(وجهة نظر ديانا)
-
بعد مرور خمسة أيام
في الزنزانة
توقعوا ماذا! إنهم يقدمون لي الطعام هُنا.
طبقٌ زجاجي يضعون وسطه خبزٌ فرنسي عفنٍ لا أكثر, إنهم لطيفين. يفعلون ذلك فقط ليتأكدوا بأن لا أموت متضورةٍ من الجوع لكونهم يُريدون أن يكون لنورثن الشرف في قتلي.
لا بأس, لكِن حظاً موفقاً في ذلك إن استطعتم.
الأمر المُعتاد هو أنني بالفعل أتناول هذا الخبز العفن دوماً, لكِن ليس هذهِ المرة, تحديداً عندما قمتُ بتحطيمِ الصحن الزجاجي واحتفظت بأكثر جزءٍ حادٍ منه. أدفعُ بقايا الزجاج والخبز بعيداً لأستلقي على الأرض وأتجمعُ حول نفسي, معطفُ كريس يُغطيني ويحتضنني بينما أحتضنُ الزجاجةَ الحادة بين يداي, لأسمعَ لحظتها البوابة وهي تفتح, أي أن الشيطانَ نيك قادمٌ إلى هُنا.
"بإمكانكِ فعلُ ذلك ديان"
كما يقولُ لي براين دائماً, أشجعُ نفسي تحت أنفاسي المُتقطعة, كفاي تشدُ على الزجاجةِ بقوةٍ واستعداد غيرَ مُهتمةٍ أبداً للدماء والجرح الذي تسببهُ لي حالياً.
أسمعُ صفيره المُزعج وسلسلة المفاتيح التي يلعبُ بها, يجعل نبضاتُ قلبي تخفقُ بقوةِ أكبر وأنا أسمعُ خطواتهِ وهي تقودهُ إلي حتى وصلَ أخيراً, لأخذَ نفساً عميقاً وأغلق عيناي بسرعةٍ لحظتُها بينما ظهري أصبحَ مقابلاً له.
"أستيقظِ أستيقظِ أيتها الكلبة اللعينة" صاح نيك بنغماتٍ ساخرة وهو يفتح الزنزانة الخاصة بي "هل أعجبكِ طعامكِ لليوم- أوه, أرى بأنكِ لم تتناولِه!"
تعجب, أشعرُ بهِ يحدق نحو طبقهم المُحطم ومن ثم ينظرُ اتجاهي "لقد قُلت أستيقظِ" نبرةُ صوته الساخرة تلاشت ليأمرني بغضب "هذا ليس وقتَ اللعب!"
بقيتُ ثابته, لا أحركُ جزاءً واحداً من جسدي.
"اللعنة, هل ماتت؟" تمتم وهو يخطوا مسرعاً أتجاهي.
ركلَ قدمي باحثاً عن أي استجابة مني, لكنني لم أستجيب لأشعر بهِ يحني إلي. عيناهُ تتفحصُني بأكملي في صدمةٍ ودهشة حتى أحسستُ بيدهٍ على كتفي, وفي اللحظة التي أدارا كاملَ جسدي اتجاهه, أعيُننا التقت ببعضها لأرى تعابير الحيرة تعتليهِ بأكمله, لكنني محيتُها تماماً عندما هاجمتهُ فجأة ووجهتُ الزُجاجة الحادة لتُغرسَ بكاملها في عُنقه.
أرى كيفَ أنَ دماءهُ السوداء أخذت تهربُ بغزارةٍ منه, ليجعلهُ ذلك يُصدر شخيراً حاد أجتاح أحبالهُ الصوتية بينما كِلتا يديهِ حلقت إلى الزُجاجةِ في عنقه, لتكون هذهِ فرصتي وأنا أدفعهُ بقوةٍ بعيداً عني ليقعَ لاهثاً في صدمةٍ وألم.
أنت تقرأ
DEVILISH'|| (Arabic)
Horrorإنني أرّى هاري، لكِنهُم هُنا يدْعونهُ نورثن وجدتُ نفسي في مكانٍ لا أعلْم إن كانَ حقيقياً بالفِعل، أنهُ فقط خارقٌ عن الطبيعة، هذا هو الشيءُ الوحِيد الذي بإمكاني أن أصفهُ به كُل شيءٍ أصبح كالحُلمِ بالنسبةِ لي، وفي الحقيقةِ لا أعلم إن كنتُ سأخرج من...
