- الأزهار تُغني ، تُغني بحناجر من نسيم يا هاري .
أصدرَ صوت ضحكة خفيفة ثم ابتسم لبراءة كلماتها:
- يبدو أن طبيعة إسبانيا سحرتك أكثر من اللازم .
إسبانيا .
هناك أخذهما القدر .
فبعد تلك الليلة في الكولوسيوم عرضت عليهما لوسيل أن يذهبا معها إلى برشلونة .لوسيل ذهبتْ لتقابل أحدهم هناك ، لكن هذا لا يهمهما .
لمَ برشلونة ؟.
ربما بسبب طبيعتها الخصبة ، أو ربما لأن ماري أرادتْ رؤية شخص إيضاً .- الأزهارُ لا تغني ، البشر فقط من يقومون بذلك .
- لا ، هنا كل شيء يغني ! .
ألتفت طالباً منها التفسير .
- الماء يخرخر ويغني ، الفراشات تدور وترقص و الأزهار تُصدر رائحةً بلحنٍ عطر ، أما النسيم العليل فهو قائد هذه الفرقة الطبيعية ، حيث يرشدهم و يبلّغهم اللحن الصحيح بنفحات خفيفة لطيفة .
أبتسم هاري مجدداً .
ربما كانت كلماتها تلقائية و بريئة .
أو ربما كانتْ أعمق من أن يفهمها هاري .
أخرج نايه من جيب بنطاله .- ألا نستطيع الإنضمام إلى تلك الفرقة الخيالية ؟
- لا تستطيع عزيزي ، فالطبيعة لا تُخطئ ، وأنتَ قد تُخطئ وتجعل من لحنهم الرقيق نشاذاً .
زالت إبتسامته .
أعتقد أن الفكرة ستعجبها ، لكن سرعان ما تداركت الأمر و أعادت إبتسامته لمكانها .- لكنهم ، لا يستطيعون عزف لحن سعادتي ، لا أحد يفعل سواك .
أقتربْ من أذنها وهمس :- سأكون هنا دائماً لاعزف سعادتك .
ذلك الساحر .
جعل من سعادتها لحن ، لحن لا يستطيع أحد عزفه غير آلته و أنامله وشفتاه .
عندما تُمتزج تلك المكونات ، الشفتان الورديتان و الكفان خفيفتا الحركة ، و تلك الآلة الخشبية ، تُصنعُ سعادتها .
تلك الأشياء هي المكونات الأساسية لسعادتها .- هاري ، هل بإمكاننا أن نترافق هذه المرة ؟ ، أودُّ قضاء وقتي معك .
- أودُّ لو أُهدرُ عُمُري كلهُ معكِ .
لازال لكلماته تأثيراً خاصاً جذاباً .
ابتسمت ثم أمسكت بيده و سحبته نحو السيارة
- هيا ، لنستمتع .
- ماذا عن لوسي ؟ . قال و هو يدخل بينما دخلت هي من الجهة الأخرى .
للمرة الثانية أخطأ و ناداها بلوسي ، ولكن هذه المرة لم تنزعج ماري البتة ، لا تودُّ أن تُفسدَ يومهما .- أتركها مع من جاءت لأجله ، ذلك السرّي .
أشعل المحرك وبدأ بتحريك المقود
أنت تقرأ
ما وراء عينيكِ | H.S
Fanfictionما وراء عينيكِ كلماتٌ خفيةٌ..أنا وحدي من يستطيعُ قرأتُها . .ما وراء عينكَ أسرارٌ ..وداخل عينيكَ هناك أرى شاطئَ أحلامي. عيناي وعيناك َ، أسطورة ستخلدُها الذكريات . عيناي وعيناكِ قصة لامتناهية . كلحنٍ تعزفه مخيلتي.. كأغنية تُنشدها أفكاري وذكرياتي .ه...