°• ١٠ •°

47 5 2
                                    

(( هذا الولد يحتاج إلى تأديب ))
صرخ والد أوس عندما قصت عليه السيدة ما حدث ..
(( لا اهدأ أرجوك ، لا تذهب اليه ،، اتركه سيعي خطأه بنفسه ويعود ليعتذر كالسابق ))
قالت من بين شهقاتها المتقطعة ، كانت مصرة ان تدافع عن ابنها بالرغم مما فعله ...
(( افهمي يا امرأة ، ابنكي لم يعد كما كان )) صرخ السيد وقد صدر صدى لصوته في القرية ...
مما جعل اهلها يتجمعون على باب منزلهم ..

(( اهدأ يا سيد سنتحدث معه بالحسنى ))
قال كبير اهل القرية بينما أمسك الباقون بوالد أوس الذي كان عازماً على الذهاب اليه وتأديبه ...

سمعت افنان حديثهم ، خافت على أوس من والده
يالطيبتها ...!!
ركضت مسرعة لتحذر أوس ، دون أن تخاف منه
غريبة هذه الفتاة ؟
كيف لا تخاف منه وقد نهرها وحاول ايذائها اكثر من مرة ؟!

وصلت وقد انفطت أنفاسها ...
صرخت بالمكان (( أوس أين انت ؟ ))
خرج أوس من غرفته (( لا تصرخي أنا هنا ، ما الذي احضرك الآن ؟))
(( أوس اهرب حالاً والدك يريد ان يأتي الى هنا )) قالتها من بين انفاسها المتدهورة ...
(( لماذا سيأتي هو ،، لا داعي ليتعب نفسه ... ))
سكت لبرهة ثم ابتسم ..
(( سأذهب اليه أنا .. هه )) استأنف كلامه دون تردد
لكن آنّا الطيبة .. لن تسمح له
ومجدداً أمسكت بمعصمه ..
لكن هذه المرة كانت تبكي وتتوسله بأن يبقى
(( أرجوك أوس لا تذهب ، أن والدك في أوج غضبه ،، لا تذهب أرجوك ))
انتفض أوس لسماعه احرفها ..
هذه الفتاة تشعر أوس بأن قرار قوته خاظئ
ويشعر أوس عندما يراها بالضعف ..
لكنه لن يسمح لهذا الشعور بأن يغلبه ...
وإنتفض اكثر عندما ادرك امساكها ليده بأناملها الناعمة ..
(( ألم اقل لكي لا تفعلي هذا مجدداً ؟؟! ))
صرخ ونشل يده بقوة - سحبها بسرعة دون رحمه -
في حين تطايرت خصلاتها السوداء واحمرت وجنتها البيضاء بسبب انه ضربها بكفه الخشن ..
كان كل ما يهمه الآن والده ... يريد أن يعلم ما الذي اغضبه هكذا ..

مشى أوس بخطى واثقة ثابتة باتجاه القرية ...
وصل وقد كانت يداه داخل جيوبه
أليس مهتماً ..
وقف امام الجميع وصرخ (( أين انت يا من تسمي نفسك والدي ؟))

هدأت اعصاب السيد بفضل اهل القرية
وجلس على الأريكة واضعاً كيساً من الثلج على جبينه ؛ عله يخفف من غضبه ودرجة حرارته المرتفعة ...
لكنه عندما سمع صوت صراخ أوس ، اشتعل غضباً
وعندما ادرك معنى جملة ابنه ، خرج دون تفكير او حتى دون أن ينظر أمامه

انهارت السيدة باكية امام باب المنزل
فقد شعرت بأنها السبب بما يحدث ..
شعرت السيدة بأنامل باردة تمسح لها دموعها
إنها افنان ،،
تبكي أيضاً ..
وتحاول تهدئة السيدة والتخفيف عنها ..
رأت السيدة في افنان ابنتها ،، ابنتها التي حرمت منها
ابتسمت لها السيدة بتكلف ،، ثم رمت نفسها في حضن الفتاة
التي بدأت بالتربيت - الضرب بخفة - على ظهر هذه الأم
كانت افنان تتألم اكثر من السيدة ..
لكنها تحاول أن تسيطر على حزنها وخوفها

طيبة ... أجل ، لآكن ليس هي فقط
بل جميع اهل القرية كذلك
فقد كانت النساء تبكي
والفتيات خائفات
والاطفال يرتجفون
بينما كان رجال القرية يحاولون النقاش معهما
مع أوس ووالده ..
لكن لا فائدة
فأوس مجمد المشاعر ووالده غاضب لدرجة عدم استيعاب الاحداث من حوله ..

ظل كل منهما صامتاً للحظات ...
تعانقت نظراتهما
وفجأة ..
ضحك أوس ضحكةً مدويّة
استفزت السيد بشدة
ضحك أوس وكأنه لم يضحك منذ سنوات ...

غضب السيد وقال (( أترى بوجهي شئ ليضحكك ؟))
توقف أوس ..
وقال (( لا ، بل انت كلك مضحك يا سيد ،، أبي ))

تأزم الموقف ، وغضب والده أكثر ...

عَالَم آخر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن