°• ١٤ •°

46 3 0
                                    

عاد وجلس على طرف ضفة النهر ...
انزل أقدامه لتداعبهما امواج النهر الخفيفة
مازال مبتسماً لفكرته وخطته العظيمة ...

تذكر تلك الورقة فقرر فتحها ..
فتحها وبدأ يقرأ كلماتها بهدوء ...
((( مرحباً اوس ..
أرسلت لك هذه الورقة مع قطتي .. باتي ... لان والدتك أخبرت الجميع بانك لا ترغب برؤية احد
احببت ان اعلمك أنني قد حضرت لك الإفطار على ذلك المنحدر الذي التقينا عنده وسمعتني وأنا اغني عنده و كنت سأقع من فوقه ...
أتذكر ؟!
آمل ذلك ...
والآن ..
لا تنسى الإفطار ، فأنا تعبت لاحضره من اجلك
اهل القرية يرغبون برؤيتك فلا تخذلهم
أنتبه لنفسك جيداً

أراك قريباً ..

مع اطيب الامنيات .. آنا ❤ )))

لسوء حظه ...
كان يبتسم عندما قرأ الرسالة
أجل لسوء حظه .. فقد صفع نفسه حتى تختفي تلك الابتسامه الغبية كما اسماها ....
اصدرت عصافير معدته اصواتاً تنذر بالجوع ، فقرر ان يصتاد السمك
حاول
ثم حاول
ثم حاول مجدداً

لكن لا شئ ، لا اسماك ، يعني لا افطار
اشتعل الغضب في عينيه
لكن معدته صرخت مجدداً بأنها جائعة

تذكر الرسالة
وتذكر الإفطار الذي حضرته آنا ...
قرر ، وأخيراً أن يذهب

حمل نفسه وذهب ، وهو يلعن نفسه الف مرة لانه استجاب لطلب فتاة مع انه اقوى من ذلك ...
كان يمشي خطوة ويتراجع الف خطوة ، لكن معدته تحفزه على متابعة السير والتقدم ... فقد كان جائعاً جداً ويريد أن يتناول الطعام بأي طريقه كانت

اقترب من المكان فسمع صوت دندنة ...
لم يفهم كلمات الأغنية فقد كان الصوت منخفضاً
اقترب ...
وعرف صاحبة الصوت
آنا ..

جلس دون أن تراه ، واغمض عينيه وبدأ بتناول الطعام بهدوء
أحست آنّا بوجوده فابتسمت وتوقفت عن الدندنة
استدارت والتفتت لتقابله ..

(( إذاً أتيت ، لقد توقعت ذلك )) قالت مبتسمة ومتحمسة للحديث معه
(( لم أكن سآتي لكن لا سمك في النهر )) متابعاً هدوءه وإفطاره ، ببرود كالعادة ..
ضحكت بهستيرية ، فتوقف أوس عن تناول الطعام ونظر إليها ، وبلا وعي او شعور ابتسم تلقائياً بطريقة ضحكها ..
ثم توقف عن للإبتسام وسألها (( لما الضحك ؟ فانا احب الاعتماد على نفسي ))
توقفت ومسحت دموع السعادة عن جفنيها وقالت (( الاسماك في هذا الوقت من العام تتبئ صباحاً لان الجو يكون بارداً جداً في الصباح ، فتكون المياه باردة عليها وعلى صغارها ، يبدو انك لا تقرأ كثيراً يا أوسي الصغير ... ))

توردت وجنتيه من الخجل ،، فقد كان اشطر طلاب المدرسة قديماً واكثرهم ثقافةً وعلماً ..
أنا الآن ، فهو لا يستطيع أن يقدر مستواه التعليمي ؛ فهو قد نسي ما يدعي بالقراءة والدراسة

تمتم بخجل (( لا يهم ))
وقفت آنّا ، ونفضت بقايا التراب عن فستانها الأخضر ، رفعت شعرها الاسود وربطته كذنب حصان ، ونظرت باتجاه أغصان الأشجار العالية المتشابكة ..
بينما كان اوس يتناول الطعام ، ولا ينظر باتجاهها بتاتاً ...

(( أوس ، شبان القرية واطفالها ، يريدون التعرف عليك )) قالت آنّا ومازالت تنظر الى أعالي الأشجار ..
(( وما المطلوب مني !؟ )) قال أوس ببرود عندما وقف الى جانبها وقد انهى طعامه
(( هه لا شئ ، فقط أن احببت ان تتعرف على أحدهم .. )) قالت بإبتسامة وقد حولت نظرها إلى عينيه الرمادية .
(( لا لست بحاجة إليهم )) ثم ابتسم وقد تذكر خطته الذكية كما ينعتها
(( حسناً كما تريد ، أوس انظر الى هناك ..)) قالت آنّا واشارت الى أعالي الأشجار حيث كانت تنظر
نظر أوس فرأى طائراً أزرق اللون يطعم صغيره
كان المنظر لطيفاً ..
ام تطعم ابنها ..
(( أمك تحبك أوس ، ساعدها على أن تجعلك سعيداً )) قالت آنّا بابتسامة
(( انا سعيد هكذا آنّا )) قال مبتسماً ولم يشح بنظره عن الطائر الحنون

عَالَم آخر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن