°• ٢١ •°

30 2 0
                                    

كان أوس يمشي في منزله ذهاباً وإياباً ...
يشعر بالملل ..
ثم جلس على الارض بضجر ..
سمع صوت طرق على الباب ..
فوقف بسرعة وذهب ليفتح الباب ..
لكنه توقف
تذكر انه لا يريد رؤية احد ، وخاف أن يكون الطارق هو آنّا
فقرر ان يبتعد عن الباب ، لكن أوقفه صوتها (( أوس بني افتح لي فأنا والدتك ))

والدته ...
نعم والدته ...
ابتسم بسبب غباءه
فقد كان يظن انها افنان
هو لا يعلم حتى لماذا يفكر بها
كانت تشغل تفكيره بصورة مرعبة
وكلما حاول ابعادها عن تفكيره ، عادت دون سابق انذار

تقدم أوس وفتح الباب لوالدته (( ماذا ؟))
(( اريد الدخول )) قالت مبتسمة ..
ليغلق هو الباب بينما كان يقول (( لا ، لا أريد أن يزورني احد ))
ظلت السيدة تنظر الى الباب بانكسار ..
ثم عادت ادراجها خائبة

افعلت افنان كل هذا بأوس ؟
لقد خاب ظنه ..
فقد اعتقد أن الطارق سيكون آنّا..
لكن ..
ألم يطلب هو منها الا تأتي ؟
ألم يخبرها بأنه لا يريد رؤيتها ؟
ألم يختر هو كل ذلك ؟
إذاً .. لماذا غضب عندما لم تاتي ؟

غريب هذا الفتى ...

عاد وجلس على سريره ، ووضع رأسه بين يديه
شعر بضجيج بسبب الصراع بين قلبه وعلقه ..
كان عقله يصرخ ،، كرامتك
وقلبه ينادي ،، آنّا

وبعد فترة ...
كانت آنّا تكتب في دفترها وتدون بعض الملاحظات وتكتب بعض العبارات اللطيفة ، عندما طرقت ريناد باب غرفتها ..
دخلت ريناد وجلست تراقب آنّا بهدوء ، وعندما انتهت آنّا نظرت الى ريناد وابتسمت (( تبدين سعيدة يا صديقتي ))
ابتسمت لها ريناد (( بصراحة ... آجل كثيراً ))
وقفت افنان وذهبت وجلست الى جانبها (( أستخبرينني لماذا ؟))
لكن ريناد تصنعت الحزن وقالت (( وهل السعادة تحتاج الى سبب ))
ثم ضحكت الصديقتان بصوت مرتفع ..

إلا أن آنّا عبست قليلاً ، بينا فكرت بـ لماذا لا يستطيع اوس أن يشعر بالسعاده ؟

قد تكمن السعادة في قطعة حلوى ..
أو ربما لقاء شخص عزيز
قد تكون السعادة بلا سبب
وقد تفرح لخلو عقلك من المشكلات والقضايا

لكن أوس لا ..
فلا يستطيع الشعور بها
لان عقله اعتقد أن سعادته ستكون ببعده عن الناس
لكن قلبه كان ينادي بعكس ذلك
فنشب صراح بينهما ، بين عقله وقلبه ،، نتج عنه حزن عميق
فهو يشعر بخربطة ..
افكاره مشتتة ..
يريد قلبه شيئً يرفضه عقله
مشاعره تحتاج آمراً يرفضه كبرياءه
و لا يعرف ما الحل ..

وبينما كانت آنّا تفكر ، شعرت بيد تهز كتفها ، نظرت ووجدت ريناد تنظر إليها بتعجب ..
توقفت ريناد عن هزها وابتعدت عنها (( هاه ، أوس مجدداً ، صحيح ؟ )) ثم غمزتها بعينها
خجلت افنان من صديقتها لكنها قالت (( صـ..صحيح ))
ابتسمت ريناد ووقفت وصفقت بيديها (( إذاً ما رأيك بأن نزوره ؟))
نظرت إليها آنّا وابتسمت وبدأت تقلب الفكرة داخل رأسها
لكن سرعان ما تبددت ابتسامتها عندما تذكرت أن اوس طلب منها الا يراها مجدداً حيث قال ... الأفضل أن لا أراكي

جلست ريناد الى جانبها وقالت (( ما بك ؟! ))
نظرت افنان إليها وقد هربت دمعة من عينها (( طلب الا يراني بعد أن انقذني في العاصفة ، لذا لا أستطيع الذهاب اليه ..))
(( العاصفة ، اي قبل شهر تقريباً )) ردت ريناد متفاجئة
هزت آنّا رأسها لتوافقها على ما قالته
استأنفت ريناد (( في الواقع أوس لم يكن يقبل رؤية احد حتى والدته ولا احد يعلم ما السبب ))
نظرت افنان الى النافذة حيث كان تمطر وقالت في نفسها .. أنا السبب فلو لم يظهر ضعفه لي تلك الليلة لكان بخير وما اضطر لاخفاء نفسه فقد شعر بأنه ضعيف بسببي ..

يالطيبتك آنّا ...

عَالَم آخر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن