°• ٢٠ •°

29 2 0
                                    

عادا الى القرية ...
ولم يتحدثا بتاتاً في الطريق ، بل كانت هي خلفه وهو في الامام
كان يتجنب النظر اليها

وما أن وصلا للقرية حتى رأتهم ريناد وصاحت (( عادت آنّا ، عاد اوس ))
ثم ركضت نحو آنّا وعانقتها ..
بينما خرجت والدتها من منزلها وصاحت (( ابنتي ... خفت الا أراكي ثانيةً يا صغيرتي ))
خرجت والدة أوس واتجهت اليه وقالت (( حمداً لله على سلامتكما ، لقد اخفتني عليك يا أوس ))
نظر إليها
تلك النظرة الباردة ... ثم أومأ لها بمعنى حسناً
ووضع يديه في جيب معطفه
وتوجه نحو منزله
نظرت إليه افنان مبتسمة بينما كان يبتعد وتمتمت (( نانا ))

رمى نفسه على السرير
وعاهد نفسه بألا يختلط بهم وخصوصاً آنّا
تنفس بعمق
فتسللت رائحة عطرها التي تعلقت بمعطفه الى انفه
قرّب المعطف من وجهه اكثر
وبدأ يشمه ...
وكأنه لا يريد أن تغادر رائحتها انفه وذاكرته
لآكن عقله صرخ بلااا ...
وكأنه يطلب منه أن يستجمع قوته ...
لكن قلبه طغى هذه المرة
فبكى بينما كان يشم رائحتها ..
ثم وقف ، وذهب الى دورة المياه وغسل وجهه وقال امام المرآة (( كن أقوى أوس ، لا تضعف أبداً ))

أما عند آنّا ..
فقد كانت جالسة وحدها تحت الشجرة وتتذكر ما حدث في الكهف وتبتسم ...
كان الجو بارداً جداً ، لذا ذهبت ريناد اليها واحضرت معها معطفاً صوفياً لتضعه على كتفي آنّا
ابتسمت آنّا بهدوء دون أن تنظر الى صديقتها وقالت (( شكراً أوس ))
لكنها عندما أدركت ما قالته نظرت الى ريناد وقالت (( أقصد ريناد ))

ضحكت ريناد على عفوية آنّا ..
ثم نظرت الى صديقتها وغمزتها بعينها (( إذاً تفكرين به آنّا ))
احمرت وجنتا آنّا خجلاً واشاحت نظرها عن ريناد وقالت (( ربما ))
سألت ريناد صديقتها بعد صمت دام عدة دقائق (( أفنان ما الذي جرى عندما جاء أوس لانقاذك ؟))
ارتبكت افنان فهي لا تعرف كيف تجيبها وماذا ستخبرها ،، فقالت (( لم يحدث شئ ، فقط جلسنا في الكهف حتى انتهت العاصفة ))
(( ألم تشعرا بالبرد )) سألت ريناد مجدداً وقد ظهرت علامات غريبة في عينيها اخجلت آنّا ...
(( توقفي ريناد لا تفكري بهذا ، فأوس لا يفعل هذا ،، ثم أن أمي لم تسألني كل هذه الأسئلة )) قالت افنان بصوت اشبه للصراخ ودون النظر الى وجه ريناد ...
ضحكت ريناد على آنّا بهستيرية ، وبعد أن توقفت عن الضحك قالت (( أتحبينه يا آنّا ؟))
(( أحبه !؟!؟)) اجابت آنّا بلهجة أقرب للسؤال

كانت آنّا تفكر بـ هل تحبه حقاً ؟
هل هي تهتم لأمره لأنها تحبه ؟ ام لأنها تشفق عليه ؟
سرحت بفكرها بعيداً ..
ليعيدها صوت ريناد الى الواقع ..
(( آنّا آنّا ما بك ؟ كل هذا لانك تحبينه ؟)) سألتها ثم بدأت تضحك من جديد ...
وقفت آنّا وقد اشتعلت وجنتاها من الخجل وقالت (( سأذهب لآخذ حماماً ساخناً ، اراكي لاحقاً ريناد وداعاً ... ))
ثم ذهبت تاركةً خلفها ريناد تضحك بقوة وتقول (( وداعاً وداعاً ))

لكن ..
توقفت ريناد عن الضحك عندما شعرت بوخزة في صدرها تؤلمها
وقفت ونظرت الى السماء وقالت (( اذا كانت آنّا تحبه ، سأساعدها على أن تكسب قلبه ، حتى أن احببته أنا أيضاً ))
ثم أخذت نفساً عميقاً وزفرته بقوة وابتسمت (( أوس اخ وصديق فقط بالنسبة لي ، فهو مخيف بعض الشئ ، لذا سأساعد آنّا ))
توسعت ابتسامتها ، وانطلقت ذاهبة الى منزلها مصرة وعازمة على مساعدة آنّا ...

أما أوس ..
فقد كان يحاول أن يشغل نفسه
بأي شئ واي عمل ..
حتى ينسى آنا وما حدث معها

جلس في غرفته يحاول الرسم ، لكن كلما انهى رسمته ونظر إليها وجدها تشبه افنان في شئ ما ..

عَالَم آخر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن