عيناه و عيناها

1K 74 7
                                    

ما أجمل تلك اللوحة التي اُرتُسمت داخل أفكار ماري ، لذلك العازف التينهامي و نايه السحري .

ذلك اللحن الهادئ او ما تدعوه هي بلحن السعادة بات يعيش داخل قلبها ، حيث خصصت له مكاناً مميزاً .

لا تعلم تماماً إن كانت تحب العازف، لكنها تعشق حروفه العاطفية التي يرسلها بين ألحانه فتكون هي وحدها من يستطيع قرأة تلك الحروف الخفية .

عيناه ! ، يالعيناه السحريتان ، ما كان لونهما ؟ ، هي لا تذكر فقد كانت مشغولةً بقرأة ما خلفهما ، ربما اخضر ! ، لا لا بل ازرق ، او مزيج من اللونين ، يُسحر كل من يراهما ، أخضر مُزرق ، او ازرق مخضر ، لا يهم ، فما يهم فعلاً هو ما قد كُتب ورائهما .

جالسةٌ قرب النافذة تغوص في أفكارها اللامتناهية ، و لكن الآن لديها فكرة محددة .

عيناه و لحنه السحري ، باتت هاتان الفكرتان محور تفكيرها إضافة إلى انها لم تنسَ القضية التي جاءت لأجلها .

عيناه و لحنه السحري ، كلمتان رُسّختا في عقلها .

عيناه و لحنه السحري ، عيناه و لحنه السحري ، لمَ لا تتوقف تلك الفكرة عن السير في مخيلتها ؟

حُفظت صورته داخل ذكرياتها ، و ألحانه داخل قلبها ، و عيناه ، اين عيناه ؟ عيناه فوق عند الغيوم ، حيث وضعت أحلامها .


و ماذا عنه ؟ هل كانت عيناها محور تفكيره أيضاً ؟، ليس عدلاً أن يستحوذ على عقلها دون التفكير بها .

لكنه لم يفعل ، فعينا الملاك تجوبان في مخيلته ، و ذلك العشب التينهامي في عينيها .

وحين تسطع تلك الشمس اللعينة على عيني الملاك ! ، تكون أشبه بلوحةٍ خيالية .

يرى الفضاء في عينيها ، يرى أحلامه داخلهما ، يرى قَدَرَهُ قد كُتب ورائهما .
فهل سيكون لها نصيبٌ من قدَرِه ؟ أم أنها مجرد ذكرى صغيرة تمرّ في حياته و ترحل وقت ما يحتاج إليها.

ذلك العشب داخل مقلتيها يعطيه الأمل تحت هذه الشمس الكئيبة .

ينظر نحو النافذة فتُرتسم تلك اللوحة في السماء ، شمس تينهام و عيناها ، تلك اللوحة المثالية لذلك الملاك المثالي .


فهل يبتسم القدر له و يجعل ذلك الملاك أحد أبطال قصته ؟ .

لا يعلم إن كان يحب واقعها ، لكنه متأكد من حبه لذلك الملاك في خياله .

تقوده قدماه نحو منزلها ، لا يعرف ما الذي سيفعله هناك ، لكنه حتماً يستمتع بمراقبة عينيها .

ما وراء عينيكِ | H.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن