مشاعر

640 57 14
                                    

داعبتْ أشعة الشمس وجهها لتجعلها تفتح عينيها ببطئ ثم تصرخ بفزع .

- لسنا في الفندق ! . قالت و هي تحرّك هاري لتوقظه بينما بقي هو ممدد قربها .

- أعلم ، هل بإمكانك التوقف ؟ ، مازالتُ احتاجُ القليل من النوم .

أظهرت إبتسامة جانبية ثم أستلقت قربه وبدأت بمداعبة شعره الطويل .
أبعد وجهه فاتجهت نحوه مجدداً ، فقرر المرح معها .

بعثرت خصلات شعره فأصبحت مثناثرة حول وجهه .

أقتربَ وداعب أنفها ، ثم طبع قبلة صغيرة على شفتيها  مما جعل وجنتاها تحمران .

كان ذلك سريعاً وجميلاً .

- هيا ماريمينت ، لم تكن سوى قبلة .

- كانتْ الأولى هاري ، الأولى ! . قالت وهي تتحاشى النظر إليه بينما الإبتسامة لم تفارق وجهها ، وقد بدى له أن سعادتها لا تقاس ولا بألف كيلو متر .

- بمَ شعرت ؟ .

- بالفرح يا عازف السعادة ، بالفرح يا من كتب سعادتي الأبدية .

- ابتسامتكِ وحدها كفيلةٌ أن تُسعدني ألف عام .

ترأس الصمت الموقف بعد كلامه الحساس ، وما إن تغير رأيها سريعاً .

- لم يكن ذلك ناضجاً ، أن تسرقَ اول قبلة لفتاة لم تخبرك حتى أنها تحبك ، لم يكن ناضج لكنه كان ممتعاً .

- الامور التلقائية أكثر متعةً من الامور الناضجة ، تتطلب الحياة منا أن نكون ناضجين في الكثير من المواقف ولكن أحياناً التصرف بمرح وتلقائية يجعل حياتنا أفضل .

كلامه غريب بالنسبة لها .

فهي معتادة ان تكون ناضجة في كل الامور

وأن الحياة ليست مجرد متعة ، الحياة تجربة وعلينا أن نكون ناضجين كفاية لنوجهها .

- هاري ، لمَ يبكي النّاس ؟.

- تتعد الأسباب عزيزتي ، متى آخر مرة بكيتي فيها ؟.

جلستْ تراجعُ ذكرياتها .

بكاء ؟ ، لا كانت دائما قوية .

- أنا ، لا أبكي ! ، لا أذكرُ ذلك البتة ، لم أبكي من قبل ، او ربما مضى وقتٌ طويلاً على ذلك .

هي حقاً لم تبكي منذ سنوات .

لم تبكي يوم توفت والدتها.
لم تبكي عندما تركها والدها .
لم تبكي عندما سخر منها أصدقاؤها في المدرسة .
لم تبكي  عندما سافرت أعزّ صديقاتها .
لم تبكي بعد تخلي الجميع عنها .

- أنا فقط شخص ناضج يحاول دائماً نبش الماضي ، لا يحزن ولا يفرح ، لايضحك ولا يبكي ، آملاً أن يُحرّكَ الماضي مشاعره الّتي باتت شبه معدومة .

ما وراء عينيكِ | H.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن