الحلقة 35

1.3K 34 7
                                    

الحلقة 35 من مسلسل امتلكت قلبي
ممنوع النقل
على لسان كوشي
******
من يصدق ان حياتي أشبه بكف الميزان احيانا ترتفع و احيانا تنخفض .... تماما هكذا احيانا حزينة و احيانا سعيدة... في بادء الامر كان الامر جميل جدأ... السعادة كانت تغمرني و تطفح... اعيش اجمل ايام حياتي... حتى عندما أخبرت بحملي... قفزت فرحا ... شعرت بان هناك هدف اخر في حياتي و هو ابني او ابنتي.. لكن كان هناك شيء شعل الميزان يختل... و ننتقل للحزن و التعاسة لمجرد حادث..حدث بسبب طياشة احد شباب البلد ... و لكن الرب لم يتركني... بعت لي ارناف ليقى بجانبي ليساعدني على تذكر ما حصل... و نجح في هذا مع انه كان سييأس بأي لحظة... و فكرة موت الجنين هذه... عندما فكرت بها قلت لنفسي (ماذا كنتي تتوقعين يا كوشي... بعد حادث كهذا سيبقى الجنين؟) و غير ذلك تأذى الرحم عندي.. لكن ارناف موجود... وهو سندي في هذه الحياة... عادت الرومانسية و وقاحته لتحوم حولنا ... و قبل ان احلق بعيدا عن حبيبي... قضيت ليلة من اجمل ايام حياتي..و في اليوم التالي قبل ان يحل العصر و اسافر.. ذهبت مع ارناف لمركز الشرطة... لنفهم ما حدث .. و من هذا المتهور الذي كان في السيارة.. عندما تكلمنا مع الشرطي.. اخبرنا اشياء كثيرة.. قال لنا بان الذي كان يقود السيارة ..نادم جدا على ما فعله.. هو شاب صغير عمره حوالي 25 سنة... حالته صعبة جدا.. رقبته تأذت و مازال نائم في المشفى تحت العلاج..طبعا لا يسمح زيارته الا اذن من المركز لانه رهن الاعتقال... ما علينا... اتمنى له الشفاء لن ادعي او احقد عليه.. فشباب اليوم هكذا متهورين... عدت مع ارناف للبيت.. و كانوا البنات قد تجمعوا و العائلات و الجميع لتوديعنا... طبعا الوداع دائما بالدموع... ودّعت الجميع و دمّعت ايضا لكن ليس كوداعي مع ارناف...حضنني بقوة( انتبهي على نفسك و كلميني دائما) بكيت بشدة ( اصمت... لن اذهب للابد... فقط اسبوعين.. بالتاكيد ستجد فتاة اجمل مني..) نظر بعيوني بتحديق... هذا اول مرة أرى عيونه تشع بالاشتياق.. قال( مستحيل.. هل انا مجنون لابحث عن فتاة اخرى) ثم انقض على شفتي يقبلني بحب يحاول التمسك بشفتي ليمنعني من الذهاب.. لكنني ساذهب لا مجال... تشبتت برقبته و انا اشاركه جنونه... بقدر ما اريد الذهاب مقابل انني لا اريد ان ابتعد عنه... اشعر بدموعه تختلط بدموعي... حاولت سحب نفسي من بين شفتيه.. و بعد عناء نجحت.. عاد ليعانقني بقوة و استمع لشهيقه العميق و كأنه يحاول حبس ولو جزء بسيط مني بداخل.. غبي و كأنه لا يعلم انه يمتلك قلبي..مسكته عمتي اوما تبعده عني و هي تقول( ارناف لقد تأخرت يجب ان تذهب) مسح ارناف دموعه بسرعة( حسنا امي..) ثم نظر الي و قال( سانتظرك) ابتسمت له بحب و عشق غامر و انا اركب التاكسي.. اتجهنا للمطار و كانت مجموعة الفتيات الذاهبات معهم ينتظرونا.. ركبنا الطائرة و حلّقنا... جلست بجانب دالجيت.. فكانت تقول بمزاح( فعلتم كل هذا قبل ذهابك... ماذا ستفعلون عندما نعود؟؟ اتعلمين... انتي محظوظة كثيرا.. ) ثم قلبت شفتيها( اكشاي لا يحبني بقدر ما يحبك ارناف) ضحكت( مجنونة... هل تغارين؟؟ ) فهزت راسها بنعم فقلت( انا سأكلّمه) ضحكت و هي تقول( لا مشكلة ... اعتدت عليه...) ضحكنا و اخذنا الحديث لمواضيع كثيرة... و اخيرا هبطت الطائرة.. نزلنا من الطائرة و اتجهنا للفندق نضع اغراضنا ... كل اثنان يجلسون في غرفة.. فجلست معي آرتي... الغرف هنا جميلة جدا... فتحت الحاسوب الذي احضرته معي... فرأيت الرسائل تنهال من ارناف.. ضحك بقوة... مجنون... دققت له على هاتفه.. فاجابني بسعادة(كوشي.. هل وصلتم؟؟ انتي بخير؟؟) ضحكت(نعم حبيبي انا بخير.. لا تخاف... قل لي كيف مرّ يومك؟) فقال بحزن( حزين..) فقلت بحزن( هل ستبقى هكذا؟؟ ستشعرني بالذنب انني ذهبت) فقال بسرعة( لا لا .. لكن اعتدت على جنونك.. قولي لي كل مكان تذهبي اليه و ماذا فعلتي..حسنا؟) ابتسمت و قلت(حسنا... الان يجب ان اغلق اريد النوم لقد تعبت من جلسة الطائرة) فاجابني(حسنا حبيبتي)
_في اليوم الثاني .. خرجنا نمشي في شوارع المنطقة... الحياة هنا مختلفة عن اوروبا و الهند.... دخلنا محلات كثيرة... و اشترينا أشياء تذكارية.... لم نشعر بالوقت... لانه اول يوم من الرحلة فلم نفعل اشياء كثيرة و لم نذهب للكثير.... لان معظم الفتيات متعبات... عندما عدنا للفندق... اخبرونا ببعض البرامج... فقالوا ان غدا سنذهب للملاهي... و هذا الشيء اخافني... لان ارناف ليس بجانبي.... و يوجد حفلة بعد غد.. و سنذهب للصيد و السباحة في البحر في الايام القادمة و سيأخذونا لبعض المدارس و الجامعات لنرى طرق تعليمهم... و سيأخذونا للاسواق المحلية... و صالات الرياضة.... سمّوا الكثير و لا اعرف ماذا ايضا فهم قالوا هذه الاشياء بسرعة... لم يدققوا على البرنامج.... نمنا بعد ان مر علينا هذا اليوم الطويل المتعب.... اتى اليوم الثالث لي هنا... فبرنامجنا اليوم كله في الملاهي... من العاشرة صباحا للثامنة مساء.. هذا الشيء غير مريح و صارحت لافانيا بهذا فقالت ( كوشي.. نحن معك لا تخافي) حسنا لست خائفة... او لماذا الكذب!! نعم انا خائفة.. و كثيرا... اعتدت على اجتياز مخاوفي مع ارناف... ماذا يفعل الان؟؟ بالتأكيد يشتغل... ساكلمه عندما نعود... مسكتني لافانيا من يدي( هيا ستبقين اليوم كله معي لن اتركك.... و ايضا اقلعي ارناف من رأسك و الا ستقضيها حزينة و مشتاقة له... صدقيني الملاهي ليست كما تعتقدين) حسنا سأحاول ان استمع لها فقلت و انا ارفع اصبعي في وجهها ( حسنا... لكن هذه مسؤوليتك ان حدث لي شيء..) ضحكت لافانيا( لن يحدث شيء ... و ايضا يجب ان نذهب عند الطبيب اولا) نظرت لها باستغراب ( لماذا ؟؟) فقالت و هي تحمل الحقيبة لنخرج من الفندق( انتي متزوجة.. يجب ان نتأكد ان كنتي حامل او لا.. ان كنتي حامل فهذا يعني انكي لا يجب ان تركبي اي شيء في الملاهي) نظرت لها بسخرية( لافانيا انتي تعرفين انني لا استطيع ان احمل هذه الفترة) ابتسمت لي بحنان( و ربما فعلتي ما ادراكي....) ثم مسكتني من كتفي و هي تضغط عليهم( لن يحدث شيء ان تأكدنا لانه اذا حصل شيء للجنين انا من سيتعاقب و ليس انتي.. انتظريني هنا و سآخذ السماح بالذهاب من القائدة) تأفأفت و هي تذهب.... ما الداعي لهذا... هي تعلم انني لن احمل و خصوصا بعد ما حدث... عادت لافانيا و هي تبتسم (لنذهب... معنا وقت) نظرت لها ببرودة و انا ارفع حاجبي( ضروري؟؟) مسكتني و هي توقف التاكسي(نعم.. ارناف اوصاني بان انتبه عليكي...كفاكي عناد) تأفأفت طوال الطريق حتى وصلنا للمشفى.... كانت تسحبني و انا لا اريد ان اذهب... لا يوجد داعي لهذا... لان الطبيب سيذكروني بما معي .. و انا لا اريد ان اتذكر... هل هذا اجباري لاستمع له؟؟ فحصني و بعدها جلس يحدثني... حسنا يجب ان اعترف... كلامه اعاد لي الامل... ربما اطباء الهند اغبياء لا اعرف ماذا حدث لكن الطبيب قال(مدام... الرحم عندك جيد جدا و ايضا انتي لستي حامل..) جيد؟؟ كيف اخبرني ارناف انه تأثر بالاجهاض و يصعب معالجته... لكن... بهذه السرعة... لا اعرف... ربما ارناف فهم الطبيب خطأ.. او الطبيب غبي لا اعرف... و لا اريد ان اعرف... حتى لا اريد ان افكر... مسكتني لافانيا و خرجنا و هي تضحك بفرح قائلة( رأيتي... سمعتي ما قاله الطبيب... كل شيء عاد مثل قبل..) ثم ابتسمت بخبث و اكملت( كأن ارناف لم يقصر بشيء خلال اليومين الذين مرّوا؟؟) نظرت لها بغضب و حدّة( كأن لسانك يريدني ان اقصه اربا اربا حتى لا يتفوه بالتراهات!!) وضعت يدها على فمها و هزت رأسها و كأنها تحاول كتم ضحكتها.. هززتوا برأسي و قلت بحزم(هيا...) ابتعدت عني و اوقفت التاكسي و عدنا للفندق ...كان الجميع في انتظارنا .. فقالت القائدة اسمها مايرا ... التي ستكون معنا و ترشدنا خلال الرحلة ( هل كل شيء بخير؟؟) فقالت لافانيا و هي تهز رأسها(نعم... ليست حامل) ابتسمت مايرا(حسنا هيا لنذهب..) صعدنا في الباص و كل الطريق كنت اتأمل الخارج... لو كان ارناف معي لكنك سعيدة جدا.. بالتأكيد هو يشتغل الان و منشغل بعمله... او يمكن ان يكون مع الشباب.. تنهدت بعمق و انا اتذكره ... و ارى وجهه بين اشجار و عمارات كندا الجميلة... اراه يبتسم بخبث... ضحكت بقوة... هذه الابتسامة دائما خلفها المصائب المنحرفة ... و عندما يبتسم لي بحب ... قلبي يرفرف فرحا و يحلق بين نسيم العشق... هذا المخلوق اسر قلبي و اخذه معه ... و امتلكه بكل حجرة به و شريان و عرق و وريد.. لم يتبقى لي اي جزء منه... لا استطيع ان احبس حبه في قلبي... لان حبي له لا يتسع قلبي الصغير الرقيق ... لا اعرف اين اضع ذلك الحب الذي فاض و عبر حدوده... لم اتوقع ان حب طفولتي سيصبح هكذا... دائما يقولون حب الطفولة لا يبقى... لانه حب اطفال لا يفهمون اي شيء عن الحب و من الممكن ان يضيع... لكن انا الان فخورة بنفسي و بهذا الحب... لانه دائم لسنين و سنين لم يهتز بل كان يكبر اكثر و اكثر...و ايضا.... هناك من يزعجني بصراخه(كوشي) نظرت للافانيا بذعر(لماذا تصرخين) وضعت يديها على خصرها و هي تنظر لي بتجهم( هل يجب ان اعود للهند و افقد صوتي هنا... كم مرة يجب ان انادي عليكي و انتي في عالمك الاخر... اخرجي من عالمك الصغير هذا كوشي... ) كأنها .. كأنها عرفت بانني افكر بارناف.. قلت و انا ابتسم(وصلنا؟؟) جلست بجانبي( لا... لكن منذ قليل كنت اكلمك... اعتقدت ذلك... لكن اكتشفت انني اتونّس مع الكرسي و ليس معك) ضحكت ( اسفة لم اسمعك..) ابتسمت لي... و انا عدت للنظر الى الخارج ... فقالت بتردد( امممم كوشي.. اههه.. هذا انظري هذا الكتاب..جميل اليس كذلك؟؟) نظرت لها باستغراب( انتي تقرأين كتب؟؟ منذ متى؟؟) فقالت و هي تفتح الكتاب( اقرأيه انه جميل...و ايضا استطيع ان اقرأ و لكن ليس بجنون صديقتي المجنونة ..) عدت لالتفت للخارج و اسند راسي على الكرسي(حسنا اقرأيه) سمعت الكتاب ينغلق فقالت لافانيا( كوشي.. هيا قولي لي..) التفت لها( ماذا؟) فقالت بتلعثم( اممم... اقصد.. ) ثم صمتت و قالت بعدها( اممم.... ماذا فعلتم عندما اخذك ارناف لانجلند؟؟) نظرت لها باستغراب( و لماذا تريدين ان تعرفي؟؟) فقالت بتوتر( لا لا شيء.. فقط هكذا..) التفت بكل جسمي نحوها و انا اطبق ذراعي امام صدري( الى ماذا تريدين ان تصلي... هيا قولي لي... ما مغزاك من الذي تفعلينه ... في البداية تصرخين من دون سبب و بعدها الكتاب و الان انجلند.. هيا قولي حفظتك الى اين ستصلين..) التفتت لي بكل جسدها و هي تمسك يداي و تقول بحنان( اسفة كوشي... لكن احاول ان ابعدك عن التفكير بارناف.. ربما اخطأت عندما احضرتك هنا.. اعرف انك متعلقة به و ايضا ليس بوقت طويل عدتي له... منذ ان اتينا منذ ثلاث ايام ... انظر لكي اراكي في عالم اخر.. كوشي ارجوكي دعينا نستمتع... لا تشعريني بالذنب) وضعت يدي فوق يدها و ابتسم( لا لافانيا لا تقولي هذا... انا بخير.. فقط كنت اتساءل ماذا يفعل الان.. فانتي تعرفين هو لا يعرف ان يتدبر اموره وحده) ابتسمت لافانيا لي بحب ثم قالت بخبث و هي ترفع حاجبها( ام انكي خائفة بان يركض لفتاة اخرى) ماذا ايعقل ان يفعلها... وضعت اصبعي في فمي و انا اقضمه بتوتر و نظرت للافانيا( معقول؟؟) ضحكت لافانيا بقوة( غبية... هو حتى لن يفكر ان يفعلها.. لا تخافي... هيا وصلنا) ضربتها ( هل تريديني ان اغار و تشعلي نار القلق و التوتر و الخوف بي...) ضحكت و هي تمسك يدي( هيا يا عصفورة ارناف الصغيرة) فتحت فمي و انا الحقها لخارج الباص( تعالي هنا لافانيا لن اتركك تعالي... ماذا قلتي لم اسمعك) اختبأت خلف دالجيت و قالت بصوت عالي( عصفورة ارناف الصغيرة) العمى... عادتها... صرخت بحزم و انا اضرب رجلي بالارض ( لافانيا لن اتركك..) ادرت لها ظهري و انا اضمع ذراعي امام صدري و اهز رأسي.. قفزت امامي و هي تضع يديها على اذنها( اسفة..) مسكت اذنها و قلت ( لا تعيديها او قتلك.. انا لم اخلص منه حتى تأتي انتي) فقالت دالجيت من بعيد و هي تقول بصوت عالي( كوشي اتركيها... لان كلامها صحيح فمنحرفك الكبير هكذا يناديكي لماذا غضبتي؟؟) ماذا!!! نظرت لدالجيت بغضب و كنت اريد ان اذهب و اخنقها لكن آرتي وقفت امامي و هي تبتسم ببراءة( ندخل؟؟)ازحت نظري عنهم بغضب و دخلت... مجانين .. في الاصل.. لماذا اغضب؟؟ ليفعلوا ما يريدون لن اهتم...مسكتني لافانيا( الان انسي كل شيء و هيا ستركبين معي على كل شيء..) نظرت لها بصدمة(مستحيل) نظرت لي بترجي( ارجوكي كوشي دعينا نمرح) ترددت في البداية لكنها اصرّت... لا اعرف ماذا سيحصل معي ان صعدت على هذه الاشياء المرعبة رغما عني.. صعدنا للكثير و لكن لم يكونوا مخيفين كالتي سنصعدها الان... جلست بجانب لافانيا و انا اضغط على يدها بقوة و خائفة... نظرت لي( اهدئي انا معك كوشي.. لن يحدث شيء..) نظرت لها متمنية هذا ... فانا اعلم ماذا سيحدث و متأكدة تسعون بالمئة من الذي يحدث... اشتغلت اللعبة ... قفز قلبي بذعر مع صوت المحركات.. و عندما دخلنا منتصف الوقت و من كثر الصريخ الذي صدر مني لم اعد اشعر اين انا... تراخت يدي و انا اقلب من مكاني لا اعرف من تلاقّاني ماذا حدث معي شاشة بيضاء زرعت امامي اين كنت و اين اصبحت.. في اي عالم انا.. لا اعرف... كل ما اعرفه انني لم اعد مستيقظة مع لافانيا......

امتلكت قلبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن