ابتسمت آنّا لمجرد قبول أوس بأن يعيش معهم ...
لم تكن تعلم الى ماذا يخطط ..
لكنها ابتسمتبدأ اهل للقرية ببناء منزل اوس
تعاونوا جميعاً على بناءه
كانوا فرحين
لم يفكر احد منهم بما قد يحدث بسبب وجود أوس معهم
كانوا يعملون بسعادة
ويغنون في بعض الاوقاتجلس اوس بعيداً عنهم
يراقبهم ، وقد وضع في فمه غصن شجرة اخضر ، كان سعيداً لمجرد نجاح اول جزء من خطته ، سرح بعيداً بخياله ، شرد وعصفت عليه الذكريات ...
لكنه نفض راسه يميناً ويساراً ، ليبعد ذكرياته المزعجة ، فهو لا يريد أن يبكي او أن يكون او أن يتعكر مزاجه الآن ...
شعر بجلوس شخص الى جانبه ، شخص غريب لم يعتد أن يشعر بوجوده ، نظر الى وجه ذلك الشخص ورفع احد حاجبيه ، عندما ادرك انه لا يعرفه او ... لا يعرفها
(( من ،!؟)) سأل أوس مستغرباً ، فهو لا يعرفها
(( ريناد .. صديقة آنّا)) ابتسمت وعرفت بنفسها بهدوء
أشاح بنظره عنها ، وتابع مراقبته للرجال وهم يبنون المنزل
(( لا لا لا ، لا اريد أن تضعوا تلك الزهور البيضاء فأنا لآ أحبها ، ضعوا الحمراء بدلاً منها ))
صرخ بينما لم يتحرك من مكانه انشاً واحداً ..
(( هههههههه )) ضحكت ريناد بصوت مرتفع ، لتحث أوس على النظر اليها ويبتسم ..
ابتسم !!! أجل ... ثم تذكر انه لا يجوز ان يفعل ذلك ، فأشاح بنظره عنها وسال ببرود (( ما المضحك يا أنتي ؟))
(( أنت )) أجابته المسكينه بهدوء
وكأنها أمسكت المقص الذي سيقص رأسها واعطته لأوس حتى يقتلها
انفجر غضباً ..
انها تستخف به ..
اجل انها تضحك عليه ..
(( وهل ترينني مضحكاً يا آنسة ؟)) سال صارخاً
وكعادة اهل القرية يخلقون الاعذار مهما كان جرم المجرم ، اعتذرت ريناد بهدوء ..
ثم اردفت (( لم أقصد ، أنا آسفة ، لكنني قصدت انك لا تحب الزهور البيضاء بل الحمراء ، وهذا دليل على انك تحب الالوان الملفته ، اي انك تريد ان تلفت الانتباه الى منزلك الصغير ذاك ))
ابتسمت ، ولوحت بيدها الى منزله مع اخر كلمة ..
ابتسم وقال (( ذكية ... لكن مالا تعلمينه ،، هو انني احب اللون الاحمر لانه لون الدم ، وليس لانه ملفت ،، اما الابيض فيعني السلام وهذا لا يتوافق مع الدم ، افهمي شخصية من تحادثيه قبل أن تحكمي على رأيه ...))
وعندما قال اخر جملة ، رفع حاجباه معاً ..
مما لفت انتباهها ..لا ، لم أقصد ريناد
بل قصدت افنان .
رأته آنّا يحادث يناد بعفوية ، فهذا ما دلت عليه حركته عندما رفع حاجباه معاً ، لكنه كان يحادثها بحذر ، وكان لا يقبل جلوسها الى جانبه او الحديث معه في بعض الأحيان ..
اشتعل عود ثقاب صغير في قلبها ، شغرف بوخز ضعيف في قلبها ، أحست بشئ لم تحس به من قبل
الغيرة !؟
ربما ...كانت آنّا تربط الزهور ببعضها لتكون عقداً جميلاً ، وتهديه لأوس بعدها ، عندما رأت حركته العفوية تلك وآلمتها ..
أرخت رأسها ، وأنزلت عينيها نحو العقد ، اكملت صنعه مع الدموع ، لكنها لم تكن تعلم سبب بكائها ، هي فقط كانت تبكي لأنها تألمت عندما رأته مع صديقتها ..
لم تكن تعلم انه كان يوبخ ريناد بطريقته الملتوية الهادئة التي تنذر الذكي بالخطر ..أما أوس وريناد فقد ساد الصمت بينهما بعد ما فعله اوس من توبيخ هادئ لريناد ...
جاءت آنّا ...
بعد أن انهت عقد الزهور ، ومسحت دموعها الساخنة ، لتكسر حاجز الصمت ، ووقفت امام أوس ، ليرفع هو نظره تجاهها ، وتضع عقد الزهور حول عنق أوس وتبتسم ...
(( هذا هدية صغيرة مني لانك صرت بيننا الآن )) قالت آنّا ، لترغمه على الابتسام ..
وقال (( جميلة ، ورائحتها عطرة ))
![](https://img.wattpad.com/cover/83234680-288-k624587.jpg)
أنت تقرأ
عَالَم آخر
Adventureفي مكان ما ... من هذا الكون الواسع .. يوجد عالم غريب ، عالم يختلف عن عالمنا .. عالم يعيش فيه بشر مثلنا ؛ الا أن الانانية والحقد انتزعت من قلوبهم فماذا سيحدث لو عاشت عائلة من عائلات عالمنا فيه ؟ وكانت هذه العائلة إحدى العائلات السيئة المدرج اسمها ت...