بداية التعارف

932 89 2
                                    

السّاعة تعدت الواحدة بعد منتصف اليل ..هو مازال يتأمل عينيها و هي مازالت تبتسم..يتبادلان الأحاديث دون كلام..حتى قرر كسر حاجز الصمت بكلمتين
- أدعى هاري
في البداية بدا لها هاري كشخصٍ سيءٍ..لكنه الآن يبدو لطيفاً
- حسناً يا هاري..ما الذي تعرفه عن الرّجل الذي يعيش في ذلك المنزل الكبير
قالت و هي تشير نحو المنزل عبر النافذة
- ذلك هو منزلي يا ماري ، والرّجل يكون خالي
- أخبرني يا هاري..ما الّذي تعرفه عن القضية التي حصلت منذ اثنين وعشرين عاماً ؟
- كل ما أعرفه أن الفتاة كانت حبيبة خالي
- أمي كانت حبيبة خالك ؟..أخبرني المزيد
- يقولون أن كارولين هارت هي من قتلتها
- و أين هي كارولين الآن ؟
- في السّماء...قُتلت الأسبوع الماضي
- و ماذا عن الفتاة الشقراء ؟ إيميليا ؟
- إيمي هي ابنة كارولين .. قولي لي يا ماري ..أين ذهبتِ بعد وفاة والدتك ؟ لمَ تركتِ تينهام ؟
- أخذتني خالتي لأعيش معها في العاصمة لندن بعد أن تخلى والدي عني..
- اتعلمين ؟ لطالما كان والدك مكروهاً من قبل الجميع
- ما الّذي تعرفه عنه ؟
- أتركينا من هذه التحقيقات الآن ، أخبريني عن نفسك ...
صمتت ماريمينت لبرهة..فهي لا تعرف كيف تبدأ او ماذا تقول
- أنا ماريمينت
- أعرف ذلك يا فتاة ...ليس هذا ما قصدته ..
- حياتي مملة لا شيء لأخبرك أياه .. ماذا عنك ؟
- لا وجود للملل في تينهام
- أتعيش مع والديك ؟
- أمي هنا..لكن أبي هناك في السّماء
ساد الصمت قليلاً ثم قاطعه تثأب ماريمينت
- تصبحين على خير
قال بينما كان يخرج من المنزل
- انتبه على نفسك ...
ابتسم ثم نزل من على درج منزلها... حمقاء ؟ جاهلة ؟ ربما لا.. لكن طابع الطيبة يغلبها .. شريرة بعينين خضرواتين ؟ لا ، فأنا أراها ملاك الآن ..إيمي غبية .. كيف خرجت ُ في جوٍ كهذا فقط لكي أرضي مشاعرها ؟... ما قاله خالي ليس صحيحاً..كيف لهذا الملاك أن يؤذي تينهام ؟ ...

استلقتْ مجدداً... تحاول النّوم..لكن الساعة مازالت تدق، بماذا كان يفكر والدها عندما اشترى هذه السّاعة المزعجة القديمة ؟ مرّت عدة دقائق وهي تفكر بهاري و كيف أنه مختلف عن بقية السّكان حتى غلبها النّوم فما كان منها إلا الاستسلام له .

في صباح اليوم التّالي ، اتجهت نحو الشّاطئ كعادتها ، كان هاري يجلس هناك برفقة الشّقراء ، ابتسمت له ماري فترك الفتاة و اقترب منها
- صباح الخير
قالت بينما كانت الشمس تسطع على عينيها الخضراوتين فأعطتهما لوناً خاصاً يجذب الأنظار فرد هو بلهجةٍ لطيفةٍ
- آسف لأزعاجك البارحة
- لا أبداً، من الجيد أن تكلم النّاس من وقت إلى آخر ، البقاء وحيداً ليس بالأمر الجيد .. أرى أنك تستمتع برفقة الجّميلة .
- نستمتع ؟ كنا نتشاجر
- أتحبها؟
كان السؤال غريباً على هاري ، فحتى هو لا يعرف إن كان يحبها أم لا ..
- ربما
- إذاً حافظ عليها و أجعلها أحد كنوزك الثمينة
لم يجيبها لكنه أكتفى بالابتسام ، عيونها تجعله يبتسم لا أرادياً ، كلامها اللطيف يجعله يخفي روح الشيطان بداخله ، لكن تفكيرها البسيط و البريء يجعلها ترى وجه الملاك في أي أحد ، و تصرفاتها التلقائية تجعلها محببةً لقلب الجّميع .
ابتسمت له ثم اخذ كعبها يطرق بعيداً عن مسمع أذنيه حتى أختفى الصوت و طار خيالها مع الرياح.

ما وراء عينيكِ | H.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن