلاث كراسٍ مرتبة أمامه ..
وسرعان ما دخل والداه ومعهما ضابط شرطة ، وجلسوا على الكراسي المقابلة لأوس ..

الضابط : ( لماذا قتلت مها ؟ )
أوس : ( هه لا شأن لك )
الضابط : ( حسب ما سمعناه عنك ، أنت مجرم ولديك سجل اجرام كبير ، لآكن هذه اول ضحية ترتكبها .. )

أجل ، فـ أوس سجن مرات عديدة بسبب مضايقته لاهل الحي ولكمه لهم .. لآكنه لم يتعظ بل تمادى في الجرم ؛ ظناً منه أن الشرطة أيضاً تضمر الشر له

عَالَم آخر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن