°• ١٣ •°

44 2 0
                                    

لم يستطع أوس أن يفهم ما فعله ...
لماذا سألها هذا السؤال
أهو خائف من أن ينفى بعيداً مجدداً ...!؟
ركل أوس صخرة صغيرة بقدمه
ثم ضرب جذع شجرة بقبضة يده
لتنزف يده دماً قانياً
وتذرف عيونه دمعاً حاراً

لم يشعر أوس بها تراقبه
فقد كان قلبها يشتعل حزناً وأسى على حال ابنها
بكت بمجرد انها شعرت بندم ابنها
شعرت بأنه يتألم

لكن ..
وكالعادة ...
نفض أوس دمعه ..
وصرخ بأعلى صوته ...
(( اللعنة ، لماذا عادت تلك المشاعر والاحاسيس الغبية إليّ مجدداً ))

استجمعت السيدة شجاعتها ..
ومشت باتجاه أوس
باتجاه ابنها
باتجاه قطعة من قلبها فقدت الحياة
قطعة من لحمها انقطع عنها الأكسجين
قطعة من دمها تجلطت
توقف ذلك الجزء في قلبه عن النبض
ذلك الجزء المسؤول عن الحياة
عن المشاعر ..
عن الحب ، عن الامل ، عن الحزن ، عن الندم ، عن الحنين و السعادة

تقدمت السيدة ..
ووقفت خلف ابنها
لم يرها ولم يشعر بوجودها
كان أوس في عالم الافكار
حائراً ..
يفكر بكل شئ ...

رمت كلماتها مع إبتسامة حزن ..
(( لقد أخطأت ، لقد قتلت الروح التي تمنت أن تراك سعيداً ،، لكن اهل القرية سامحوك ... وانا كذلك ...
اهل القرية قالوا أن لك سبباً مقنعاً ودافعاً قوياً لكل ما فعلت ، وكل ما ستفعل ،، بكى الجميع عليك وعلى والدك ،، حزنوا لردة فعلك ، لكن ...
بني انه مرحب بك بالقرية ،
في اي وقت ، لن يتعرض لك أحدهم ... انهم لطفاء صدقني ))

التفت إليها ، بعد أن توسعت حدقة عينيه ...
نظر إليها وقد تجمدت أفكاره (( لماذا ؟! أعني لمَ هم طيبون ؟))
(( لا يمكن أن تسأل لمَ الطيبة ، هم جبلوا عليها ، لذا هم سعيدون دائماً ..
اسمعني يا أوس ،، نحن الان على كوكب اخر ..
وعلى ارض اخرى ، تدعى فراترنيتاس ...
وهذه الكلمة ، هي كلمة لاتينية تعني الإخاء ،، وكلمة الإخاء تعني الطيبة
هم بشر مثلنا ..
لكن قلوبهم ارق واصفى وانقى ، هم لن يستطيعوا العيش على الارض ؛ على كوكبنا ،، فهم قد يموتون بسبب طمعنا وجشعنا وحقدنا وقساوة قلوبنا ..
بني ،، نحن في جزء نقي من هذا العالم ...
علينا أن نتعلم منهم ، ومن طيبتهم ،، كن مثلهم صدقني لن تندم .. ))

استمع لكلماتها ، ولأول مرة ...
لكنه سرعان ما أبعد الفكرة عن رأسه
ونطق ...
(( يستحيل أن يمتلكوا تلك الطيبة بلا مقابل ،، اسمعي يا سيدة .. هم يخططون لقتلي ، أتعلمين ؟ حسناً ... سأكشف خطتهم ..
هيي أنتي ،، اخبريهم انني لا أريد أن يزورني احد منهم ، مفهوم ؟!
غادري الآن .... ))

واستدار مختفياً بين الأشجار ...

مفصوم ؟! ..
ربما ..
لكنه خائف من أن يخدعوه
كما خدعه صديقاه ؛ ضياء وبهاء

كان خائفاً منهم ..
لذا لجأ لقوة والعنف والقسوة

عاهد نفسه أن لا يسمح لأحد مهما كان أن يخدعه ...

عاد الى وكره المظلم ..
فقد خيّم الليل على المكان
جلس دون أن ينير المكان ..
بدأ يقهقه بصوت مرتفع
كان يضحك بقوة ، يضحك على مافعله ،، اشعل شيطان نفسه الفخر بقلبه وتفكيره ..
فقد شعر بأنه قد انتصر على والده بقتله ، وبأنه نشر الرعب في قلوب اهل القرية ،، عندئذ لن يتعرض له احد من سكانها ، ولن يفكر احد بخداعه او التعدي عليه بالشتم والسب او الضرب والشجار ...

استيقظ في اليوم التالي بعد أن غفا في خيمته الصغيرة ..
خرج ليستنشب بعض الهواء ..
فوجد ورقة صغيرة امام كوخه الصغير

أمسك بها وقرر أن يفتحها ...
لكنه توقف قبل أن يكمل فتحها

(( من قد يكون واضعها ، ماذا يريد ؟! ))
وضعها في جيبه ،، ثم ذهب ليغسل وجهه

خطرت فكرة لامعة في ذهنه فابتسم
قرر انه سينفذها مهما كلف الأمر

عَالَم آخر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن