لهثتُ بحدةٍ وألم عندما رفعني من على الأرض, أشعرُ وكأنني سأفقدُ وعيي في أية لحظة بسببِ الرصاصة التي لا تزال داخلَ جانبي الأيسر أي أنني لا أزال أنزف ببطء, لِكن لا أحد يهتم.
ضحِك باستمتاعٍ وسُخرية "أنظري ماذا فعلهُ بكِ غبائُك"
ذلكَ لم يكون هاري, أو ينبغي على القول, نورثن. إنه ذلك الشيطان الذي أمسكَ بي وأحضرني إلى هذا المكان الغريب, والشيطان الأخر المُشابه له تماماً أيضاً هنا, هو من يتقدم نحوي حالياً بهذا الحبل السميكِ بين يديه.
سحب معصماي إلى الأمام وأخذا يلفُ الحِبال بقوةٍ حولها, بقوةٍ شديدة حتى بدأت أشعر بها تحتكُ وتلفُ بجلدي وكأنهُ ينوي قطعها مما جعلني أتأوهُ بأنكتام.
"هذا يكفي" نطق الأول ساخراً وهو يدفعهُ عني "لا داعي لكل هذا, هي ستحظى بالأسواء لاحقاً" خطى أتجاه القضبان الحديدة ليفتحها ثم نظر نحوي وهو يهز برأسه "تحركي"
بجسدي المنهمِك والضعيف أنا استجبت, لم أجادل أو أحارب أو حتى أنطق بحرف, أنا فقط نفذت ما يأمرني به. أخطو اتجاهه خارج هذهِ الزنزانة, ليُشير لي بأن أكمل الطريق من أمامه في هذا النفق الطويل والمُظلم, طريقٌ يأخذني إلى الأعلى لأعلم بأنني كنتُ محتجزةً تحت الأرض.
وصلتُ لأخر النفق ولكِن عندما خرجتُ منه, أنا توفقتُ.
رغم حرارة الجحيم الذي كنتُ فيهِ قبلَ قليل إلا أن جسدي أرتجفَ بخفة للبرودةِ المفاجئة هُنا, أنظرُ من حولي ومن فوق رأسي في هذهِ الغابة الميته وهذا الوضع الغير طبيعي.
أنا لم أستطعَ تميز الأشياء من حولي بالشكلِ الطبيعي والمُعتاد, أعني; ليس هُناك نورُ النهار ولا حتى عتمة الليل, لا وجودَ لشُعاعِ الشمس أو حتى ضوء القمر. الضباب الكثيف والغير مُصدق جعل كلَ شيء عديماً للألوان وللحياة أيضاً.
"تابعي التقدُم" دفعني منزعجاً هو يخطوا بجانبي "أبقِ عينيكَ يقضه نيك, هي تريدُها حية"
"لكَ ذلك فرانك" ظهر الأخر ليخطوا بجانبي أيضاً. لأُصبحَ الأن مُحاصرةً بينهم, أو ربما محميةَ من ما جعلهم يبقون أعينهم يقظةً من أجلي, أنا لا أعلم.
فقط ثلاثتُنا نخطو بينَ هذهِ الأشجار الميته والتي ترسم لنا طريقاً طويلاً يأخذني إلى مكانٍ ما, أردتُ السؤال إلى أين, لكني عاجزت عن التحدثِ لشدةٍ تعبي.
-
-
-
"وفي أخر مره أنا أجبرتهُ على أن يتحداني. وخمن ماذا؟ أنا ربحت"
"كاذِب"
"بلا ربحت, لقد حظيت بأكبر عددٍ من السجائر في ذلك اليوم... لقد كنتُ ملكَ السجائر" لوح نيك بكلتا يديهِ مُتفاخراً.
أنت تقرأ
DEVILISH'|| (Arabic)
Horrorإنني أرّى هاري، لكِنهُم هُنا يدْعونهُ نورثن وجدتُ نفسي في مكانٍ لا أعلْم إن كانَ حقيقياً بالفِعل، أنهُ فقط خارقٌ عن الطبيعة، هذا هو الشيءُ الوحِيد الذي بإمكاني أن أصفهُ به كُل شيءٍ أصبح كالحُلمِ بالنسبةِ لي، وفي الحقيقةِ لا أعلم إن كنتُ سأخرج من...