أسرع وفتح باب منزله ..
أخرج رأسه (( أين ريناد ؟))
خرجت ريناد من بين اهل القرية المتجمعين على باب المنزل (( أنا هنا ))
التفت حوله ومرر نظره على الجميع (( لا داعي للوقوف هنا ، فأنا من سيعتني بها ولن اسمح لكم بالدخول فأنا لآ أثق بكم ، اما انت يا ريناد فاحضري بعض الثياب لها وتعالي بسرعة ))ثم اغلق الباب ..
ابتعد الجميع عن المنزل
وأسرعت ريناد لتحضر الملابس لأفنان ، أوقفتها والدة أوس (( يا ابنتي هل هي بخير ؟))
ابتسمت لها بينما كانت تخرج الثياب من خزانة الملابس (( أجل انها في منزل أوس الآن ، طمئني السيدة ... وداعاً ))
(( حسناً ،، وداعاً )) ردت السيدة مبتسمة بسبب وجود آنّا في منزل ابنها ، فهذا دليل على أن ابنها يهتم ولو قليلاً ..وصلت ريناد ...
فأدخلها أوس (( بدلي لها ثيابها ثم أخرجي من هنا ))
واستدار خارجاً من الغرفة ، فأوقفته ريناد (( لمَ لا اهتم بها معك ؟))
(( لا احتمل أن يوجد أحد في منزلي يشاركني فيه )) أجابها ، ثم خرج مغلقاً الباب خلفه ...انتهت ريناد من تبديل ثياب افنان ، وخرجت ..
(( فرغت )) أخبرت أوس مبتسمة ، لينظر لها ويقول (( حسناً أخرجي ))
ثم ذهب باتجاه السلالم ليصعد الى الغرفة التي توجد فيها آنّا ..دخل وجلس الى جانبها على الكرسي ..
لاحظ تعرقها وارتفاع درجة حرارتها واحمرار وجنتيها
نزل وأحضر لها الكمادات ، ووضعها على جبينها ، كانت تتنفس بصعوبة ، وفمها شبه مفتوح ..
نظر الى وجهها الملائكي ، كانت تسحره ببياضها وسواد شعرها ومقلتيها ، كثافة أهدابها - رموشها -
ابتسم لا شعورياً لرؤيته تفاصيلها بينما هي نائمة ..عندما انخفضت درجة حرارتها ، وانتظم تنفسها ، حمل أوس نفسه لينزل وينام قليلاً على الأريكة ، فهو لم ينم منذ البارحة ..
وقبل أن يغلق الباب سمع صوت تمتمة ..
كانت آنّا تتمتم بصوت منخفض ، فاقترب منها ليسمع ما تقوله
لاحظ دموعها التي تنساب ببطئ على وجنتيها وسمع تمتمتها (( أوس ، لمَ كل هذا ؟ لماذا تكرهني ؟ .... أوس ))
صدم مما سمعه ..
هي تظن انه يكرهها ، حقاً ؟
هي لا تعلم انه متيم بها ، لكن عقله يرفض ..
هي لا تعلم كم انه يشتاق إليها ، لكنه خائف من أن يراها
لا تعلم كم يعاني بسبب بعدها وفراقها
لا تعلم بما يشعر نحوها ...
هو لا يكرهها ، هو فقط .. يحبها ؟
ربما ...خرج أوس من عندها ..
ورمى جسده على الأريكة ، وارتخت اجفانه الناعسة بتثاقل ليغط في نوم عميق ...
دخل الى عالم الأحلام ،، رأى نفسه يركض بحرية وسعادة في ارض خضراء واسعة تحيطها الورود الحمراء من كل جانب ..
وكانت هناك فتاة ترتدي ثوب ابيض طويل يغطي الأرض بطوله ، أكمامه طويلة تغطي أصابعها ..
كانت تقابله بظهرها ، وخصلات شعرها السوداء تصل الى فخديها ..
حاول الاقتراب منها فسمعها تلحن بألحان هادئة
ثم بدأت تبتعد عنه ، فصار يركض خلفها حتى سقط ..
وكما سقط في حلمه ..
سقط عن الأريكة في الواقع ..نهض وهو يضع يده على رأسه (( تباً ما هذا ، ومن تلك الفتاة ؟ ))
سمع صوت ضجيج ، حركة ، أنامل لعوبة ،، يصدر من المطبخ
حاول الاقتراب من مصدر الصوت خلسة كي لا يشعر ذلك الدخيل بوجوده ..
وصل واستند على باب المطبخ ..
وبدأ يفتحه بخفة
ليلقي نظرة على الدخيل الغريبحالما استطاع رؤية جسده ...
تذكر حلمه
إنها نفس الفتاة ..
تقابله بظهرها
شعرها الاسود منسدل على ذاك الفستان الابيض الطويل
ذي الأكمام الطويلة ...توسعت مقلتيه
لقد رآها مجدداً ..
خاف من أن يفقدها مرة أخرى كما فقدها في حلمه
صرخ منادياً لها (( من انتي ؟ أخبريني ماذا تفعلين هنا !))استدارت بوجهها الملائكي ، لتزيد صدمته
أنت تقرأ
عَالَم آخر
Aventuraفي مكان ما ... من هذا الكون الواسع .. يوجد عالم غريب ، عالم يختلف عن عالمنا .. عالم يعيش فيه بشر مثلنا ؛ الا أن الانانية والحقد انتزعت من قلوبهم فماذا سيحدث لو عاشت عائلة من عائلات عالمنا فيه ؟ وكانت هذه العائلة إحدى العائلات السيئة المدرج اسمها ت...