°• ٢٢ •°

30 2 0
                                    

وفي الوقت الذي كانت فيه آنّا تفكر وتنظر للمطر عبر النافذة ...
كان أوس كذلك ينظر من النافذة ...

كان شارداً ويعد حبات المطر
ثم خطر بباله سؤال .. كيف حال آنّا ؟ هل تشعر بالبرد ؟
لكن عقله أنكر ذلك ، وأرسل اشارة تنص على أن القلب هو من سال هذا السؤال وليس هو ..

شعر أوس بضيق في صدره ..
وغصة في بلعومه ..
وألم في رأسه ..
ورغبة شديدة بالبكاء ...

بكى ..
وكانت دموعه تنهمر مع المطر
بل كان المطر امام دمعه قليل
التف وحطم الزهرية قائلاً (( تباً ))

ثم تابع طريقه وضرب الحائط بمصمه (( تباً لا تبكي ، لا تبكي ))
وانطلق مسرعاً باتجاه دورة المياه وغسل وجهه ليخفف من نزول الدموع لكن لا فائدة
نظر أوس الى نفسه في المرآة (( لماذا كل هاذا الضعف يا اوس؟ اكل هذا لأجل فتاة ؟ نعم فهي فتاة طيبة ورائعة وتعرف كيف تتعامل معي ،، لكن يمكن أن تكون قد استغلت اخراجك لضعفك امامها لصالح اهل القرية ، لا لا فهي طيبة ، لكن قد تتصنع الطيبة ))
ومع اخر جملة ، هشم أوس المرآة الى قطع صغيره ، وسال الدم من بين اصابعه المرتجفة ...

مشى وحطم كل شئ في طريقه
الأواني ، الزهريات ...
شعر بغضب ، ورغبة بقتل اي شخص ...
انقطعت الدموع لتحتبس داخل جسده وتجبره على اخراج طاقته الغاضبة والمدمرة
انزل كل الصور المعلقة على الجدران ورماها ..
دخل الى المطبخ ورمى كوب القهوة على الجدار ، لتتناثر ذرات القهوة على ارضية المطبخ وجدرانه ...
ثم وصل الى غرفة نومه واخرج كل ثيابه من الخزانة وبدأ بريمها قطعةً تلو الاخرى ...
ومنها ما كان يمزقها ..

حتى أمسك بيديه الصلبة ذلك المعطف ، الذي يحل رائحتها ، وكان قد ادخله الى الخزانة ولم يلبسه بعدها ..
قام بضم المعطف بين يديه ، وقربه من انفه ليشمه ، وما أن تغلغلت رائحتها الى دماغه حتى خدرته ...
وتنجرف دموعه على وجنتيه ، ويرتجف ويترنح بينما مشى الى السرير
رمى نفسه على سريره وضم المعطف اكثر بين ضلوعه وبكى بقوة (( احتاجك آنّا ، أين أنتي ، تعالي أرجوك .. نانا ))

بقي على هذه الحال حتى غفى في مكانه دون غطاء يحميه من البرد والمرض ..

أما آنّا...
ظلت ريناد تقنعها بأن تحضر بعض الحلويات وتذهب بها لأوس ، حتى اقتنعت ..
فقامت بصنع كعكة وزينتها وقررت زيارة أوس وتناول الكعكة معه ..
طلبت آنّا من ريناد أن تذهب معها لكنها رفضت
كانت ريناد تريد ان تبقي اوس وآنا لمفردهما حتى يتفاهما اكثر وتشتد علاقتها .

وصلت آنّا الى منزل اوس وطرقت الباب عدة مرات ولم يجب احد
خافت آنّا ...
وخزها قلبها بشدة
فقررت الدخول لتطمئن على حال أوس
فتحت الباب (( دخلت يا أوس ..))
لكنها صعقت عندما رأت حال المنزل ، وقد كان مقوباّ رأساً على عقب

تركت الكعكة على الطاولة
وانطلقت مسرعة الى غرفة أوس
وعندما دخلت ، وجدت أوس يرتجف من البرد على سريره وكانت حرارته مرتفعه ، ممسكاً معطفه بين يديه وينادي (( نانا ))
عرفت أفنان انه قد اصيب بالحمى ...
اسرعت وحاولت سحب المعطف من بين يديه لكنها لم تستطيع فقد كان يمسك به بقوة ، ثم غطته ووضعت له الكمادات الباردة
نزلت ورتبت المنزل ونظفته ...
ثم عادت وبدلت الكمادات له ، وجلست الى جانبه تتأمله بهدوء

تحرك جفن أوس ، وبدأ بفتح عينيه بصعوبة ...
وعندما فتح عينيه ، نظر إليها وابتسم (( نانا ))
ابتسمت هي الاخرى له (( ارتاح يا أوس فأنت مريض ))

لكن استيقظ عقله وصرخ بـ لاااا
فجلس أوس معتدلاً وقال (( ألم اطلب منك الا اراكي مجدداً ))

عَالَم آخر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن