بيلا

2.9K 53 58
                                    

فتحت عينيها على أثر قطرات من الماء تتساقط فوق وجهها

كان يجلس قربها ويقوم بتنشيف شعره

- بحق الإله ظننت انها تمطر

أبعد رأسه و قام بتجففيف شعره في جهة بعيدة عن وجهها ثم قام بربطه على شكل ذيل حصان .

- يكاد شعرك ان يكون بطول شعري  . قالت و هي تحاول النهوض 

- اعتقدُ أنه أطول

نهضت و توجهت نحو المطبخ مباشرةً ، حيث قادتها رائحة القهوة إلى هناك  ، حملت الكوب ثم عادت وجلست قرب هاري .

- أنتَ لا تشربُ القهوة .

- صحيح ، أعددتها لأجلك .

أرتشفت القليل من كوبها ثم سألته بفضول .

- كيف عرفت أنني أحبها؟ .

- هذا سهل ماري ، ألم أخبركِ أنك شفافة من قبل؟ ، أعرفُ كل ما تحبينه وكل ما تكرهينه .

ما أجمل أن تحظى بشخص يهتم بك  ويعرف ما تريده بالضبط .

كانت تودُّ إعداد الشاي لأجله لكنها رأت أنه قد فعل ذلك مسبقاً .

أضاءت شاشة هاتفه برقم غريب .
شعر أنه يجب عليه الإبتعاد عن ماري .

حمل هاتفه واتجه نحو الشرفة ، أنهى مكالمته و ماري لم تحاول التدخل في شؤونه أو معرفة من المتصل مع أن الفضول كاد يقتلها لكنها لم تخبره أنها تحبه حتّى ، لذا لا يحق لها إزعاجه .

دخل ولاحظ الفضول في عينيها .
جلس وابتسم .

- لا تقلقي لم يكن شخصاً مهماً .

رُسِمت ابتسامة على شفتيها ثم قالت وحاولت ان تُظهر أن الأمرَ لا يعنيها .

- لستُ قلقة .

- يا صغيرتي ، أجيدُ فهمكِ بسهولة .
    كان ينظر إلى عينيها بشكلٍ مريب لكن هذه المرة لم تتحاشى نظراته بل وقفت تحدق به بشكلٍ مضحك  مما جعله يضحكُ على شكلها الغريب .

- هيا ، الأمرُ ليس مضحكاً ، علمني كيف تفعلها .

- أفعلُ ماذا ؟ توقفي عن التحديق بي كلبلهاء .

منادته لها بالبلهاء لم يزعجها ، على العكس فهو يسخر ويضحك معها ، هذا يعني أنهما أصدقاء .

تودُّه كحبيب ولكنها تُفضل الحصول عليه كصديق أولاً .

- علمني كيف تقرأُ ما وراء العيون . سألته ببراءة .

- لا أقرأ سوى ما وراء عينيكِ يا ملاك .

- أخبرني ماذا ترى الآن ؟ . سألته و ماتزال بسمتها مرسومة بوضوح .

ما وراء عينيكِ | H.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن