الساعة الـ6:33م, في المدينةِ العليا, في منزلِ صوفي
ماءٌ دافئ يغسلُ كامل جسدي كان كل ما أبحثُ عنه, لأخرج من حوض الاستحمام براحةٍ وانتعاش. أغسلُ ملابسي القديمةَ بصمت, أرى كيف أن الدماء تزول مع المياه بانسياب وسهوله, تُشعرني وكأن ما حدث بالأمس كأن أمراً سهلاً وها هو الأن قد رحل, وكأن شيء لم يحدُث.
علقت الملابس بعد غسلها على عمود ستارة الحوض وارتديتُ ملابسي الجديدة, لأزفرَ ما في صدري وأخرجُ من دورةِ المياه بشعري المبلل. في اللحظة التي أغلقت فيها الباب, وقعت عيناي على ديڤيد يرفعَ بنظرهِ إلي وهو جالسٌ على الأريكةِ, لأتصلبَ مكاني بشفتين تحاولُ البحث عن التفسيرِ لِما حدث.
"أهلاً..." قال بنبرتهِ الثقيلة ودونَ أن يبتسمَ.
"ديڤيد..." همست, لا أعلم ما يجدرُ بي قولهُ, تحديداً عندما وقفَ من مقعدهِ مُحدقاً بي "أممم, أنظر أنا حقاً متأسفه بشأن ما حدث بالأمس, كان يجبُ علي إخبارك لـ-لكنني اضطررت لقتلها"
لم ينطق بحرفٍ واحد, إلا أنهُ أكتفى بهز رأسهِ بتفهم لأرى الابتسامة الصغيرة ترسمُ شفتيه. ليفاجئني عندما خطى نحوي, وبلُطفٍ هو احتضنني بين ذراعيه
"لا أعلم كيفَ فعلتي ذلك لكنكِ أحسنتِ التصرف..." يُدهشني باعترافه, لكنهُ جعلني ابتسمُ براحةٍ لأحتضنه بالمُقابل ولأشعرَ بهِ يُقبل رأسي "لستِ طفلةً بعد الأن, لكنكِ لا تزالين أميرتي الصغيرة"
رفعتُ رأسي لأبتسمَ له "لقد تغيرت!"
"أعتقدُ بأنني كذلك..." أعترف مُبتسماً بصدق, لكِن ابتسامتهُ لم تدُم طويلا عندما سمعت صوت بطنهِ الجائع ليعكر مزاجهُ في أقل من ثانيه.
"وااو, ألم تأكل شيءً؟"
أنسحبَ عني ممسكاً ببطنه بانزعاج بينما يتجهُ إلى الشرفة "أجل, والأمر بداء يثير اشمئزازي"
"لِما لم تذهب إلى مطعم المدينة, أو تطلب من صوفي بعض الطعام على الأقل؟ هي لن ترفض أبداً"
"هي بالفعل تبدوا لطيفة, لكنني فضلت أن أبقى هنا لكوني قلقٌ بشأنكِ أنتِ وهاري. لكِن لا بأس, لقد كلفت ديلن بجلبِ الطعامِ لنا" قال بينما يُحدق خارج الشرفةِ.
"جيد, لكِن كيف هو حال هاري؟" سألت بقلق لتذكُره.
"هو لم يستيقظ بعد, لكِن لا تقلقي, كآس لا يزال يعتني به ويقول بأن جسدهُ يستجيب بشكلٍ جيد" ابتسمَ مع نفسهِ برضى "سيكونُ بخير, فلقد مرَ بما هو أسوء"
ابتسمتُ براحةٍ لِما يقولهُ, ولكونِ ديڤيد تغيرَ بالفعل.
لكنهُ من المستحيلِ أن يتغير في شيءٍ واحد, وهو عندما ضحِك بحماس ونظر إلي مُشيراً نحو الباب "لقد وصل"
أنت تقرأ
DEVILISH'|| (Arabic)
Horrorإنني أرّى هاري، لكِنهُم هُنا يدْعونهُ نورثن وجدتُ نفسي في مكانٍ لا أعلْم إن كانَ حقيقياً بالفِعل، أنهُ فقط خارقٌ عن الطبيعة، هذا هو الشيءُ الوحِيد الذي بإمكاني أن أصفهُ به كُل شيءٍ أصبح كالحُلمِ بالنسبةِ لي، وفي الحقيقةِ لا أعلم إن كنتُ سأخرج من...