Chapter 15

9.9K 754 602
                                    

وحدي تماماً, خارجَ القصر وبعيداً عن أسوارِه, وسط غابة الجحيم أجلسُ أسفل إحدى أشجارهِ الميته والمريعة. الطقس المريب والبارد جمدَ أطرافي لشِدتِه, السماء التي لا تحملُ ليلاً ولا نهاراً بعثت الضباب والوحشة من حولي... إذاً هذا هو كلُ شيء, الأمر ينتهي هُنا على ما أظن, ينتهي على حظائي بنصلٍ يخصُ هاري لا أكثر!

عُذراً لكِن هذا لا يُصدق...

لكنهُ بالفعلِ حدث! هاري لا وجودَ لهُ بعد الأن, تحديداً كما أخبركِ نورثن.

لكِن هاري لا يُمكنه الرحيل للأبد والموت ببساطةٍ هكذا دون أن يُقاتل!

لوي فعل! مات من ألايجا دون فعل شيء... استسلمَ ببساطة مثل هاري أمام نورثن تماماً. كلاهُما بشر, ولديهم قدرت تحملٍ محدودة, لا يُمكنهم العيش للأبد...

ماذا بشأن أبني, هايدن؟ كيفَ بإمكاني تربيتهُ دون والده؟!

إنهُ ليس أول طفلٍ يمضي حياتهُ دون والِده... هو لديهِ أمهُ, لديهِ أنتِ ديانا...

...أنا هي عائلتهُ الأن.

أجل, لذلكَ تخطي الأمر, عيشي من أجلِه وعودي إليه. أبنُكِ بحاجةٍ إليكِ...

"يجبُ أن أعودُ من أجله..." همستُ لنفسي "يجبُ أن أعود..." بصيصٌ من الحياةِ يجتاحُني ببطء لأرفع بنظري عن النصل ولأشرُد في غابة الجحيم أمامي.

أحاربُ صراع المشاعر والأفكار داخل عقلي، أحاولُ تصفيةِ ذهني ولو لدقيقةٍ واحدة لأتمكن من التفكير, إلا أن عقلي توقفَ عن كلِ ذلك عندما شعرتُ بشيءٍ سقطَ على ظهر يدي التي تحملُ النصل مما أجبرني في أنزالِ رأسي, بحاجبين مُنعقدة أرى قطرةً سوداء لطخت بشرتي.

لامستُه بأصابعي لأجد كم هي لزجةٌ للغاية ومُقززة مما جعلني أتذمرُ باشمئزاز "ماذا الأن بحِقِ إله الجحيم"

دُهشت عندما تساقطت عدتُ قطراتٍ مُتتالية لتُلطخ يدي والنصل الذي أحملُه, ينعقدُ تنفسي ويقفُ شعري جسدي بمُجردِ سماعي لهديرٍ منخفضٍ, أشعر بتحرُكات الغُصن الميت من فوقي مما أشل الحركة في جسدي في حالةِ خوف.

الهديرُ المُخيف يزدادُ حِدةً وعمقاً شيءً فشيءً حتى أصبحَ واضحاً للغاية, يؤكدُ لي بأن هُناك شيءً مريعاً فوقي تماماً مع تحرُكاتهِ التي أصبحتُ أشعرُ بها.

أتذكرُ ما قالهُ نورثن جيداً 'أبقي عينيكِ مفتوحه وعقلكِ يقظٌ للغاية, ستجدينَ أموراً سيئة في الخارج'

ما حذرني منه جعلني اقفزُ من مكاني فجأة، وأعلمَ بأنني تحركتُ في الوقت المُناسب عندما سمعتُ سقوطَ المخلوق وضربتهُ القوية على البقعة التي كُنت بها نيةً لهُ في تحطيمي، إلا أنهُ فشل لأسمعَ صرختهُ الغاضبة, ليجعلني ذلك أركض هاربةً لداخلِ أعماق هذهِ الغابة.

أسمعُ هديرَ المخلوقِ يُلاحقُني لأركض بسرعةٍ أكبر, أتجاوزُ الأغصان اليابسة وأقفزُ من فوق الصخور الحادة, أركضُ لمسافاتٍ طويلة, كلُ خطوةً تصبحُ أكبر من السابقة, ألهث محاولةً النجاة بحياتي إلى أن صرخةُ بألم عندما تعثرتُ وارتطمَ كاملُ جسدي ضد الأرض الشوكية والقاسية.

DEVILISH'|| (Arabic)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن