°• ٧ •°

67 7 0
                                    

خرج أوس من ذاك الكهف بهدوء ..
عندها سمع صوت غناء ..لقد كان الصوت مؤثراً
وكلمات الأغنية هادئة ..

وبكينا يوم غنى الآخرون
ولجأنا الى السماء
يوم ازرعت سماء الآخرون
ولجأنا الى السماء
ولأنا ضعفاء
ولأنا غرباء
نحن نبكي ونصلي
يوم يلهوا ويغني الآخرون
وحملنا جرحنا الدامي حملنا
والى افق وراء الغيب يدعونا رحلنا
شرذماتٍ من يتامى
وطوينا في ضياع قاتمٍ عاماً فعاما
وبقينا ضعفاء
وبقينا غرباء
نحن نبكي ونصلي
يوم يلهوا ويغني الآخرون
##غرباء

مشى متجهاً نحو ذلك الصوت العذب ..
مشى وكان يتألم مع كل كلمة في الأغنية
شعر وكأن الأغنية كتبت لأجله ..
وغناها ذلك الصوت بعذوبة ليسمعها هو
شعر بدفء كلماتها
ورقة الحانها
وغزارة معناها ...

وصل نحو ذلك الطيف الأنثوي
الذي كان يغني بصوته الرقيق تلك الكلمات الرقيقة
كانت الفتاة جالسة على منحدر صخري
يطل على قرية صغيرة
وكانت تغني مستمتعة ...
لم يظهر منها سوى سواد شعرها الطويل
حاول الاقتراب منها ..
لكن كبرياء منعه ...
أحست الفتاة بوجود احد خلفها ...
فالتفتت ، لتتقابل عيناها بعيناه
سواد عينيها الليلي اللامع
وعيناه الرماديتان المنطفئتان

قلّص من حجم عينيه ونظر إليها (( أفنان ))
ابتسمت وقالت (( أفضل أن تناديني آنا ... ))
كان سيرحل لكنها اوقفته ... (( هل جذبك صوتي الى هنا ؟ أكان مزعجاً لهذه الدرجة ؟))
كان يريد أن يصرخ ويقول ... لا لا البتة ، فهو جميل جداً
كان يريد أن يطلب منها أن تغني له
لكن لا ..
كبريائه وخوفه من خداعها له ، كان عائقاً في طريقه

وببرودته المعهودة رد عليها (( لا لم يزعجني ، لكنني كنت اتفقد المكان وقادتني قدماي الى هنا ))
كانت تعلم انه يكذب ..
لكنها وبالرغم من ذلك ابتسمت وأومأت له
ثم طلبت منه أن تتكلم ،،
رفع أوس احد حاجبيه منصدماً ، أيجب أن تأذن للتتكلم ؟؟
لاحظت افنان استغرابه فاطلقت ضحكة صغيرة وقالت (( ماذا !! ألم تطلب مني أن أستأذن قبل أن أتحدث اليك !؟ ))

ابتسم لا شعورياً ، وجال بنظره في المكان ، ثم نظر إليها (( تكلمي يا آنا ))
توسعت حلقات عينيها فرحاً ووقفت مبتسمه
ثم أمالت رأسها ونظرت الى السماء بصمت
(( أكل هذا الفرح لأنني طلبت منكي أن تتحدثي ؟)) سأل أوس متفاجئاً من ردة فعلها الغريبة ..
(( لا ،، بل لأنك ولاول مرة تناديني آنا )) وابتسمت بسعادة
أدرك أوس حينها انه افرحها بكلمته فابتسم بلا وعي

وقفت آنا أمام أوس ، (( هل يمكن ان تجلس معي لنتحدث قليلاً !؟ ))
طلبت منه وعلامات التوسل على وجهها

نعم ، أوافق ..
كان سيقولها ، لكنه تذكر في اللحظة الأخيرة بروده ، كبريائه ، خوفه ، وعلو شأن نفسه في نظره ...
(( لا ... )) واستدار ليتابع اكتشافه للمكان
لآكنها لن ترضى ، طيبتها او شجاعتها او لا ادري ماذا يسمى هذا ، لن تسمح لها بأن تتركه يرحل ..
أمسكت بيده ، وأدارته وقالت متوسله (( أرجوك أوس ... لا تخذلني أرجوك )) ...
لقد حكمت على نفسها بسخط أوس عليها ...
اثارت غضبه بحركتها البريئة ...
سحب يده بقوة منها مزمجراً (( قلت لا يعني لا ))

ومن قوة عضلاته ، وقوة شده وسحبه ليده ؛ تراجعت آنا عدة خطوات للخلف ..
دون ان تنتبه بأنها قد اقتربت فعلاً من المنحدر
إنزلقت قدمها وسقطت
صرخت بأعلى صوتها ...
لكن من سينقذها ؟؟ أوس بليد ومتجمد المشاعر ؟!
أجل هو ..
فقد اقترب منها ، وأمسك بيدها ..
رفعها باتجاهه لينقذها ..
وصلت بأمان إلى مكانها ..

(( شكراً لك ... )) قالتها بانفاس مسلوبة
وروح خائفة ...
وكيان مهزوز ..
كانت ترتجف كطفلة تشعر بالبرد
أومأ لها ورحل ، كان يتساءل ..
شكرته على ماذا ؟ لأنه أوقعها ..؟
لآكنه أنقذها ؟
لم يعلم سبب انقاذه لها ، لكنه فعل ..

عَالَم آخر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن