°• ١٨ •°

31 3 0
                                    

تبدل الجو ...
وحل فصل الشتاء
كان فصل الشتاء بارداً ، كأعصاب أوس ومشاعره
وما زال أوس على حاله ، لكنه كان يفضل الجلوس وحده في منزله ، فلم يكن يسمح لأحد بالدخول إليه ورؤيته
حتى والدته ...

في احدى الليالي الهادئة ...
عصفت الثلوج عليهم
كانت آنّا حينها تجمع الحطب في الغابة ، وعلقت بين الثلوج ...
كانت والدتها تبكي وتنظر باتجاه الغابة ، علَّ طيف ابنتها يظهر من بين كل تلك الاشجار والثلوج ...
كانت والدة أوس تبكي مع والدة آنّا وتربت على ظهرها بخفة
سمع أوس الضجة في الخارج ، فقرر ان يخرج ليصرخ بهم
(( ماذا يحدث الا أستطيع أن آخذ قسطاً من الراحة ؟))
(( آنّا بالغابة يا أوس )) قالت ريناد وسط دموعها

لا يرسل
لا يستقبل
هكذا كان اوس حالما سمع الخبر

اهتم ؟! اجل أهتم
خاف على افنان من البرد
ومن أن تتجمد ضلوعها بين ثنايا العاصفة

لم يفكر ولم يتردد ، بل انطلق مسرعاً باتجاه الغابة ليبحث عنها
صرخت والدة آنّا (( لا يا بني ستقتلك العاصفة ، لا تذهب ))
صرخت والدته (( أوس بني ))
صاحت ريناد (( ستتجمد يا أوس ، لا تذهب أرجوك ))
وصاح بعض رجال القرية (( توقف ))

مشكلته انه عنيد ..
وقف لبرهه ، ودون أن يستدير تابع طريقه ، لتغطي العاصفة خياله

كان يمشي بصعوبة بسبب الرياح القوية ، كان يصرخ بأعلى صوته (( افنان ، آنّا ، أين أنتي ؟... افنان .. آنّااااااا ))
لكنها في جزء من الغابة متجمدة ، ترتجف من البرد ، اناملها تحولت للّون الأزرق ، وارتمت على الارض لتقع منها اعواد الخشب الصغيرة التي جمعتها لأجل الحطب ...

ظل أوس يبحث عنها ، الى أن وصل المنحدر
منحدر الذكريات ...
ذلك المنحدر الذي يحمل جزءاً من ذكريات أوس

وصل اليه ،، وقف ونظر باتجاهه ، تذكر آنّا عندما كانت تغني هنا وسمعها لاول مرة ...
صاح (( سأبحث عنكي لن اترككي وحدك ))
ثم تابع طريقه حتى وصل الى الكهف الذي جلس فيه تلك المرة ..
مر بجانبه ، لم يدخل
مشى متابعاً طريقه ،، لكنه توقف لبرهه
شئ ما اجبرهه ليعود وينظر الى داخل الكهف
عاد ونفض الثلج عن الاغصان الميتة الموجودة على باب الكهف
ودخل ليتفقده ...
وأغلقت العاصفة باب الكهف مجدداً ، لأنها اشتدت اكثر بعد دخول أوس للكهف

استيقظت آنّا على صوت احتراق الحطب
رأت طيفاً لشخص يجلس الى جانب النار ويقابلها بظهره
عرفته ...
أوس ...

(( أوس ما الذي تفعله هنا )) سألت بينما اعتدلت بجلستها
(( ابحث عنكي )) أجابها دون ان ينظر اليها
(( شكراً لك ، لكن أين نحن ؟)) تقدمت وجلست الى جانب النار بجانب أوس
(( بالكهف ، ووجدت هذه الاغصان واشعلتها ، لن نستطيع العودة لان العاصفة اشتدت كثيراً )) اجاب أوس ثم نظر إليها ووجدها ترتجف
قام وخلع معطفه ووضعه على كتفيها
ثم عاد وجلس في مكانه
ابتسمت آنّا (( شكراً لك ))
اكتفى باغلاق عينيه ولم يجب
(( كيف أشعلت النار ؟)) سالت افنان عندما لاحظت عدم وجود اعواد ثقاب في المكان
(( عن طريق الاحتكاك )) أجابها متردداً
فقد تذكر رحلة التخييم وما نجم عنها
(( إذاً ام يكن مكوثك بالغابة بلا فائدة )) قالت مبتسمة بينما شردت انظارها بين النيران

شعر كلاهما بالدفئ فجأة ..
وعم الصمت أرجاء الكهف المظلم ، الذي لم يشعله سوى ضوء النيران
صوت العاصفة
وقرع الثلوج على جدران الكهف
فقط ..
لم يتكلم اي واحد منهما
الى أن قطع ذاك الصمت صوته البارد
(( نانا ؟))
(( نانا ؟! )) اجابت افنان بسؤال مستغربة
(( حسناً آنّا )) أجابها
(( لا لا يعجبني .... )) ردت مبتسمة ، ثم بدأت بتجريب وقع الاسم او اللقب الجديد على لسانها
(( نانا نانا )) ثم ضحكت بخفة ...

عَالَم آخر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن