°• ١٢ •°

41 4 0
                                    

جلست افنان على جذع شجرة ...
وذرفت دموعاً آسفة على ما حصل

كانت تريد ان تساعد أوس ، لآكنه في كل مرة يرفض مساعدتها
في كل مرة ينهرها
في كل مرة يمنعها من الحديث معه
... لم تكن خائفة منه ، بل عليه
خافت أن تضغط عليه في طلبها والحاحها فيزعجه الأمر ..
لم تكن قادرة على القيام بأي شئ
كانت فقط تبكي بصمت ..

في زاوية أخرى ...
من هذه الغابة الصغيرة ...
كان هو يسبح في مياه النهر
ثم خرج واسطاد سمكة وطهاها ،، ثم اكلها ...
جلس حتى اغربت الشمس
شعر ببعض الملل ، فقرر ان يمشي قليلاً ..

كانت هي جالسة في مكانها ؛ عندما سمعت صوت أقدام
خافت قليلاً ، لآكنها ارادت أن تعرف من هذا
لحقت خلفه ببطؤ
رأت ذلك الطيف يمشي ويركل بعض الصخور بقدمه
لكنه توقف قليلاً ..
التفت خلفه عندما شعر بأن هناك احد يتبعه
واختبأت ، ونظفت حلقها من غصة خائفة كانت تخنقها
لآكنه التف وتابع طريقه ...
عرفت عندما التفت من يكون ...
انه أوس ..
فرصتها لتكلمه ...

وبعد عدة خطوات ...
جلس أوس على منحدر
لحظة ! ...
إنه نفس المنحدر الذي كانت ستقع عنه

سمعت صوته يتمتم ،، لم تفهم ما كان يقوله ..
لكنها توقعت انه يشتم القرية واهلها
وبالفعل ...
هذا ما كان يقوم به ..

اقتربت منه بهدوء
وبدأت تغني بينما جلست الى جانبه ...

ما من ، أغصان ..
تبقى عارية بردى حتى آخر الزمان
ما من ، أحزان ..
تبقى جارفة نهراًً الا ويبددها النسيان
ما من ، ظلام ..
يبقى ويغطي الدنيا الا ويبدده النور
ما من ، طغيان ..
يبقى يقهر نفوساً طالما شعرت بالخذلان
فلنشعل الشموع ونبدد الظلام ...
ولنطرح بالسما حمائم السلام ...
فعلاً لا كلام ...
سنمشي للأمام ...
ونحقق كل الأحلام ...

وعندما سكتت ...
ساد الصمت ..
حركت بداخله كلمات وذكريات ومشاعر ،، لم يكن من المفترض أن تتحرك
خطأ ...
لا يجوز ان تتحرك ،، ... هذا ما كان يفكر به أوس

فجأة ودون سابق انذار ...
(( آنا !! )) ...
نادى أوس بصوته المهزوز على افنان التي ارتجف قلبها لمجرد سماع احرف اسمها من بين شفتيه
هي لم تفرح لانه ناداها .. لا
لقد ناداها اكثر من مرة بذك الاسم
لآكن هذه المرة ،، كانت مختلفة
لقد كان صوته مهزوزاً ، مؤلماً ، ضعيفاً
أيعقل انها نجحت في تغييره ؟؟

ردت بسرعة وسعادة (( ماذا ؟ أؤمرني !! ))
نظر إليها ...
فلاحظت تلك البلورة التي تتعارك مع رمشه لتنزلق على وجنتيه
كان يمنعها ..
لا يريد أن يبكي امام احد
لآكنه لم ينجح
فسرعان ما ركضت دمعة ساخنة على وجنته ،، لم ينتبه لها فقد شرد بعيداً ... بعيداً جداً عن ارض الواقع ..
مدت افنان اناملها ومسحتها ..
أحست بحرارتها ..
لقد كانت ساخنة جداً ..
يبدو انه وضع كل الآمه وذكرياته فيها ..

(( تكلم أوس ما بك ؟ )) قالت بأسف ، حزنت لمجرد رؤيتها دمعة واحدة منه ،، باعتباره رجلاً صلباً ، لا يهاب شئً

(( ماذا ستفعلون بي ، أين سترسلونني هذه المرة !؟ ))
سأل بحيرة ، ويبدو انه كان يصارع ذاته لاخراج هذه الاحرف من فمه

صدمت افنان منه ...
ماذا يقصد ؟!
لم تفهم ما معنى كلامه !!
شعرت بوخز في قلبها
لقد كان ...
كان يتألم
لقد هزم أوس ..
لقد انهزم هذا الشاب العنيد ، القوي مجمد المشاعر

لكن سرعان ما تبدد حزنها ..
عندما أدركت أن اوس شخص صعب
متقلب المزاج ..
فقد وقف قائلاً (( لا يهم ،انا لا اهتم ... واخبريهم اني لست خائفاً منهم ))
استدار لينصرف فأوقفته (( أوس توقف أرجوك ))
لآكنه لوح بيده لها دون أي كلمة .. وغادر

ابتسمت ، فقد أظهر لها ضعفه للحظات .. ثم ودعته راحله ...

عَالَم آخر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن