°• ٢٥ •°

31 2 0
                                    

انهار أوس متكئً على الباب بعد أن اغلقه ..
يريد أن يبحث عنها ..
اين عساها قد تكون في مثل هذا الجو ؟
وقف ليذهب ، لكن أوقفه صوت عقله ..
التف متجهاً نحو سريره علّه ينام قليلاً ، لكن النوم فارق جفنيه

ذهبت ريناد كي تخبر السيدة بأمر اختفاء ابنتها افنان ، وعندما وصلت طرقت الباب بقوة ، فسمحت لها السيدة بالدخول وقد كانت ام اوس موجودة أيضاً ...
وقع كأس العصير من بين يدي السيدة عندما سمعت الخبر ، كيف ستبحث عنها في هذا الجو ؟ أين ستكون ؟!
قامت أم أوس بتهدئة السيدة التي بدأت بالبكاء بحرقة ..
كان الجميع في حالة توتر ..

مازالت افنان جالسة على جانب النهر ..
حل المساء ، والشمس على وشك المغيب ، لا تعلم أن اهل القرية فزعوا لأجلها ...
فاض النهر بسبب المطر الغزير ، فاختلطت دموعها مع مياه النهر
جذبتها المياه لتقع فيها ، حاولت الصراخ ، لآكن المياه غمرت حنجرتها ومنعت احبالها الصوتية من الحركة ..
كانت تصرخ في داخلها بألم وتنادي (( أوس ))
جرفتها المياه نحو قمة الجبل ،، نحو الشلال ...

اشتعلت صورة افنان المريضة في مخيلة أوس ...
وعلا صوتها في اذنه
شعر بها تستنجد به ، شعر بأنها تناديه وتطلب العون منه
وقف مستقيماً مسرعاً من على السرير ..
وأخذ ذلك المعطف ،، المعطف نفسه الذي يحمل رائحتها
وانطلق خارجاً ليبحث عنها ، بعد أن الغى كل اعتراضات عقله وتفكيره وقبل قرار قلبه بالإسراع الى نجدتها ...

حل الليل ...
ظهرت النجوم ...
بدأ المطر بالتوقف ...
واستمر أوس بالبحث عنها
كان ينادي ويصرخ بأعلى صوته باسمها ، لكن لا فائدة ، فلا احد يجيب
عزم أوس على أن يبحث عنها حتى يجدها ، وان اضطر للبقاء مستيقظاً طوال الليل ...
بحث عنها وصرخ بكل ما لديه من قوة ...
لكن لا اجابة ..

اشرقت الشمس ونثرت خيوطها الذهبيه فوق ارض فراترنيتاس
لتشعر سكانها بالدفئ ، وكأنها تنفي ما حدث البارحة من مطر ورياح وعواصف ..
كالتي كانت في قلب أوس تماماً ..

مازال أوس يبحث عنها ..
وكأنه يبحث عن قلبه بين ثنايا جسده الضائعة ..
سمع أوس صوت وقع أقدام ، فاتجه باتجاه الصوت ، ليجد بعض رجال القرية متجمعين ...
عندما رأوه اسرعوا باتجاهه ليسألوه عمّا قد وجده ، لكنه اكتفى بقول (( لم اجدها ، ارحلوا سأبحث عنها أنا .. ))
ثم استدار راحلاً واضعاً يديه في جيب بنطاله ... وكأنه يتدعي اللامبالاة

وصل أوس الى قمة الجبل ..
وقد فقد كل الامل بإيجادها ..
وقف على القمة ونظر إلى الشلال ، لاحظ وجود شئ ما عالق على صخرة في منتصف منحدر الشلال
حاول الاقتراب دون الوقوع في النهر ؛ حتى لا يسحبه الشلال الى الاسفل فينتهي به الأمر غارقاً في مياهه ..
استطاع تمييز ذلك الشئ ، انه شالها الذي كانت تضعه على كتفيها ، عرف حينها أن افنان مرت من هنا ...
وسقطت من على الشلال ...
استدار مسرعاً باتجاه اسفل الجبل ، اي اسفل الشلال ..

ركض بكل قوته ، حتى وصل لاهثاً
بحث حوله حتى وجد بعض طيور النورس تقف على شئ ما
مشى باتجاهها فطارت جميعها لتكشف عمّا يوجد اسفلها ، آنّا ...
اقترب أوس بسرعة عندما تأكد من هويتها ..
حملها بين ذراعيه ، فشعر بتصلب جسدها وتجمده من البرد ، لاحظ ثيابها المُتَيَبسة ، وشعرها المبلل ..
وعندما لاحظ نفسها المتقطع ، أسرع بها الى منزله ...

وصل أوس الى القرية ، ليراه اهلها ويحاولون التجمع للإطمئنان على الفتاة ، لكن سرعته في الركض منعتهم ..
دخل الى منزله مغلقاً الباب خلفه ، ليمنعهم من الدخول الى منزله
وضعها برقة على السرير ..
غطاها ..
اشعل المدفأة ..
فكر بأن ثيابها ستزيد الوضع سوءاً ...

عَالَم آخر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن