°• ٥ •°

67 5 23
                                    

عادت الفتاة بطبق طعام كبير ..

ووضعته امام العائلة ، وقالت (( أتمنى أن ينال اعجابكم ))
استدارت وسرعان ما أوقفها صوت صراخه كالعادة ..
(( لقد قلت انا جائع ، وقلت احضري الطعام لي انا ، وليس هم ))
شردت الفتاة قليلاً ..
ثم ابتسمت ..
أجل ابتسمت ..

قامت بوضع القليل من الطعام - اي بما يكفي لإشباع أوس - في الانثناء الذي شكلته بفستانها ..
ونقلته باتجاه أوس ..
جلست الى جانبه ، وراقبته بينما كان يأكل ..
همست (( أنا أعتذر ، فلم انتبه لطلبك جيداً ))
أومأ لها بتفهم ، وتابع تناول طعامه ...

اعتذرت ،، أجل اعتذرت
رغم انه صرخ في وجهها .. اعتذرت
وقد أخطأ في حقها .. اعتذرت
أيعقل انها اعتذرت بسبب انه اخطأ ؟
اعتذرت على خطأ لم ترتكبه ؟
مستحيل ... !!

(( لقد أزعجتيني بنظراتك هذه ، ماذا تريدين ؟ )) .. سأل أوس وهو مغمض العينين
تفاجأت الفتاة منه ومن ادراكه لها ، فقالت (( أراقبك !؟ ... ،))
كان جوابها سؤالاً اكثر من ان يكون اجابة ..
وقد ازعجت اجابتها أوس ، الذي نظر إليها بحقد وألم (( ومن سمح لكي بذلك ؟ أظن أنكي لم تستشيريني !!))
ابتسمت ورفعت بصرها للسماء ، دون اجابة ..
مما استفز أوس ، وجعله يفقد اعصابه ، وينهرها (( أتعلمين ماذا حصل في اخر مرة قررت فيها فتاة ان تراقبني .. دون اذن ؟! ))
(( مممم لا )) ... ردت ببساطة
ردت دون أن تعلم انها حركت داخل أوس عاصفة ..
عاصفة غضب من برودها ، او من عدم خوفها منه
(( قتلت ، او قتلتها .. أعني ماتت )) ... صرخ لتلتفت هي اليه بانصات ، ثم وضعت يدها على خدها وكأنها تطلب منه أن يتابع

عندما لاحظ أوس عدم خوفها منه ، وعدم ابتعادها عنه لمجرد صراخه ،، أشاح نظره عنها وتابع طعامه ..

وفي تلك الاثناء انتبه الوالدان إلى ابنهما ..
وانه بدأ بالحديث مع تلك الفتاة الغريبة ..
حينها فقط ادركا انهما لم يعرفا اسم تلك الفتاة او اصلها
او من اين جاءت ؟
وضعا كل املهما على أوس ، فربما سألها ،،
لكن الصعب في الموضوع ، أن اوس وان علم كل تلك المعلومات فهو لن يخبرهما أبداً ..
لذا قررا أن يسألاها عندما تبتعد عن ابنهما ..

بعد أن رأت الفتاة أن الصمت قد زاد وعلا صوته في المكان
قررت أن نبدأ هي بالحديث ، فسألت (( كم عمرك ؟))
(( لا أظن ان هذا يهمك ..)) بروده كان يجعلها تبتسم اكثر
لم تشأ أن تقطع الحديث معه فسألت مجدداً (( كيف وصلتم الى هنا ؟))
نظر لها أوس نظرة جانبية ، وكأنه يهددها ،، لكنها عندما لاحظت انزعاجه ونظراته الملتهبة .. ابتسمت ، وكأنها لم تفعل او ترتكب اي خطأ
أدار أوس نظره بعيداً ..
وسألها (( أتعنين أننا لسنا على الأرض !؟))
ثم عاد ونظر في عينيها السوداوين ، وكأنه اعلن التحدي
(( ممم لا ، نحن نسمع كثيراً عن الارض لكن لا ،، انتم هنا على ارض فراترنيتاس ... ))
أومأ ببرود ، وتابع طعامه بهدوء ..

أزعج الصمت تلك الفتاة ، فقررت أن تعرف بنفسها ..
(( اسمي افنان ، وينادونني آنا ، عمري ١٦ سنة ، وأنت ؟! ))
نظر لها ثم ابتسم ، وامال نفسه باتجاهها قائلاً (( لم اطلب منكي أن تعرفي عن نفسك يا أنتي ، واياكي أن تتحدثي مرة اخرى دون أن تطلبي الاذن أولاً ، فقد أزعجتيني ))
ثم ابتعد ليترك لها المجال لتفكر ...
نظرت له ، ودون أن تفكر بالعواقب وضعت يدها على كتفه ووقفت (( كما تريد آسفة لازعاجك سيد لا اعرف ما اسمه ))
نظر لها ، وازاح يدها عن كتفه ..
فابتسمت وغمزت له بعينها واستدارت ماشية نحو الغابة ..
(( بالمناسبة اسمي أوس ، عمري ٢٠ عاماً ، واعجبتني جرأتك يا فتاة ))
قالها كاسراً كل التوقعات ، اذ لم يصمت او يغضب من جرأتها ..
أو ربما طيبتها المفرطة ...

عَالَم آخر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن